حافظ إبراهيم.. شاعر النيل لم يتحمل الزواج ستة أشهر

حافظ إبراهيم
حافظ إبراهيم

بكى بكاء لم يبكه أحد من قبل لكنه مضى يخفي دموعه في البسمات ويضحك الآخرين، طارده الفقر منذ الصبا فمات أبوه ولم يترك له شيئا وكفله خاله.

حصل على شهادة الابتدائية واشتغل ضابطا في البوليس لكنه مل ثم عين ضابطا في الجيش وأحيل إلى الاستيداع وافتتح مكتبا للمحاماة ولكنه كان يسخر بالمتاقضين والمحامين على السواء فهجر المهنة وأقبل على الشعر ومجالس العلم يتعلم من الشيخ محمد عبده ويحلم بأن يعود إلى الجيش من جديد فيصبح رب السيف والقلم.

وفي مجلس الإمام التقى به حشمت باشا وحاول أن يعينه محررا في جريدة الأهرام بستة جنيهات في الشهر ولكن الأهرام رفضت وبعد ذلك عينه في دار الكتب وبقى بها حتى مات، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في عام 1950.

قربه سعد زغلول إليه وكان في ساعات الضيق يبحث عنه ليتسلى بمجلسه عن متاعب السياسة وكان سعد يعتمد عليه كداعية للحركة الوطنية، وآمال مصر قد تنفست في شعر حافظ إبراهيم فهو شاعر الشعب الأول فشعره أدق معبر عن تلك المرحلة التاريخية.

اقرأ أيضا| «عُقد بقيراط» هز مصر.. ما قصة السيدة زينب عبدالواحد؟

عاش يكره القيود من أي نوع فتزوج لستة أشهر ولم يعد بعدها إلى الزواج أبدا، ضاع كثيرا من شعره لأنه لم يكن يهتم بجمعه ولأنه كان يخشى نشره أحيانا حتى لا يفقد وظيفته وكانت البساطة والفوضى تسود حياته حتى أن كتبه كلها كانت معارة عندما مات ولم يعثر في مكتبه إلا على كتابين أحدهم في الطب والآخر في تفسير الأحلام فقد عاش متطيرا يخشى الموت ويؤمن بالأحلام.

كان يعرض شعره على أستاذه الشيخ السكندري وطالما مزق قصائده لأنها لم تعجب أستاذه وكان يعترف لشوقي بالصدارة ومن أهم أفكار شاعر النيل حافظ إبراهيم: الحب ليس هو ما وصفه الشعراء وإنما قضاء مقدر على الإنسان لابد أن يتجشم متاعبه في يوم ما. 

ومن أفكاره أيضا أن المرأة إن تعلمت كانت مدرسة يخرج منها شعب طيب الأعراق، وأيضا يقول إن ميزان الحياة لا تعطي النعمة لمستحقيها دائما فكم أضاعت إماما حكيما وكرمت جهولا غبيا.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم