أحمد مصطفى شعبان
المصرى طول عمره بنّا شاطر وكمان عسكرى شاطر، أنشأ أول جيش نظامى فى التاريخ وطور من قدراته القتالية منذ آلاف السنين ويستمر حتى الآن وهو ما أثبته المعرض الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2021».
عندما دخلنا المعرض ادركنا أنه يختلف تماما عن نسخته الأولى فى ٢٠١٨ من حيث عدد المشاركين والأسلحة المعروضة والاهتمام بالتكنولوجيا التى أدت إلى ظهور أجيال جديدة من الأسلحة وتطوير قدرة وفاعلية أخرى موجودة إلى جانب الاهتمام بأمن المعلومات.
وكانت جولتنا داخل الجناح المصرى، لم يكن صعبا أن تلمس فخر رجالنا من القوات المسلحة بما أنجزوه فى تطوير الأسلحة أو تصنيع أخرى، ضمن استراتيجية «توطين الصناعات العسكرية». وتجذب الطائرة «نووت» الأنظار بتصميمها المصرى بنسبة ١٠٠٪. و«نووت» أحدث طائرة استطلاع جوى بدون طيار «درون» وتحلق لمدة ١٤ ساعة بدقة عالية. جذبنا أيضا إنجاز مصرى خالص وهو رادار يتتبع ويكشف الدرون بحجم ٥ سم ورادار آخر لكشف الأفراد والمركبات. كما تمكن العسكرى المصرى من إنتاج الصلب المدرع مما يساهم فى تصنيع المدرعات والمركبات المصفحة. كل هذا الإنجاز وغيره فى القوات الجوية والبحرية، يعزز قدرات الجيش المصرى خاصة فى مجابهة الإرهاب إلى جانب القدرة على امتلاك القوة ليس للاعتداء على الآخرين ولكن للحفاظ على مقدرات الوطن وأمنه وحماية السلام.
ومثل المعرض أيضا فرصة للاطلاع على ما أنجزه الآخرون، مع مشاركة دول كبرى مثل أمريكا وروسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكوريا الجنوبية إلى جانب مشاركة عربية فى مقدمتها الإمارات ودول وشركات أخرى قدمت نفسها لأول مرة فى المعرض. وخلال الحديث مع بعض ممثلى الدول الأجنبية تجدهم يتباهون بما لديهم من مقاتلات جوية وطائرات درون وأجهزة ملاحة بحرية وصواريخ بقدرات مذهلة، ومعدات الأفراد إلى جانب شركات تقدم منتجات ووسائل للسيطرة على الأوبئة.
وفى الحقيقة أعرب كثيرون منهم عن سعادتهم للمشاركة فى إيديكس، متمنين العودة إلى مصر مرة أخرى. وأنتظر بشغف النسخة الثالثة من المعرض وأتوقع أن تكون أفضل وأكبر لأن هذه الفعاليات تبرز مدى ثقل مصر على الساحة الدولية وتوجه رسالة قوية للعالم مفادها أن المصرى «عسكرى شاطر».
