سمع أحمد عرابي وهو في منفاه بجزيرة سيلان أن إحدى بناته وكانت تقيم في مصر تدرس اللغة الإنجليزية فشعر بالغضب واعتبر لغة الإنجليز فسادًا للأخلاق وجلبة للفضيحة والعار.
فمنذ أكثر من 42 عامًا أعدت وزارة المعارف مجموعة ثمينة من مخطوطات بعض الزعماء المصريين لإرسال صورة منهم إلى متحف التربية الدولي، وكان من ضمنهم خطابان بخط الزعيم أحمد عرابي.
وقد أبدى عرابي في الخطابين أراء قد يرى البعض اليوم أنها رجعية أو محافظة أكثر مما ينبغي ولكنها كانت تدل على مدى كراهية الثائر المصري لكل ما يمت للإنجليز بصلة.
ونشرت مجلة آخر ساعة ما ورد في الخطاب الأول: وهو مرسل إلى السيدة حرمه وهذا جزء من نص الخطاب..
إلى حضرة صاحبة العفة والعصمة حرمنا المحترمة رعاها الله آمين..
بعد إهداء عاطر السلام وباهر التحية، نخبركم أن كريمتنا أم كلثوم أرسلت لنا جوابًا ولأخيها جوابًا آخر وبتلاوتهما حصل لنا كدر شديد، إذ علم لنا منهما أنها تخلقت بأخلاق ذميمة، وتلك الأخلاق ليست من طباعنا، فقد علمت أنها طلبت من أخيها أن يتوجه إلى دكان الخواجات الإنجليز لشراء ملبوسات حراير بدون علمي، كما أنها تتعلم الكتابة الإنجليزية وتوضع اسمها على الجوابات المرسلة لنا بالقلم الإنجليزي وهذا الأمر يستوجب عليه قطع أياديها فهي تتعلم كتابة لغة قوم لا يعود علينا وعليها منها إلا الضرر والفضيحة العار، فيقضى تفهيمها بذلك بحضور إخوتها جميعًا..
فيدونا عن صحتكم وسلموا لنا على حضرة الوالدة مع تقبيل وجنات الأنجال.
خادم وطنه
أحمد عرابي الحسيني المصري
غرة شعبان سنة 1306 هـ
اسمه بالكامل أحمد محمد عرابي وافي محمد غنيم عبدالله الحسيني ولد في 31 مارس 1841 بمحافظة الشرقية، وهو قائد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق ووصل إلى منصب ناظر الجهادية (وزارة الدفاع حاليًا)، وكان أميرالاي (عميد حاليًا)، توفي في 21 سبتمبر 1911 عن عمر 70 عامًا.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
