«بديعة مصابني» لأحد شيوخ الأزهر: «الرقص مش عيب»

بديعة مصابني
بديعة مصابني

أعتقد أن مقاييس الأخلاق قد انعكست، فما كان يعتبر شرا أصبح يعتبر خيرا، وما كان يعتبره فسقا أصبح الناس يعتبرونه فضيلة.

بهذه الكلمات بدأ الشيخ أبو العيون الذي كان عالما من علماء الأزهر، وأحد أدباء الحركة الوطنية وكتابها أثناء ثورة ١٩١٩ حديثه لمجلة آخر ساعة عام ١٩٤٣.

قال: إن الرقص الذي نشاهده في الصالات، وبؤر الفجور ما هو إلا عرض فاضح لجسد المرأة بما فيه من مفاتن، وإغراء وهذه الحركات المغرية التي تدعو إلى الفسق، وتلبية أوامر الشيطان، كل هذا يسمونه فنا!!

إننا إذا اعتبرنا أن هذا فنا لأطلقنا على النشال الذي ينشل بطريقة لطيفة فنانا! والقاتل الذي يقتل بخفة ورشاقة فنانا أيضا.

وإنني لا أنكر أن الرقص فنا، فقد كان نساء العرب يرقصن، ولكن رقصهن كان محتشما أقرب إلى الحركات الرياضية، وهو يشبه رقص (الدبكة)، المعروف في بلاد الشام، ورقص السودانية المعروف (الدلوكا)، أما ظهور امرأة بثوب مهلهل لا يستر من جسدها شيئا بل يبرز مفاتنها، ويفصل أجزاءه ثم القيام بحركات قبيحة كلها حض على الفجور، وإذكاء لشهوة الرجال.

وهذا النوع من الرقص او من الفن لم يعرف عند العرب، غير أن فتح زجاجات الخمر في الصالات للراقصات فهو نوع من السرقة العلنية، وما هو إلا استغلال لضعف الرجل أمام شهوته، وقد صدر قانون في مصر يحرم هذا الفتح، ويحتم على الراقصة أن تنصرف إلى منزلها بعد القيام بدورها على المسرح.

 

وجاء رد الراقصة بديعة مصابني قائلة: الرقص مش عيب، إنه تعبير عن عواطف تجيش في صدورنا، فكما إن الموسيقار يعبر عن عواطفه بآلته الموسيقية، والمصور يعبر عن عواطفه بريشته، فكذلك الراقصة تعبر عن عواطفها بحركات جسدها.

 

ولا أنكر أن هناك نوعا من الرقص الوضيع، وهذا النوع هو الذي يستحق حملة واشمئزاز الشيخ أبو العيون، ولكن إذا قلنا إن موسيقى حسب الله تدوش الدماغ، فليس معنى هذا إن موسيقى عبد الوهاب أيضا تدوش الدماغ، وإذا كان هناك رقص وضيع فليس معنى هذا أن كل الرقص من النوع الوضيع.

 

واستكملت قائلة: إنني أراقب الراقصات اللاتي يعملن بالصالة بنفسي، ووجوههن بالابتعاد عن الحركات الخارجة عن الأدب، وعن الذوق، وألقي عليهن دروسا في الرقص الفني الأصيل الذي يعبر عن العواطف المشروعة، لا عن شهوات الجسد، وأحتم عليهن بارتداء بدلة رقص حشمة لا تظهر من الجسد إلا الضرورة.

 

واختتمت قائلة: إن العيب عيب الرجال، فالرجال يطغى عليهم غرائزهم، على ذوقهم الفني أما الرقص نفسه مظلوم ومش عيب!!

 

غير إنني وفي إحدى السنوات، منعت فتح زجاجات الخمر، معتقدة أنني أخدم الجمهور، وأحافظ على أمواله، وأمنع استغفاله لكن كانت النتيجة بأن طفش الزبائن، وطفشت الراقصات، واضطررت إلى إعادة فتح زجاجات الخمر في سبيل أكل العيش، وأصدرت لائحة تقضي بألا تطلب الراقصة من الزبون أكثر من كوب واحد!!

اقرأ ايضابسبب سفير مصري .. وقف الرقص في أفلام السينما