كلام والسلام

مأساة الشارع الجديد

سعيد الخولي
سعيد الخولي

فى يقينى لو فكر رئيس حى شرق شبرا الخيمة  فى قيادة حملة ميدانية ليعاين أحوال الشارع الجديد مابعد كوبرى عرابى وصولا لآخر الشارع ـ لو فعل ذلك لوجه الله وتنفيذا لواجبه الأساسى ـ فإنه لن يتمكن فى أغلب الأحوال من إكمال جولته فى الشارع بسبب أكوام القمامة التى تتحكم فى أعرض مناطق الشارع لتترك منها أقل من ثلثها للسماح بمرور سيارات الأتوبيس والميكروباس والمينى باس والشيطان الصغير «التوك توك» والأجرة والملاكى والكارو بالحصان والحمار تروح وتغدو لتقلب قمامتها جهارا نهارا على مرأى من رجال المرور وموتوسيكلات الحى، التى يجوب أغلبها الشوارع بحثا عن مخالف يقوم بتعلية دور مخالف أو تركيب ونش ليرفع مواد البناء بشارع داخلى ويهددون صاحب الشغل بمصادرة الونش بحجة عدم استصدار رخصة من الحى وغرامة عدة آلاف من الجنيهات تنتهى ـ غالبا ـ بورقة فى يد المنوط به ضبط المخالفات ويمضى لحال سبيله، والمحصلة منظر مزرٍ.

هذا المنظر المزرى الذى ينشر المرض ويعوق المرور ويعطل المصالح من خلال شريان لايقل عن ٤٠مترا عرضا وحوالى ثلاثة كيلومترات طولا بها عشرات من مقالب للقمامة والهدم ومخلفات البناء ليلا ونهارا لارادع بالنهار من شرطة المرافق أوالحى ولا كاميرات مراقبة ليلا تحدد من يفعلون ذلك، ،فلماذا لايفكرون فى منع تلك العربات والتريسكلات من إلقاء مخلفاتها فى عرض الشارع وإلزام أصحابها بالتوجه مباشرة نحو المقلب العمومى للمدينة،ومن يخالف تتم مصادرة عربته أو تريسكله فورا ،وبذلك لايبقى بالشارع سوى صناديق القمامة الموجودة بالفعل لتستوعب أكياس قمامة الأهالى المجاورين للشارع وصناديق قمامته.

إن معالم الجمهورية الجديدة تبرز شيئا فشيئا للناس ويفرحون بكل تطوير للمناطق الشعبية  لكن تبقى مشكلة القمامة فيها وصمة عار وبثورا قبيحة على وجه منظومة تعلو فيها الأبراج كثيرا وتتغير صورتها البنائية والحضارية ويبقى أن يكون مسئولو الأحياء والمحليات على نفس الدرجة من الرغبة الجادة للتحديث والتطوير والحركة الديناميكية، وإلا فلا فائدة من تحسين الحجر والأسفلت مع استمرار مثل تحجر عقليات المحليات فى التفاعل مع الجمهورية الجديدة.