«ليلى تكلا».. أول سيدة تدرس لكبار موظفي الدولة

ليلى تكلا
ليلى تكلا

أحد الميادين التي كانت موصدة في وجه المرأة، فتحت أبوابها في أوائل الستينيات، واستقبلت الدولة أول سيدة ووضعتها في منصب من أكبر مناصبها. 

الميدان هو تدريس أسس الإدارة العامة للمتفوقين من موظفي الوزارات والمصالح الحكومية، والمرأة هي ليلى تكلا التي شغلت أول منصب لأستاذة في معهد الإدارة العامة الذي أنشيء في عام 1954.

وقامت جريدة أخبار اليوم بمقابلة السيدة ليلى في بيتها بالزمالك، وكانت عائدة من يوم عمل طويل، وتستعد للخروج لحضور حفل عشاء يقيمه المعهد زواره من الخبراء الأجانب، وتم نشر الحوار في 23 مارس 1963.

 قال لها محرر أخبار اليوم: أعلم أن أمنيتك كانت دائمًا أن تصبحي نائبة في نيابة الأحداث، فهل تخليت عن هذه الأمنية ؟

قالت ليلى: صحيح كانت هذه أمنيتي ولكن الظروف لم تشأ أن أحققها، فعندما حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة قدمت طلبًا للمسئولين برغبتي، ولكنه رفض لأن باب النيابة لم يكن قد فتح بعد للمرأة، فسافرت إلى أمريكا لأستزيد من العلم في الميدان الذي أحبه، وحصلت على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية وقانون العقوبات.

وتستكمل السيدة ليلى: وبعد ذلك عدت إلى القاهرة وقدمت للمرة الثانية ولكن طلبي رفض للمرة الثانية لنفس السبب، فعملت فترة كباحثة جنائية في معهد البحوث القومي.

وبعدها سافرت من جديد إلى أمريكا للحصول على درجة الدكتوراه في الإدارة العقابية، واكتشفت في أمريكا أن دراسة الإدارة العقابية جزء من دراسة علم الإدارة العامة، وهكذا اضطررت أن أدرس الإدارة العامة.

وعندما سمعت بنبأ تعيين الدكتورة حكمت أبو زيد وزيرة للشئون الاجتماعية أحسست أن أمنيتي أصبحت قريبة من التحقيق بعد أن وافق الرئيس جمال عبدالناصر على مبدأ تعيين المرأة في مناصب هامة في الدولة.

اقرأ ايضا:محمود عبدالعزيز.. غير مكانه في «السوبرجيت» فنجا من الموت

- ما هو شعورك وأنت تقومين بالتدريس لمجموعات الموظفين الملحقين بالمعهد ؟
إن مهمة التدريس في حد ذاتها ليست جديدة على، فعندما كنت أدرس لنيل درجة الدكتوراه في جامعة نيويورك، كنت أقوم بعمل مساعدة لأحد أساتذة الجامعة، وفي ذات يوم انتدب الأستاذ الذي أقوم بمساعدته للسفر، واضطررت أن أقوم بدلاً منه بتدريس مواده للطلبة.

ولكن هناك فرق كبير بين طلبة نيويورك وطلبة معهد الإدارة، فطلبه المعهد نخبة من المتفوقين في أعمالهم ويشغلون مناصب ذات شأن فعلا، وكل ما أؤديه لهم هو أنني أزودهم بالطرق العلمية السليمة للإدارة حتى يستطيعوا استخدامها في إدارة أقسامهم.

- وعاد المحرر لسؤال السيدة ليلى من جديد إذا كانت بهذا المنصب الجديد قد تخلت عن أمنيتها الأولى في أن تكون نائبة في نيابة الأحداث.
فضحكت قائلة: أنا لا أتخلى عن أمنياتي بسهولة ولا أيأس بسهولة أيضًا، وإنما الوقت لم يحن بعد لأن تتحقق أمنيتي.

كما أصبحت السيدة ليلي تكلا بعد ذلك أول سيدة تنتخب لرئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري، وأول امرأة في العالم تنتخب رئيسة لجلسة من جلسات اتحاد برلمانات العالم.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم