واحد + واحد

«كوفيد القاتل» وكبار السن

يحيى نجيب
يحيى نجيب

من أصعب اللحظات التى تمر على أى إنسان هى لحظة فراق شخص حبيب وغالٍ يرتبط معه بذكريات ومواقف ذات تأثير كبير فى حياته، تلك الذكريات تستحضر فور الفراق، فلا يملك من الامر شئاً سوى البكاء والدعاء للمتوفى.


منذ أسبوعين تقريبا، تلقيت اتصالاً هاتفىاً فى الساعات الأولى من الصباح بلغت فيه بإصابة جدتى بالفيروس اللعين «كورونا» وتم نقلها للمستشفي،  فى واقع الامر تعاملت مع الأمر بهدوء خاصة أنها حصلت على التطعيم، وتابعت الموقف مع المستشفى فى قسم العزل، وكنا نتحدث معها عبر الهاتف من كل وقت لحين، للاطمئنان عليها.


بالرغم من توفير كافة الأدوية لها سواء باهظة الثمن أو التى يوجد بها بعض النقص إلا انه لم يمض من الوقت كثيراً فبعد مرور بضعة ايام، فوجئت بالطبيب المشرف على حالتها يبلغنا بالتدهور المفاجئ فى حالتها الصحية وأنخفاض نسبة الأوكسجين فى الدم لتصل الى 40.
كلمات الطبيب كادت أن تفتك بعقولنا، فكيف حدث هذا رغم حصولها على التطعيم وجميع احتياجاتها من الادوية  سواء البروتوكول المتعارف عليها أو غيرها، سألت الطبيب المعالج عن سبب هذ التدهور فقال : كبار السن هم أكثر الافراد الذين يستطيع الفيرس التمكن منهم 


وفى صباح يوم الأربعاء الماضى أبلغنا بالوفاة، وانتقلت الى من هو أرحم من البشر جميعا انتقلت الى ربها الغفور الرحيم.
الدرس المستفاد من هذا المصاب الأليم أن كبار السن كلهم أو معظمهم فى مرمى كوفيد القاتل ولن ينجو منه إلا من رحم ربى القادر على أن يرفع عن البشرية هذا الوباء.