العلاقات المصرية التنزانية.. تطور كبير منذ تولي السيسي الرئاسة

علما البلدين
علما البلدين

حطت رئيسة تنزانيا سامية حسن الرحال في القاهرة، والتقت بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء 10 نوفمبر، في زيارةٍ هي الأولى لها لمصر بعد توليها مقاليد الحكم في تنزانيا عقب وفاة الرئيس التنزاني جون ماجوفولي في مارس المنصرم.

وأعربت رئيسة تنزانيا عن سعادتها بالزيارة، وأشارت إلى أنه تم بحث آليات زيادة الاستثمارات المصرية في تنزانيا، وسبل تيسير عمل الشركات المصرية الساعية إلى التواجد في السوق التنزاني، لاسيما في ضوء الاهتمام المتنامي من مجتمع الأعمال المصري خلال السنوات الأخيرة بالاستثمار في السوق التنزاني، خاصةً في ضوء النجاح الذى حققته الشركات المصرية المتواجدة حاليًا في تنزانيا، وهو ما يعد خير دليل على الزخم الجاري في العلاقات الثنائية، والإمكانات الهائلة التي يمكن استغلالها لتعزيز التعاون بين البلدين.

علاقات متطورة

وشهدت العلاقات بين مصر وتنزانيا تطورات إيجابية كبيرة في المجالات كافة منذ عام 2014، بعد موقف تنزانيا الإيجابي والمساند لإرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو.

وحرصت تنزانيا على المشاركة في حفل تنصيب السيسي رئيسًا للجمهورية في يونيو 2014 وأكدت على لسان وزير خارجيتها -آنذاك- بيرنارد بيمبي ضرورة عودة مصر لممارسة دورها الطبيعي والتاريخي في أنشطة الاتحاد الأفريقي.

وخلال قمة الاتحاد الأفريقي الـ28 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير 2017، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس التنزاني الراحل جون ماجوفولي.

وأعرب السيسي، خلال اللقاء، عن تطلع مصر لتطوير التعاون مع تنزانيا في شتى المجالات والعمل على زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما، وكذلك أكد أهمية تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين في ظل التحديات المشتركة القائمة، ولاسيما خطر الإرهاب الذي يُشكل تهديدًا للقارة الأفريقية بأكملها.

ومن جهته، أكد الرئيس جون ماجوفولي حرص تنزانيا على تطوير العلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمعها بمصر على مختلف الأصعدة، مشيدًا باستعادة مصر لدورها القيادي في أفريقيا، فضلًا عما تم إنجازه في مصر على صعيد تحقيق التنمية والاستقرار خلال العامين الماضيين.

كما أعرب الرئيس التنزاني عن تقدير بلاده للدعم الفني الذي تقدمه مصر لأبناء تنزانيا في مجال بناء القدرات والتدريب.

أما التطور الأبرز في العلاقات بين مصر وتنزانيا في السنوات الأخيرة، فقد تمثل في الزيارة التاريخية التي قام بها السيسي إلى تنزانيا في 14 أغسطس 2017، حيث كانت أول زيارة لمسؤول مصري منذ عام 1968، وكان في استقباله الرئيس التنزاني، وكبار المسؤولين التنزانيين، فضلًا عن السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى تنزانيا.

وعقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره التنزاني، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس التنزاني بزيارة السيسي.

كما وجّه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس التنزاني للمشاركة في المؤتمر الدولي للشباب، ومنتدى "أفريقيا 2017" في شرم الشيخ، ورحب الرئيس التنزاني بالدعوة.

واتفق الرئيسان على تطوير التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الفساد، وتفعيل اللجنة المشتركة بين الدولتين وانطلاق اجتماعاتها في أقرب وقت، بهدف تعزيز التعاون بين مصر وتنزانيا، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.

كما أكد الرئيسان أهمية تفعيل التعاون الأمني والعسكري بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة مع ما يمثله الإرهاب من مخاطر على أمن واستقرار مختلف الدول".

زيارات متبادلة

وجه الرئيس "ماجوفولي" الدعوة للرئيس السيسي لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء السد التنزاني، معربًا عن تطلعه لأن يضع الرئيس السيسي مشروع إنشاء السد تحت إشرافه أسوة بالمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، وهو ما رحب به السيسي. 

وفي 12 ديسمبر 2018، استقبل رئيس تنزانيا، مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء المصري، وذلك على هامش مشاركة رئيس الوزراء في احتفالية توقيع عقد إنشاء مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي.

وفي 13 مارس 2019، استقبل السيسي وزير الدفاع التنزاني حسن مويني، في حضور الفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من مجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى التباحث بشأن تكثيف آليات التشاور وتبادل الرؤي بشأن أبرز القضايا المستجدة على الساحة القارية، في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، وتطلع مصر لتعظيم المكاسب المشتركة لدول القارة، خصوصًا دول حوض النيل، استنادًا إلى الإرث التاريخي والروابط المشتركة التي تجمع بينها.

اقرأ أيضًا: رئيسة تنزانيا: إتمام سد "جوليوس نيريرى" يحقق آمال وتطلعات الشعب التنزاني