أول سطر

جملة من كلمتين

طاهر قابيل
طاهر قابيل

الجمهورية الجديدة تتسع للجميع للعمل معاً من أجل مستقبل أفضل ونشر القيم والحفاظ على السلام الاجتماعى والدفاع عن حقوق الإنسان.. فرغم أنها جملة من كلمتين لكنها ثمرة للتفاهم بين الأزهر والكنيسة.. وأحد المحاور المهمة لمواجهة مخططات إسقاط الدولة وتحصينها ضد الفتن التى دمرت أوطاناً ومجتمعات وحضارات من حولنا وراح ضحيتها الملايين من الأرواح والآلاف من المشوهين والأرامل واليتامى والفارين من ديارهم إلى العراء والمخيمات.
مصر وطن يقبل التعددية.. وعندما طرح فضيلة الإمام الأكبر الدكتورأحمد الطيب شيخ الأزهر فكرة «بيت العائلة المصرية» رحب بها قداسة البابا شنودة الثالث.. وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء بإنشائه وتشكيله.. وكانت الأهداف المرجوة منه وماتزال الحفاظ على النسيج الوطنى والتنسيق مع جميع الهيئات والوزارات وتقديم المقترحات والتوصيات وعقد المؤتمرات واللقاءات والتأكيد على القيم العليا والقواسم المشتركة وبلورة خطاب جديد يناسب حاجات الشباب والنشء ويشجع على نبذ الكراهية والعنف، والتعرف على الآخر وإرساء أسس التعاون والتعايش بين المواطنين، ورصد واقتراح الوسائل الوقائية للحفاظ على السلام المجتمعى.
التجربة المصرية تحمل فى عمق رسالتها التصدى الفكرى للإرهاب وبناء النفس الإنسانية المتوازنة.. وجاءت من منطلق الأسرة الواحدة والعمل على توحيدها وإرساء مبادئ المواطنة ومواجهة أى تطرف.. واعتقد البعض فى بداية الأمر أنه مجرد اسم وليس له قيمة ولا معنى وأن دوره ما هو إلا «حبر على ورق».. وتثبت الأيام عكس ذلك. ليلعب «البيت» دوراً كبيراً فى وأد الفتنة.. والعمل على حل العديد من النزاعات والمشاكل فى القرى واحتوائها بوضع الحلول لها بروح المحبة والمودة والمساواة فى المعتقدات واحترام الأديان والجمع بين عنصرى الأمة بتفعيل مبدأ المواطنة وتصحيح الأفكار الخاطئة وقبول الغير.
لقى «بيت العائلة» قبولاً من كل المصريين.. فهو اسم على مسمى.. وبفضل العمل الدءوب أصبح له وجود وأصدقاء فى غالبية المدارس والجامعات وبالمحافظات.. وهى مرحلة عمرية مهمة لتربية النشء والجيل الجديد على الوطنية.. لقد لفتت النجاحات غالبية أنظارالعديد من دول العالم .. وكل زائر من أوروبا أو أمريكا يثنى عليه ويتمنى تطبيقه فى بلده.. فاللعب على وتر الفتنة لو ترك لقضى على الأخضر واليابس.. وقد استشعر الأزهر والكنيسة خطورة الأمر فكان البيت الذى يضم العائلة الواحدة مع اختلاف الثقافات والاتجاهات ليعيشوا مترابطين ومن أجل هدف.. وأهنئ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى وكل المصريين مسلميها ومسيحييها بمرور 10 أعوام على انطلاق بيت العائلة.. ومن نجاح إلى نجاح.. فأنا من جيل تربى بدون أن يعرف فرقاً بين مسلم ومسيحى.. وكنا نتبادل التهانى والكعك والبسكويت فى المناسبات.