الأديب محمود ماهر في حوار لـ «الأخبار»:«بحر الظلمات» فضح السرقة الكبرى!

عاشق الأندلس: «بحر الظلمات» يفضح السرقة الكبرى!
عاشق الأندلس: «بحر الظلمات» يفضح السرقة الكبرى!

أن تبحث وتفتش عن ماضيك، للتعرف على هويتك وذاتك، فإنها تعد أولى خطواتك لفهم حاضرك ومستقبلك، هنا يقودنا الأديب والصيدلى د.محمود ماهر فى جولة بين سلسلة رواياته التى تدور أحداث معظمها حول الأندلس بكلمات رشيقة عذبة، تعود بك إلى ذلك الفردوس المفقود منذ أكثر من 800 عام فى شعور أشبه بالساعة الزمنية، وحتى وقت السقوط، تناول عاشق الأندلس وراويها فى تلك السلسلة جميع المراحل التى مرت بها من كونها شمس المعرفة والعلوم فى عهد العرب من بنى أمية حتى تحولها إلى كوكب معتم لم يعد وضاء لامع ينشر نوره على البسيطة كما كان، معتمدا فى رواياته الأربع على وقائع وأحداث حقيقية وأشخاص ليسوا من نسج خياله، إنما هم أبناء لواقع مضى منذ مئات السنين، وعبر الحوار التالى نتعرف على تجربة عاشق الأندلس وعالمه الإبداعى:

▪ درست الصيدلة ومع ذلك أصدرت سلسلة من الروايات نرجو توضيح الأمر للقارئ؟

- عشقت الكتابة منذ صغرى حتى أننى كنت أراسل المجلات كالمجاهد والبراعم وكتبت عدة مقالات ولا يزال عمرى 
وقتها لايتخطى الثانية عشرة، أما كونى خريج صيدلة أسيوط فذلك لا يعد غريبا فهناك الكثير من الأدباء ممن جمعوا بين العلم والأدب 
وأثروا حياتنا الأدبية بكتبهم التى صارت من أهم المؤلفات فى عصرنا وأذكر من هؤلاء: «د. مصطفى محمود، د.أحمد خالد توفيق، ود. نبيل فاروق».

▪ وما الذى جذبك إلى الكتابة عن الأندلس، حتى أنك أصدرت 4 روايات؟
- أحببت قراءة التاريخ وأغرمت برواية الأديبة الراحلة رضوى عاشور «ثلاثية غرناطة» بسردها للأحداث بتسلسل وتناغم جعلتنى أعيش مع أبطال روايتها وكأنهم أصدقاء لى 
ومن هنا بدأت أبحث عن ذلك الكنز المفقود ليتبين لى بأنى أكتشف شخصيتى وافتخر بكونى عربيا فحضارتنا العربية الإسلامية هى شمس المعرفة الحقيقية وكانت الأندلس «قاطرة» لانتشال أوروبا من الجهل والتخلف إلى العلم والتمدن والحضارة.

▪ هل يمكن أن تحدثنا عن رواياتك الأربع؟
- بدأت رحلتى فى كتابة روايات أندلسية مع ابنتى الأولى «خريف شجرة الرمان» التى صدرت عام 2018 
وحققت ثمانى طبعات لنجاحها البالغ تلتها رواية «جارة الوادى» الثانية وتتناول سقوط إشبيلية وصدر منها 4 طبعات يناير2019 «ربيع الأندلس» عن عبدالرحمن الناصر 

▪ د.محمود ماهر خلال حواره مع «الأخبار»


وتتناول محاولات نهوض الدولة بعد السقوط فى أغسطس 2019، «فجر إيبيرية» وهى تتناول جهود طارق بن زياد وعقبة بن نافع لفتح الأندلس وصدرت فى مايو 2021، وكلها عن عصير الكتب.

▪ وما هى المصادر التى اعتمدت عليها فى رواياتك؟
- كانت أغلب مصادرى أوروبية من المستشرقين ومنهم كتاب المستشرق الإنجليزى استانلى لين بول «قصة العرب فى إسبانيا» 
وغيرها من الكتب وقد سافرت إلى عدة دول منها: تونس والمغرب والتقيت بأستاذ علم المورسكيات (د.عبد الجليل التميمى) وهناك تعرفت على فريق من الكتاب باسم «رؤية»
 
والذى هدفه البحث عن الفردوس العربى المفقود.. الأندلس وإثبات أحقية وفضل العرب فى نشر العلم والثقافة حول العالم حيث يعملون على جمع كل السجلات والأوراق التى تتناول فترة حكم العرب للأندلس وفترة سقوطها للتعرف على أحوال العرب والمسلمين فى تلك الحقبة الزمنية لا ليس من نسيج خيالى هناك شخصيات كثيرة حقيقية عثرت على أوراق بالمكاتب الدولية كانت محاكم التفتيش الإسبانية ترصد أسماء المواطنين قبل وبعد السقوط وتسجل وقائع وأحداثا عن هؤلاء المورسكييون أما ما توفر لى داخل مصر، فكان «نفح الطيب فى غصن الأندلس الرطيب»

▪ وما رأيك فى تحويل الروايات التاريخية إلى مسلسلات درامية؟
- إذا تمت بإتقان وبالعربية الفصحى و بما يتفق مع وجهة نظر المؤلف سوف تؤدى إلى نقله نوعية فى المجال الدرامى كما أنها تعمل على تثقيف الجمهور والمواطنين الذين ألهتهم الحياة كثيرا عن القراءة والبحث ودليل على ذلك نجاح المسلسلين السوريين: «صقر قريش» و«ملوك الطوائف».

▪ وهل ستواصل الكتابة عن الأندلس فى روايات قادمة؟
- نعم فأنا أعمل الآن على رواية جديدة بعنوان «بحر الظلمات» والتى سنكتشف فيها بأن «كريستوفر كولومبس» لص وسارق وليس بمكتشف وأن اكتشاف الأمريكتين تم على أيدى العرب والمسلمين.

 

أقرا ايضا | أستاذ أدب أندلسى: سربانتس كان يجسد نفسه فى «دون كيخوتى»