بسم الله

نقابة محترمة

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

عندما تجد النقابة بجانبك فأنت عضو فى نقابة محترمة. نقابة تعرف الواجب والأصول. هذا ما شعرت به وأنا أودع زميل الدراسة والمهنة الصديق الصدوق على إبراهيم، الكاتب الصحفى السابق بصحف الأخبار والأهالى وجيل الغد. وجدت معى فى غسله وتشييع جنازته ودفنه الزميل العزيز الأستاذ أيمن عبدالمجيد وكيل نقابة الصحفيين ورئيس لجنة الرعاية الصحية بصحبة الزميلين محمد خليفة مدير النقابة ونبيل إبراهيم المسئول المالى. قناعتى أن العمل النقابى نشاط لخدمة الأعضاء، ودعمهم ومساندتهم. وهو شيمة مجلس النقابة المحترم الذى يراعى شئون أعضائه.

الراحل على إبراهيم عاش حياة قاسية. لم يكن زاهداً فى رفاهيتها وملذاتها فقط، بل زاهد فى ضروراتها المعيشية. على الرغم من أنه صاحب فكر ورؤية وقلم محترم. رفض الزواج ليس لأنه قيد عليه، بل من قلة ذات اليد فقد فصلته جريدة الأهالى مبكرا. وتاه فى ملكوت الله باحثاً عن عمل يستطيع منه رام جوعه فقط. كان راضيا بالقليل. وفى سنواته الأخيرة ضعف بصره، وسكن فى حجرة فقيرة فى أزقة الجيزة، صابراً على حياته غير الآدمية. لا دخل له من أى جهة، إلا ماتصرفه النقابة له من بدل «التكنولوجيا». تحمل مصاعب الحياة. عاش وحيداً ومات وحيداً إلا من أصدقائه وأصحاب البيت المحترمين، الذين قبلوا أن يسكن معهم، وجيرانه ونقابته المحترمة.

وأنا أجلس بجوار جثمانه مع أهل البيت انتظاراً لتصريح الدفن، نفكر فى مكان دفنه لأننا لانعرف أحداً من عائلته. فوجئت باتصال من الزميل محمد شبانة سكرتير عام النقابة يخبرنى بأن جميع التكاليف ستتحملها النقابة. وبعد ثوان وجدت معى الزميل أيمن عبدالمجيد ولجنة من النقابة تتولى كل شىء «الكفن والغسل وسيارة المعزين». ولفتة إنسانية طيبة من أهل البيت أن يدفن فى مقابرهم. يكفى أن تعلموا قرائى الأعزاء أن أيمن عبدالمجيد وكيل النقابة ساعد معى المغسل فى غسل الجثمان، ثم الصلاة عليه ودفنه. أليس هذا عملاً إنسانياً نقابياً يستحق منا كل الشكر والتقدير لنقابتنا العظيمة.
دعاء: اللهم ارحم على إبراهيم واجعله من ورثة جنات النعيم.