فى الصميم

هناك فرصة.. لإنقاذ العالم!!

جلال عارف
جلال عارف

الدول الصناعية الكبرى هى الأكثر تلويثاً للمناخ، ومع ذلك فقد ظلت تهرب من مسئولياتها حتى أصبح التلوث خطراً على كل البشر، وحتى استقيظ ضمير العالم للحفاظ على بيئة صالحة للحياة.
 ولسنوات طويلة كانت هذه الدول ترفض وضع قيود على تلويث المناخ حتى لا تضيف أعباء مالية على صناعاتها، حتى ولو أدى ذلك إلى تعريض حياة البشر "بمن فيهم مواطنوها" للخطر!! وحتى عندما رضخت للضغوط وظهرت المخاطر، استمرت فى المراوغة وعدم الوفاء بالتزاماتها. وكان الغريب أنه فى الوقت الذى بدأ فيه العالم ينتبه للمأساة مع ارتفاع الحرارة وتوالى الفيضانات والحرائق التى اجتاحت الدنيا، كان الرئيس الأمريكى السابق ترامب يعلن انسحاب بلاده من اتفاقية المناخ دون اعتبار لمسئولية بلاده التى تحتل صدارة الدول المتسببة فى تلوث المناخ!!
 الخطأ الأمريكى صححه الرئيس الحالى "بايدن" المنحاز لقضية المناخ، لكن المشوار طويل، والعديد من الدول الصناعية الكبرى تواصل المراوغة، والخطر يزداد، وما تم التعهد به وهو توفير ١٠٠ مليار دولار سنوياً لإنقاذ العالم من الكارثة البيئية لم يتم الوفاء به حتى الآن "!!" ولعلنا نرى اليوم فى قرارات مؤتمر "جلاسكو" بداية جادة للوفاء بالتعهدات ولدرء المخاطر قبل فوات الأوان.
 ولعلنا أيضاً نرى حلاً للقضية الهامة التى عرضها الرئيس السيسى وهو يتحدث باسم أفريقيا التى لا تزيد حصيلة دولها كلها من الغازات الملوثة للبيئة عن ٣٪ ومع ذلك تتحمل هى والدول النامية والفقيرة فى العالم معظم آثار التلوث من فيضانات وحرائق ونقص فى الناتج الزراعى وتهديد لحياة المواطنين. من حق أفريقيا والدول النامية والفقيرة أن تحصل على النصيب الأكبر من الدعم المالى الذى ينبغى على الدول الصناعية الكبرى أن توفره بدلاً من التهرب مما سبق أن قررته بتوفير١٠٠ مليار دولار سنويا.
الموقف خطير، لكن شعوب العالم أصبحت تدرك حجم المخاطر، والجشع للربح من الصناعات الملوثة لم يعد قادراً على الاستمرار وتعريض الإنسانية لكارثة لا يمكن تصورها. نرجو أن تكون قرارات قمة "جلاسكو" إعلاناً بأن رحلة إنقاذ البشرية من الآثار الوخيمة لتلوث المناخ قد بدأت بالفعل، وأن الكل سيتحمل مسئولياته قبل فوات الأوان.