حوار| رئيس «الأسرى الفلسطينية»: الاحتلال في ورطة.. ومصر الأكثر دعمًا لنا

 محرر «بوابة أخبار اليوم» يحاور قدري أبو بكر
محرر «بوابة أخبار اليوم» يحاور قدري أبو بكر

-اللواء قدري أبو بكر: الاحتلال يحاول تشويه نضال الشعب الفلسطيني

-لا يوجد بيت فلسطيني ليس به شهيد أو أسير

-نطالب الصليب الأحمر بدور أكثر فاعلية في متابعة الأوضاع في السجون

-هناك 7500 أسير محرر يتلقون دعمًا من السلطة الفلسطينية


«الأسرى».. هي قضية محورية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمنذ حرب 5 يونيو 1967، واحتلال إسرائيل القدس بأكملها واجتياحها الضفة الغربية وقطاع غزة، زج الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من مليون فلسطيني معتقل في سجونه، ضمن قصة كانت ولا زالت شاهدة على وحشية الاحتلال وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.

وفي الآونة الأخيرة، طفت قضية الأسرى على السطح بصورة جلية، بعد قيام ستة أسرى فلسطينيين بالهروب من سجن "جلبوع" الإسرائيلي شديد الحراسة، فجر يوم 6 سبتمبر المنصرم، في واقعة هزت كيان الاحتلال ومثلت ضربة قوية للاحتلال.

وراحت سلطات الاحتلال في أعقاب ذلك تشدد من تنكيلها بالأسرى الفلسطينيين وتضيق الخناق عليهم أكثر، كما أعادت اعتقال الأسرى الستة، دون أن يسهم ذلك في محو آثار الخيبة الإسرائيلية جراء واقعة الهروب من سجن إسرائيلي قالوا عنه إنه حصين.

وتدويل قضية الأسرى أصبح الشغل الشاغل للسلطة الفلسطينية، لعرض معاناتهم على جميع المستويات الدولية، لفضح ممارسات الاحتلال بحقهم.

وفي غضون ذلك، التقينا اللواء قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، على هامش زيارته الرسمية للقاهرة، وأجرينا معه الحوار التالي.

-نبدأ حديثنا بقضية أسرى جلبوع الستة، فمسألة هروبهم من السجن أحدثت صدى واسعًا على الصعيد العربي.. كيف يمكن استغلال ذلك لخدمة قضية الأسرى على المستوى الدولي؟

خطة هروبهم تدرس مستقبلًا كعمل بطولي خارق للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، ونحن اعتبرناها قصة بطولة، وهي نجاح كبير للحركة الأسيرة، أعطت دلالة على مستوى الأسرى وكذلك على مستوى القضية الفلسطينية والمستوى الخارجي وكذلك جعل العالم يغير من موقفه.

يجب أن نستغل ذلك على صعيد الأسرى خاصةً مع الأوضاع السيئة للأسرى خاصة بعد هذه الواقعة، التي سادت وانعكس ذلك على الأوضاع السيئة داخل السجون.. تنقلات من سجن لآخر ووضعت قسم في الزنازين ووضعت العالم كله أمام حالة الأسير الفلسطيني وكانت محطة إعجاب من كل العالم والناس المتعاطفة مع القضية الفلسطينية عربيًا ودوليًا.

وهناك سبعة أسرى حاليًا مضربون عن الطعام منهم كايد الفسفوس ومقداد القواسمة، وهما في أي لحظة يمكن أن نسمع خبر استشهادهما نظرًا لتدهور حالتهما الصحية.

-يوم الخميس الماضي، تم إعادة تفعيل الاعتقال الإداري للأسير كايد الفسفوس بعد أن تم تجميده.. ما هدف إسرائيل من هذه الخطوة في هذا التوقيت بالتحديد؟

يوم الخميس أبلغوا المحامين بإعادة تفعيل الاعتقال وهذا بغرض إرهاب باقي الأسرى حتى لا يفكر أحدٌ منهم في الإضراب عن الطعام، فسيكون مصيره كهولاء، ولكن على العكس هم مصرّون إما الإفراج أو الشهادة، وكذلك سيكون أيضًا في المستقبل مع أي واحد سيقوم بالإضراب.

-ما الحل الأمثل لقضية الأسرى المضربين عن الطعام للحفاظ على حياتهم في ظل عدم اكتراث الاحتلال بأحوالهم الصحية؟

الحل الأمثل هو الضغوط القوية على إسرائيل، ونحن في هذا الجانب ندعو الحقوقيين والعرب والعالم إلى العمل على ضرورة امتثال إسرائيل للقانون الدولي، فإذا كان هؤلاء المعتقلون الإداريون تتعامل معهم إسرائيل كذلك، وهم بدون أي قضية ضدهم، فما بالكم بالمحكوم عليهم في قضايا.

وهذا يعني أن المعاملة مع الأسرى خارجة عن كل إطار الشرعية الدولية والقوانين الدولية، فلا بد من الضغط على إسرائيل للتراجع عن هذا الموضوع.

-كيف تعمل هيئة الأسرى في الآونة الأخيرة لتدويل مسألة الاعتقال الإداري غير الشرعية؟

هناك خطوات ونحن ننسق مع وزارة الخارجية الفلسطينية ونعطيهم كشوفًا بأسماء الأسرى الإداريين والمرضى، والذين يمارس ضدهم الإهمال الطبي المتعمد، وهذه الملفات نُقلت إلى الأمم المتحدة، وإلى حقوق الإنسان والصليب الأحمر على اطّلاع تام بهذا الموضوع، ونحن ندولها من أجل الضغط أكثر وأكثر على الكيان الإسرائيلي.

وهذا الموضوع نحن نثيره على مستوى العالم بأثره حول وضع الأسرى الإداريين، فلدينا أكثر من 500 أسير إداري، يتم اعتقالهم والإفراج عنهم، لدرجة أن وصل البعض منهم إلى عشر سنوات، أي تم التمديد لهم لعشرين مرة، فمدة كل اعتقال إداري ستة أشهر.

ومن هذا المنطلق نحن نسعى لإلغاء هذا الاعتقال كونه ظالمًا ولا يوجد إلا في إسرائيل.

-يوم السبت الماضي، قام جلعاد أردن، سفير إسرائيل بالأمم المتحدة، بتمزيق وثيقة قرار يدين إسرائيل من قبل مجلس حقوق الإنسان.. ما انعكاس ذلك على قضية الأسرى والقضية الفلسطينية ككل؟

هذا لصالحنا.. هذا دليلٌ أن إسرائيل في أزمة أمام الأمم المتحدة، واليوم أيضًا وزير إسرائيلي كان في اجتماع وقال "هؤلاء أسرى مخربون"، وتصرف السلطة الفلسطينية لهم 400 ألف دولار في السنة، فهم حاليًا في ورطة وفي أزمة والعالم بدأ يتأثر بما يحدث.

إسرائيل باتت تتعرى أكثر فأكثر حتى في مدن أمريكية بدأ التغير والانحياز للقضية الفلسطينية، وهناك تطورات نحن نلمسها على إنها إيجابية، حتى على صعيد مواقف البرلمانات.

ومثال على ذلك، البرلمان الأيرلندي قبل أكثر من يوم دعا إسرائيل للامتثال للقوانين الدولية ومعاملة الأسرى على أنهم أسرى حرب، لأنهم مقاتلو حرية.

-قبل أيام، وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس قام بتصنيف ست منظمات فلسطينية تعمل بالمجتمع المدني، منها يقدم خدمات للأسرى، على أنها منظمات إرهابية.. كيف ترى هذا القرار الإسرائيلي؟

هم يعيشون الآن في أزمة.. وهذه المؤسسات كانت تخدم الأسرى وتخدم حتى المواطن العادي وتقدم خدمات إنسانية وطبية، مثل لجان العمل الصحي، تقدم مساعدات طبية لأهالي الأسرى وللأهالي بشكل عامٍ، قاموا بإغلاقها، وقاموا بإغلاق هيئات لمحامين يدافعون عن الأسرى، وهؤلاء المحامون معترف بهم، وهم يشنون هجمة قوية على الأسرى وأهالي الأسرى من ضمنها عدم زيارة الأهالي.

هم يحاولون ترويج أن هؤلاء إرهابيون مع أن الاحتلال هو الإرهاب، والأسرى المتواجدون داخل السجون وسقطوا نتيجة مقاومتهم للاحتلال، فإن ذهب الاحتلال ينتهي ملف الأسرى، أما الإرهاب بعينه هو الاحتلال الإسرائيلي، وهؤلاء الأسرى هم مقاتلو حرية ولا يمكن أن نتخلى عنهم، كما قال الرئيس أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) عبر منبر الأمم المتحدة.

وهذه طبيعة الاحتلال يود أن يشوه نضال الشعب الفلسطيني، فإذا قال إن هؤلاء إرهابيون، معنى ذلك أن الشعب الفلسطيني كله إرهابي، فنحن في 2021، عدد الأسرى الذين دخلوا السجون تجاوز المليون، فلا يوجد بيت في فلسطين إلا وفيه شهيد أو أسير أو جريح.

-هل هناك اجتماعات مع هيئات دولية، على رأسها الصليب الأحمر، من أجل حثهم على زيارات لسجون الاحتلال لإحراج إسرائيل بشكل أكبر؟

يوم الخميس قبل الفائت كان لدينا اجتماع مطول مع الصليب الأحمر، وحضر الاجتماع طبيب الصليب الأحمر في رام الله، وطلبنا منهم زيارة الأسرى، هم يزورون الأسرى والمرضى والمضربين، ويرفعون تقاريرهم إلى مجلس الأمم المتحدة بجنيف.

ولكننا نطلب منهم أن يكونوا فعالين بصورة أكثر، لكنهم يقومون بدورهم في زيارة الأسرى، فهم مطلوب منه المزيد هم يقوم بدور، ولكننا نطالب بدور أكثر فاعلية في متابعة الأوضاع في السجون.

نود أن نعرف كم عدد الأسرى المحررون الذين يتلقون دعمًا من السلطة الفلسطينية؟

الأسرى المحررون الذين يتلقون معونات من السلطة الفلسطينية يبلغ عددهم 7500 أسير، ولا يحصلون على دعم من الأونروا أو غيره.

-في الختام.. كيف ترى الدور المصري تجاه قضية الأسرى والقضية الفلسطينية بصفة عامة؟

نحن نعتبر مصر هي الأساس عربيًا وأفريقيا وعلى صعيد الدول الإسلامية، ومن هذا المنطلق كانت وجهتنا الأولى هي مصر.

كانت هناك توجيهات من الرئيس محمود عباس بتدويل قضية الأسرى، فكانت مصر أول دولة لأننا ندرك ثقلها القانوني والإعلامي فجئنا لمصر وسنلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية.

اقرأ أيضًا: رئيس هيئة الأسرى الفلسطينية يطلع أبو الغيط على الانتهاكات الإسرائيلية