خواطر

ما بين دولتى مصر والسودان روابط وتاريخ ومصاهرة ومصالح

جلال دويدار
جلال دويدار

على ضوء ما يجرى وبشأن ما يجب أن يكون قائماً بين مصر والسودان .. من الطبيعى أن يسوده الوفاق دوماً وفى بعض الأحيان الخلاف.
 إن ذلك يأتى باعتباره من طبيعة البشر.
رغم هذا فإنه يمكن القول إنه دائماً ما يكون الانتصار فى النهاية للتاريخ والجغرافيا والعلاقات الإنسانية والأخوية الممتدة لآلاف السنين.
من هذا المنطلق فإنه من الطبيعى بل من المحتم ووفقاً لهذا الواقع أن يتأثر كلا الشقيقين بما يجرى فى أى منهما.
المهم إذا ما حدث ذلك أن يحرص كل منهما بعقل وقلب مفتوح على معالجة أى خلل بما يحقق مصلحة الطرفين.
نعم ليس غريباً رغم هذه العلاقات الأكثر من متينة أن يثور من وقت لآخر بعض الاختلافات فى الرؤى باعتباره أمراً يتفق ويتوافق مع طبيعة البشر منذ بدء الخليقة.
إنها حقيقة لا خلاف عليها تدل عليها وتؤكدها ما كان بين الأخوين قابيل وهابيل.
إنه كان محصلة مخالفة أمر الله القاضى بالتراحم والتواد والتفاهم والتعاون لصالح كل الأطراف بصورة عادلة متساوية.
اتصالاً ووفقاً لهذه القاعدة الإلهية الراسخة يمكن النظر والتعامل مع ما قد يكون بين مصر والسودان من وقت لآخر باعتباره أمراً لا يخالف الطبيعة البشرية مع ضرورة مراعاة ما قد يشوبها من تدخلات دائماً ما تتسم بسوء النية لخدمة مصالح خاصة.
على هذا الأساس فإنه ليس غريباً أن يتملك القلق مصر شريك التاريخ والمصاهرة بالإضافة إلى نهر النيل شريان الحياة لكليهما لما قد يصيب النسيج الوطنى سواء فى السودان أو مصر بأى خلل.
انطلاقاً يتعاظم الاهتمام المصرى بأى من هذه الأحداث إدراكاً بانعكاساتها السلبية على المصالح المصرية شعباً وقيادة على بذل كل ما تستطيع من أجل المساعدة على احتواء ما قد يعكر صفو الوفاق الوطنى السودانى.
إن ذلك راجع بالنسبة لمصر من ارتباطها بالمصلحة الوطنية والقومية.
 هذا الوضع يتوافق والحكمة التى تقضى وصفاً للمسلمين .. إذا ما اشتكى منه عضو تداعت له باقى الأعضاء وهو ما لا نرجوه ولا نتمناه لكل من دولتى وادى النيل .. مصر والسودان.