فى الصميم

كفاية.. حرام!!

جلال عارف
جلال عارف

أفهم أن تكون مواقع التواصل الاجتماعى ساحة للثرثرة فى الفاضية والمليانة كما يقولون. لكن غير المفهوم أن ينتقل ذلك إلى ساحات الإعلام أو مواقع الأخبار، وكأن المطلوب أن تستولى التفاهة على المشهد، وأن نبحث عن الأخبار عند مصادر أخرى، وأن تبقى القضايا المهمة غائبة عن المشهد الإعلامى!!
نصرخ صباحا ومساء بأن وعى المواطن هو القادر على تأمين مسيرة الوطن نحو الأفضل، ثم لا نجد- باستثناءات نادرة- إلا غيابا «أو تغييبا!!»، للفكر وللحوار الجاد المسئول الذى يفتح الطريق نحو ثقافة جديدة تضرب الشعوذة وتستأصل الفكر الظلامى!!
نبحث عن الإبداع الجميل الذى يستعيد ريادتنا الفنية، فلا نجد إلا الاحتفاء الإعلامى بفستان كومبارس، أو بنعيق من يدعون الغناء أو من يصدرون التمثيل بالمطاوى.. فى بلد احترف منذ القدم أن يلد المواهب وأن يسمو بالإبداع!!
الأدهى من ذلك أننا نصدر لأنفسنا وللغير أننا مجتمع لا تشغله إلا الخيانات الزوجية، ولا تمضى الحياة فيه إلا فى ظل الانشغال بكل ما هو شاذ أو تافه «!!».
بينما الواقع يقول إن غالبية شعبنا يواجه التحديات بكل شجاعة، وأن من حقها أن ترى من يدعمها فى كفاحها اليومى.. بالثقافة المتجددة، وبالفن الراقى، وبالإعلام الذى يحترم عقل المواطن ويناقش قضاياه لا يشغله «الست التى أكلت ذراع زوجها» عن قضاياه الحقيقية.
لا مجال للدخول فى التفاصيل، ولكن لابد من وقفة للمراجعة مع النفس.. لم يعد ممكنا الاستمرار فى الثرثرة بدلا من التفكير «!!».
ولم يعد ممكنا أن يتصدر المشهد الإعلامى هذا الكم من تصدير القضايا التافهة أو الترويج لفتاوى جاهلة أو فن هابط.. نحتاج للأفضل، ولا بديل عن ذلك. تأملوا المشهد بأمانة، وستقولون مع الجميع: كفاية.. حرام!!