في الصميم.. لم يعد هناك وقت للتضليل الإثيوبي

جلال عارف
جلال عارف

لسنوات طويلة ظلت إثيوبيا تنشر الأكاذيب وتضلل العالم لتخفى حقيقة تصرفاتها العدوانية وتمرر تآمرها فى قضية السد وتهديدها لأمن مصر والسودان.

استغلت إثيوبيا الظروف التى مرت بها مصر، والموقف الخاطئ من حكم البشير البائد فى السودان الشقيق.. لكى تبدأ بناء السد دون اتفاق، ولكى تقوم بحملة تضليل واسعة النطاق لتمرير تآمرها عند الأشقاء فى افريقيا، ولدى الرأى العام الدولى الآن تتغير الصورة، ويدرك العالم الحقائق كاملة.

يعرف العالم أن مصر لم تطلب يوماً إلا حقها التاريخى العادل.. وأن مصر لا تهدر مياه النيل كما روجت إثيوبيا بل تحقق اقصى استفادة ممكنة منها. ويعرف العالم أن مصر من أفقر الدول مائياً وأن نصيب الفرد فيها لا يتعدى نصف المعدل العالمى.

ويعرف العالم أن كل نصيب مصر والسودان من مياه النيل لا يتجاوز 74 مليار متر مكعب بينما تستقبل إثيوبيا ما يزيد على 900 مليار متر مكعب من المياه سنوياً (!!) ومع ذلك تتآمر لاستهداف نصيب مصر والسودان وتهديد أمنهما القومى وتتوهم أنها يمكن أن تمس حق الحياة لمائة وخمسين مليون مصرى وسودانى بالتحكم فى مياه النيل!!
ويعرف العالم الآن أن مصر لم تكن يوماً ضد حق شعب إثيوبيا فى التنمية، بل العكس هو الصحيح.. فمصر كانت دائماً نعم الداعم لجهود الاشقاء من دول حوض النيل للبناء والتنمية، كما كانت -قبل ذلك- خير سند لنضال شعوب افريقيا لنيل حريتها واستقلالها.

وفى حديثه أمس لخبراء المياه فى العالم المجتمعين فى مؤتمر القاهرة، أكد الرئيس السيسى موقف مصر الثابت بضرورة التوصل لاتفاق قانونى متوازن وملزم لكل الاطراف فى قضية السد. وهو الأمر الذى يتسق مع البيان الرئاسى لمجلس الأمن الذى عكس حقيقة الإجماع الدولى على عدالة قضيتنا.

ولعل إثيوبيا تدرك أن عليها أن تواجه الحقائق وتفهم أنه لم يعد هناك مجال للتسويف.. ولا مستقبل إلا بالتعاون واحترام الحقوق.