أكدت عليها ندوة «دور النشر بين الكم والكيف» بنادى أدب شبرا الخيمة

الكتاب الورقى يمرض ولا يموت.. وكثرة دور النشر ليست علامة صحية

جانب من الحضور بندوة «دور النشر بين الكم والكيف»
جانب من الحضور بندوة «دور النشر بين الكم والكيف»

- المواهب الشابة تحتاج الدعم لترى إبداعاتها النور .. وهناك من يتخذ من النشر تجارة بحته
- معرض الكتاب أصبح نزهة للأكل الشرب وليس لشراء الكتب
- السبب الرئيسى فى العزوف عن الكتابة هى وزارة التربية والتعليم، لمشروع القراءة للجميع
- قليل من دور النشر تهتم بالطباعة الاحترافية ..ومنافسة غير شريفة من المرتزقة وغلاء أسعار الورق والأحبار تهدد المهنة

عقد نادى الأدب بشبرا الخيمة ندوة تحت عنوان «دور النشر بين الكم والكيف» أدارها الشاعر محمد حافظ رئيس نادي أدب شبرا الخيمة، ، مؤكدا أن ما تقدمه دور النشر للكاتب، بمثابة الميلاد للأعمال الإبداعية خاصة عند الأدباء الشباب، ويستقبلها الكاتب أو المؤلف كأنه مولود جديد من بنات أفكاره، وهنا ومن خلال ندوة نادى أدب شبرا الخيمة نناقش هذا الدور الذى تلعبه دور النشر فى الحياة الثقافية المصرية، ما لها وما عليها، وما هى أهم مشاكل الطباعة وإختلاف جودتها، وأسباب تراجع مبيعات الكتاب الورقي أمام الكتاب الرقمي، وتأثير التكنولوجيا على ذلك، والنصب بأشكاله المختلفة التى يتعرض له المبدع من بعض دور النشر، وعروض النشر التي تقدم لشباب المبدعين، والكثير من النقاط الهامة التي اتسع الحديث لها من خلال ندوتنا، وهل دور النشر مؤسسات ربحية أو خدمية لمساعدة الأدباء الشبان، وما هى معايير النشر فى دار الكتب وهل هناك إنتقاء للمواد التى يتم نشرها أم أن هناك هدف الربحية من وراء هذه المؤسسات، وهل كثرة دور النشر ونحن نعيش مرحلة الكتابة بشكل متسع فى كل المجالات تؤثر على المنتج، وأهمية النشر خاصة مع الكتاب الألكترونى الذى زحف على الكتاب الورقى.. والهدف هل الكم أو الكيف ..

 


فى البداية تقول الشاعرة هناء أمين «ناشرة» طرحت الكثير من التساؤلات، فلا يقيم أحد مشروع إلا وكانت له أهداف ربحية ويجب أن نكون صادقين، مع أنفسنا قبل أن نكون صادقين مع المؤلفين، فهناك دور نشر يهمها الكم فيما تطبعه، ولكن هناك من يهتم بالكيف، والدليل رفض الكثير من الكتب لا ترقى لمستوى الإبداع، بداية من الأسلوب ونوعية الإبداع، وأن الطباعة فى مصر كانت بعد الغرب، ثم جاءت المطبعة الحديثة فى عهد محمد على، والعلاقة بين دور النشر والمؤلف علاقة يشوبها الشك دائما، لأنه يعطيه إبداعه لإخراجه فى الصورة التى يليق بها، وإذا تحدثنا عن الكتاب الالكترونى هناك دور أصبحت متخصصة فيها، لأن الكتاب الورقى أصبح مرهق بدنيا وماديا ، بالإضافة إلى الإهتمام بمراحل الكتاب المختلفة.
وتضيف الشاعرة هناء أمين أنه لا غنى عن الكتاب الورقى حتى الآن، فالكتاب الورقى يمرض ولا يموت، وهناك أمل ورونق خاص للكتاب الورقى، وما زال مستمرا بين مختلف المراحل العمرية ولكن أيضا لا ننكر المساحة الكبيرة التى يحتلها الآن الكتاب الالكترونى، ولكن الكم الكبيرالموجود على ساحة النشر ليس فى صالح جودة الكتاب، وكذلك هناك بعض الكتاب يقوموا بطبع عدد قليل من النسخ ، الذى أصبح ظاهرة بين الكتاب والأدباء حتى يضمن خروج إبداعه للنور. 
وتضيف هناء أمين هناك تجارب كثيرة مع شباب لديه الموهبة يحتاج لمن يأخذ بيديه ليرى إبداعه النور، وتم عمل أكثر من عمل ونشره فى معرض الكتاب، وكذلك هناك صالونات أدبية تهتم كذلك بأعمال الأدباء الشباب، ليزداد خبرة ويطور من أسلوبه ونتابع موهبته، حتى يخرج عمل يليق بموهبته، وكذلك هناك ورش فنيه للغة العربية والأعمال الإبداعية ومناقشة الأعمال الشابة لإلقاء الضوء على نقاط القوة والضعف حتى يكون على الطريق الصحيح. 
وتؤكد هناء أمين كثرة دور النشر ليست علامة صحية، لأن من هناك من يتخذها تجارة بحته، دون النظر لجودة الأعمال الإبداعية، وما تقدمه دور النشر يقوم فى المقام الأول على المراجعة اللغوية والدراسة النقدية ثم النشر والتوزيع، ومعرض الكتاب أصبح نزهة للأكل الشرب وليس لشراء الكتب، والتكلفة أصبحت عقبة امام دور النشر التى بالتبعية تزيد من سعر الكتاب.
ايداع الكتب فى دور النشر للحصول على رقم الإيداع أصبح عقبة امام دور النشر فبعد أن كان رقم الإيداع يتم خلال دقائق أصبح يأخذ اكثر من يومين للحصول على الايداع.

 


وتقول الكاتبة والروائية إنتصار ربيع «ناشرة» مررت بواقعة شخصية مع إحدى دور النشر فى بداية أعمالى الابداعية، وكانت تجربة مريرة ، الأمر الذى دفعنى إلى إنشاء دار نشر تقوم على الصدق مع المبدعين.
وتضيف الشاعرة إنتصار ربيع أن السبب الرئيسى فى العزوف عن الكتابة هى وزارة التربية والتعليم، بأهمال مشروع القراءة للجميع الذى إنتهى، وأصبحت حصة المكتبة المدرسية فى خبر كان، وكان الطلبة لديهم الشغف بالكتب الذى افتقدناها الآن، ولا يوجد من يهتم بربط النشئ بالكتاب، وكذلك التكنولوجيا الحديثة الآن سلاح ذو حدين، وآثارها جسديا ومعنويا، ويجب أن تكون هناك رؤية للعودة بالطلبة لربطهم بالكتاب الورقى، إلى جانب الإهتمام بالجانب التكنولوجي، وكذلك الإهتمام بكل الجوانب الفنية والثقافية للطلبة، ونحن فى مهنة النشر حبا فى المهنة فى المقام الأول.
وتضيف الشاعرة انتصار ربيع أن هناك لجنة عمل تقوم بمراجعة العمل الابداعى، وإذا كان يرقي لمستوى النشر  يتم عمل التدقيق اللغوى ثم مرحلة تصميم الغلاف، ثم الاتفاق على الطباعة والغالب الأعم يكون عدد النسخ قليل لا يزيد عن ١٠٠ نسخة، وتوزيع الإصدارات أصبح عقبة أمام دور النشر بالشروط المجحفة، ونحاول بقدر الامكان بالتفاوض مع مؤسسات التوزيع ويجب أن يراعى التكلفة التى تقوم بها دور النشر ويجب أن يكون هناك عدالة فى التوزيع حتى لا تكون الخسارة فادحة .

 


ويقول الشاعر والأديب عبدالقادر الحسينى «ناشر»، أن حديث المنتديات جميعها عن دور النشر ، فدور النشر ليس لها علاقة بالعمل الابداعى، وما عليها سوى التوجية، حيث بدأ كل إنسان يعبر عن نفسه، فزاد عدد الكتاب بشكل كبير، فيبدأ الإنتماء لنادى أدب أو إتحاد الكتاب فيسعى لنشر أعمال قد لا ترقى للنشر.
وويضيف الحسيني، أن أساليب الطباعة تختلف من دار إلى دار، وأعتقد أن دور النشر تسعى إلى الجودة فى الكتاب إلى جانب تحقيق الربح بالطبع، وأساليب الطباعة اما مناصفة او على حساب الكاتب او على حساب الدار.
وأضاف الحسينى، أن الطباعة الاحترافية قليل من دور النشر يهتموا بالجودة ففى مصر اكثر من ١٥٠٠ دار نشر، ولكن القليل منهم يهتم بالإبداع وانتقاء الأعمال التى ترقى للنشر، فسبوبة دور النشر الآن أصبحت فى كثير من الحالات تكون حالات نصب على الكتاب، فهناك سبوبة النشر .
ويضيف انه هناك بعض ممن يشتغلون بالطباعة سماسرة، وهو ليس ناشر، وهم من يسيئون إلى المهنة، ويجب أن يكون له رخصة طباعة ونشر، ويمتلك خط الإنتاج أو مطبعة للتحكم فى عملية الطباعة ولديه الخبرة فى المجال، وأن يكون مبدع ، ومن يمارس المهنة يجب أن يكون لدية الأمانة فى الاتفاق مع المبدع، وأن يطلع المؤلف على كافة أساليب الطباعة، وهو يختار، وكذلك يقدم له خدمات قبل الطباعة، من مراجعة وتدقيق لغوى، واختيار الغلاف. 
ويضيف الحسينى أن هناك منافسة غير شريفة من المرتزقة وغلاء أسعار الورق والأحبار، ومعظم المؤلفين يطلبون عدد قليل من النسخ ، ودور التوزيع تغالى فى التوزيع الذى يصل إلى أكثر من ٥٠ % من قيمة الكتاب، وعدم وجود منافذ للتوزيع ، بشكل يتيح أكبر قدر من منافذ البيع، وكذلك بعض المؤلفين لا يتعانون مع دار النشر.


وتقول الشاعرة والأديبة همت مصطفى كل مؤلف عندما يريد طباعة كتابة يقع فى خلاف بين دور النشر سواء السعر او الجودة للطباعة، وعدم الخبرة لدى المبدع يمكن ان يقع من خلالها ضحية لسماسرة دور النشر، ويقع فى فخ النصب ويدفع من أمواله الخاصة ولا يخرج عمله الابداعى للنور.