كنوز | «آخر ساعة» تكشف أسرار غراميات أمير الشعراء فى ذكراه

أحمد شوقى   --   مى زيادة
أحمد شوقى -- مى زيادة

فى 16 أكتوبر عام 1868 جاء أمير الشعراء أحمد شوقى إلى الدنيا، وللمصادفة أنه رحل عن الدنيا التى أنارها بإبداعاته فى 14 أكتوبر 1932، فى أكتوبر ولد وفى أكتوبر رحل، مضى على الولادة 153 عاما، ومضى على الرحيل 89 عاما، وبهذه المناسبة نعيد نشر الموضوع الذى كشفت فيه «آخر ساعة» عن غرامياته، وقد بدأت الموضوع قائلة: 

كم مرة أحب أمير الشعراء أحمد شوقى؟ وكيف كان الرجل الهادئ الخجول يحب؟ ومن هن سعيدات الحظ اللائى وقعن فى شباكه.. وسحرتهن عبقريته؟! 
شاعر كبير أكد لى أن شوقى حينما كان فى أول الطريق، التقى بفتاة رائعة الجمال، عندما كان يعبر شارعا ينتهى الى سجن المحافظة، فجرت على لسانه الأبيات التى لم تنشر من قبل ويقول فيها: «شاهدت أجنادا يسوقون الجناة إلى السجن..

فسألتهم ماذا جنوا.. قالوا لصوص يسرقون.. قلت اسجنوا هذى الفتاة.. رشيقة القد المصون.. سرقت نهاى ومهجتى.. حتى الرقاد من العيون»، وكلما تذكرهذه الأبيات - حسب رواية نجله حسين وزميله حسن محمود - كانت تفيض عيناه بالدموع وهو يقول: « فعلا أنا كنت بحب»! 

ولأمير الشعراء حكاية غرام أخرى مع ساحرة الأدباء «مى زيادة» التى أحبها جميع الأدباء والشعراء فى الوطن العربى وبلاد المهجر، ووصفها العقاد بقوله: «الحديث الحلو واللحن الشجى، والحنين الحر والوجه السخى، وذكاء ألمعى كالشهاب، وجمال لا يعاب»، وقال فيها الشاعر إسماعيل صبرى :«روحى على دور بعض الحى هائمة، كظامئ الطير تواقا الى المساء، إن لم أمتع بمى ناظرى غدا، أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء»، وكان أحمد شوقى يشفق عليها من تهافت الأدباء على ندوتها يوم الثلاثاء، وكان حبه لها بعيداً عن الأضواء، فى صمت بالغ، ومما قاله شوقى فيها عام 1931 قصيدة لم تنشر رواها الشاعر مصطفى حمام، يقول فيها: «أسائل خاطرى عما سيأتى.. أحسن الخلق أم حسن البيان؟!..

رأيت تنافس الحسنين فيها.. كأنهما لمية عاشقان». 

ويقول الكاتب اللبنانى سعيد فريحة صاحب دار «الصياد»: «اتصلت بى «مى» سنة 1939 يوم جاءت للبنان بدعوة من قريبها الدكتور جوزيف زيادة الذى كانت تبادله الرسائل، وكان منافسا لجبران خليل جبران بوسامته فى حبها، ولم يكن أديبا، ويبدو أن «مى» وقتها أرادت أن تنصرف عن الأدباء ولو إلى حين، فجاءت إلى قريبها فى لبنان فأكرمها وأنزلها فى بيته، وفجأة اختفت، وقيل إنها دخلت مستشفى المجانين!

ويقول سعيد فريحة إنها رفضت استقباله فى المستشفى الأمريكى عندما اصطحبه إليها المحامى بهيج تقى الدين وعندما اقتحم غرفتها قالت له: «كنت أرفض أن أقابلك لأنك صحفى، وأنا عاتبة على صحافة لبنان بلد آبائى وأجدادى، جئته أنشد الراحة فوجدت نفسى أقيد وأساق الى مستشفى المجانين ظلما وبهتانا فلم يرتفع صوت الصحافة من أجلى»، يومها بدأت تروى المأساة عندما ألبسوها قميص المجانين وكيف شاهدها عشاقها فى لبنان وهى تسير باكية فى موكب رهيب، وقال سعيد فريحة: «لو كان شوقى يومها حيا، لجعل من قصتها هذه مسرحية رائعة، تخلد خلود مسرحياته العظيمة»!

ويقول الأستاذ حسين «الابن الثانى لشوقى» إن أخاه «على» حينما تزوج دعا أم كلثوم لتغنى فى الفرح، ليلتها أذهلت شوقى الذى كان يستمع إليها وكأنه غائب عن وعيه، وما كاد الفرح ينتهى حتى أملى على سكرتيره القصيدة التى مطلعها: «سلو كئوس الطلا هل لامست فاها» التى أرسلها لأم كلثوم فى مظروف خاص احتفظت به فى بيتها، فهل وقع فى غرام أم كلثوم أم أنه وقع فى غرام صوتها فقط ؟ !،

ويقول نجله أيضا: «لاأزال أذكر كيف اتصلت بوالدى الفنانة ملك فى أحد أيام الصيف بالإسكندرية وكان سعيدا حينما طلبت منه أن يكتب لها قصيدة تغنيها، وكتب لها القصيدة التى يقول فيها: «بى مثل ما بك يا قمرية الوادى.. ناديت ليلى، فقومى فى الدجى نادى..

وأرسلى الشجو أسجاعا مفصلة.. أو رددى من وراء الأيك إنشادى». 

وبقى حب لأمير الشعراء لا يعلم عن أمره أولاده ولا سكرتيره، عندما أحب أديبة سويدية التقى بها فى باريس عندما مثل مصر فى مؤتمر المستشرقين، وهمس فى أذنها بأربعة أبيات بالفرنسية، ولم تتركه إلا بعد أن نظم فيها أربعين بيتا لاتزال سرا مصونا ترددها فى همس وحرص ألسنة بعض شعراء المجمع اللغوى.

«آخر ساعة» - 1957