قترب مني.. في صوت قريب من الهمس أكد أنه يعرف الحل.. النقلة التي تجعلنا نلحق بركب التطور والمدنية.. إنه طوق النجاة.. رفض الإفصاح عن كنيته.. قال إنه مصري ويعشق أرضها ويرجو رضاها ويأمل أن يطيل الله عمره ليراها في أحسن حال.. قال إنه من تسعين عامًا نحلم به.. علماء الدنيا كلها يحلمون معنا.. إنه مشروع نتوارث السمع عنه ولا نعرفه.. بدأ المشوار فيه بروفيسور يدرس الجغرافيا في جامعة برلين.. ثم انتقلت العدوي إلي بروفيسور ثانٍ انتخب وكيلا للجمعية الملكية البريطانية.. نشر دراسة من سنوات عنه.. في نفس العام لم يتردد وكيل وزارة الأشغال المصري عرضه أمام المجمع العلمي المصري.
> يقع المشروع بالقرب من مدينة العلمين.. عند مارينا.. يتلخص في شق مجري مائي بطول 75 كيلو مترًا.. تندفع فيه مياه البحر المتوسط إلي عمق 145 متراً تحت سطح البحر.. لتتكون بحيرة صناعية تزيد مساحتها علي 12 ألف كيلومتر.. من شدة اندفاع المياه يمكن توليد طاقة كهربائية رخيصة تصل إلي 2500 كيلووات/ ساعة سنويا توفر 1500 مليون دولار ثمن توليدها بالمازوت.. كما يستخدم المطر الناتج عن البخر في زراعة ملايين الأفدنة التي تحتاج الماء كي تبوح بخيراتها وإنتاج كميات هائلة من الملح والسمك.. سنخلق ميناء يخفف الضغط علي ميناء الإسكندرية.. بجانب المشروعات السياحية وتسكين ملايين المصريين القادمين من وادي النيل الضيق وخلق فرص عمل لهم.. هذا المشروع هو منخفض القطارة الذي أبهر جميع زعماء مصر ابتداء من جمال عبد الناصر الذي استدعي خبراء من شركة سيمنس الألمانية لعمل دراسة ميدانية عنه بدأت عام 1959.. بالفعل اتفقت مصر وألمانيا الغربية علي القيام بدراسات نهائية خلال خمس سنوات.. قدرت تكاليف المشروع علي مدي 15 سنة بنحو 4657 مليون دولار.. منها 800 مليون دولار لشق القناة باستخدام التفجيرات النووية السلمية.. وهي الطريقة الرخيصة والنظيفة والمناسبة والمثالية وقتها.. لكن الظروف السياسية كانت تقف بالمرصاد للمشروع.. قوي كبري رفضت أن تستخدم مصر الطاقة النووية استخداما سلميا.. قبل حرب أكتوبر عاد المشروع يراود أنور السادات.. وضعته وزارة الكهرباء علي رأس سياستها.. اعتبره مشروعا قوميا.. اعترضت المخابرات المركزية الأمريكية علانية علي التفجيرات النووية.. صدرت تعليمات رئاسية في شتاء عام 1979 بعدم الحديث او اثارة نقاش حول المشروع.. فعلا لم يعد أحد يسمع سيرته.. اسدلت ستارة سوداء عليه.. بل اصيب كل من كان شريكا فيه بالرعب منه..
> حاليا فإن مصر تعاني من فقر في الطاقة البترولية والمائية.. ربما يتحول إلي مجاعة خلال سنوات ليست بعيدة..إن المشروع يفتح لنا منجما من الطاقة الكهربائية الرخيصة والنظيفة ويستوعب أعدادا كبيرا من العاطلين الذين ضاقت بهم سبل الرزق التقليدية..
> كما يقدم لنا طاقة كهربائية تعادل المولد من السد العالي.. فضلا عن الموارد الأخري التي تنعش الموازنة العامة للدولة وتحقق رخاء.
> وعدته تقديم آرائه ومقترحاته لأولي الأمر لعلها تكون الحل فعلا.