عاجل

انتباه

بانتظار شتاء مختلف

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

هل يكون الشتاء هذا العام أقل قسوة مما شهدناه على مدار الأعوام السابقة؟ الإجابة لا تتوقف على الطبيعة فحسب، وإنما على قدرة الإنسان، ولا أعنى هنا الفرد، وإنما الأجهزة المعنية فى المحليات، والمرافق والخدمات. كالمعتاد طالعنا أخبارا عن عمليات محاكاة فى العديد من المدن استعدادا للشتاء، ونفقد لجاهزية مخرات السيول، والبلاعات، والتأكد من كفاءة خطوط الصرف و... و.. وكل ما من شأنه بث الطمأنينة فى النفوس، وهى أمور تبدو روتينية، وتبقى العبرة بما يحدث فعليا إذا أزفت الأزفة!


تخوفاتنا لها دواعيها، فثمة معاناة قاسية لم تستثن أحدا سواء كان قاطنا لمدينة قديمة أو جديدة، ناهيك عن مآسى الأرياف خلال السنوات الماضية، رغم مهرجانات التصريحات التى كانت تسبق هجمات الشتاء، فهل أثمرت الدروس الصعبة والخبرات الأليمة إنتاج منظومة مختلفة لإدارة استباقية فى الصيانة والتشغيل، للمنظومة التى تتحمل الأمطار مهما كانت كثافتها؟ لو كان الأمر على هذا النحو ـ وهو ما نتطلع إليه ونتمناه ـ فإننا سنكون بصدد موسم شتاء مختلف، لا يكون فيه المطر نقمة، وإنما نعمة، أو على الأقل يمر بنا مرور الكرام. وعلى ذكر نعمة المطر، فقد كتبت وطالبنا ـ مثل غيرى ـ مرارا وتكرارا عن أهمية، بل حتمية أن نتعامل مع المطر باعتباره نعمة إذا أحسنا التعامل مع ما تحمله مياهه من خير، بدلا من أن يكون لها فعل مدمر أو تخريبى. المطر يمكن استثماره فى تغذية المخزون الجوفى، فى وقت أصبح هذا المخزون أحد عوامل الأمان بالنسبة لمصر مع تعاظم شأنه. ثم إن المحافظات الصحراوية، أو ذات الظهير الصحراوى بإمكانها العمد إلى أفضل استغلال لموسم الأمطار عبر السدود الصغيرة، والمصائد لتخزين الملايين من مياه الأمطار فى آبار تكون عونا فى مشروعات التنمية الزراعية بعد رحيل الشتاء. ولعل الإشارة إلى المشروع الرائد فى محافظة مطروح، الهادف لإنشاء ٦ آلاف بئر لتخزين ٥ ملايين متر مكعب من مياه الأمطار، تكون بمثابة النموذج المحفز للاسترشاد به فى المحافظات ذات البيئة الشبيهة. درس عملى فى التعامل مع المطر كنعمة يرسلها الخالق لعباده، ولا يمكن النظر إليها كغضبة من الطبيعة، نسارع إلى بحث آليات دفعها، أو التخلص من توابعها فى البلاعات! تحويل النقمة إلى نعمة علم يستند إلى حسن إدارة. وامتلاك للإرادة.