الفنان السوري دريد لحام : أنا حكيم سوريا

الفنان السوري دريد لحام
الفنان السوري دريد لحام

أحمد سيد

يعد الفنان السوري دريد لحام أحد أهم أيقونات الكوميديا في الوطن العربي، ولقبه البعض بـ”صانع البهجة” كونه يرسم الابتسامة على وجه مشاهدين حتى في أصعب الظروف، كما أنه يملك خبرة سياسية كبيرة واضحة في أرائه المستمرة عن الأوضاع في سوريا والعالم العربي، لذلك يلقب في سوريا بـ”المنتمي”، ورغم مسيرته الفنية الطويلة والتي تمتد من ستينيات القرن الماضي وحتى الآن، ومشاركة أعماله في العديد من المهرجانات العربية والدولية، لكن يبقى مهرجان الإسكندرية حالة خاصة لدى دريد، لذلك يتواجد فيه سنويا سواء بأعمال أو ممثلا عن نجوم سوريا.. في السطور التالية تتحدث “أخبار النجوم” مع النجم دريد لحام ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وذلك بعد تكريم ومنحه وسام “عروس البحر”، حيث يتحدث عن تفاصيل فيلمه الجديد “الحكيم” مع المخرج باسل الخطيب، والذي يشارك العام المقبل في مهرجان الإسكندرية أيضا.

في البداية يقول دريد لحام: “سعيد بتكريمي في مهرجان الإسكندرية، وحصولي على وسام (عروس البحر) من قبل رئيسه الناقد الأمير أباظة، وسعادتي بهذا التكريم كونه من مهرجان قريب إلى قلبي، وحصلت فيه على عدد من الجوائز، أخرها الجائزة الكبرى عن دوري في فيلم (دمشق حلب)، الذي كان آخر أعمالي منذ سنوات قليلة، والذي قام بإخراجه باسل الخطيب، وعرض الفيلم في افتتاح مهرجان الإسكندرية، لذلك أرى أن هذا المهرجان هو ملتقى للمحبة والتأخي”. 

ويضيف دريد: “شاركت في مهرجان الإسكندرية 4 مرات من قبل، وعندما أذهب إلى سوريا أشعر بالاشتياق إلى الإسكندرية العريقة، عروس البحر المتوسط، وذكرياتها التي لا تنسى، والمهرجان الذي يضم فعاليات متميزة ومهمة تعمل على نشر الثقافة والوعي”. 

 وماذا عن فيلمك الجديد “الحكيم” الذي أنتهيت من تصويره منذ فترة قصيرة؟ 

“الحكيم” أتعاون فيه مع المخرج باسل الخطيب بعد أن تعاونا سويا في فيلم “دمشق حلب”، والذي شارك في العديد من المهرجانات، وكان من بينها “الإسكندرية السينمائي”، وحصلت فيه على جائزة “الإبداع الكبرى” منذ عامين، والعمل تأليف ديانا جبور، وهو عبارة عن يوميات طبيب في الأرياف، ودورى في العمل يشبه شخصية “الدكتور عبد السلام العجيلي”، وهو أديب سورى أيضا، كان يمتهن الطب بهدف مساعدة الآخرين وأبناء بلده، ولا يعتبرها مهنة للربح المادي، فالعمل مليء بالمواقف الإنسانية التي لابد أن نقتدي بها، وفي نفس الوقت الفيلم يلقي الضوء على التداعيات التي تشهدها سوريا في الفترة الحالية، وتكشف خبايا الأزمة السورية سواء على المستوى المادي أو المعنوي، فضلا عن التعاملات بين الناس والخراب والأبنية المهدمة والكثير من التفاصيل الأخرى التي تتعلق بالحياة وتؤثر على الواقع في سوريا بعد الحرب. 

 ما سر تعاونك مع الخطيب للمرة الثانية على التوالي؟

الخطيب من المخرجين المميزين، ويمتلك إمكانيات جيدة، ولديه القدرة على التعبير للفكرة التي يطرحها العمل الفني، كما يحرص على أن يقدم عملا متكامل، فضلا عن وجود “كيمياء” خاصة بيننا، ولدت مع فيلم “دمشق حلب”، وأصبحنا نفهم بعضنا بالنظرات كما يقال، وأتصور أن هذا العمل يعد خطوة جديدة ومختلفة وأتمنى أن تلقى النجاح مثلما حققناه في الفيلم السابق. 

 هل كان لديك أي إضافات للدور أو تعديلات على السيناريو؟ 

لا أحب التدخل في أراء صناع العمل، سواء المخرج أو المؤلف، لكن لدي بالتأكيد رأي في العمل، وأقوم بطرحه على المخرج أو المؤلف، لكن في النهاية الرأى الأخير للمخرج، وهذا مذهبي في أي عمل، أما عن شخصيتي في فيلم “الحكيم” بالتأكيد هناك بعض التفاصيل في الشخصية التي قمت بإضافتها، والخاصة بشكلها وطريقة كلامها. 

 تردد كثيرا أنك قررت إعتزال التمثيل بعد فيلم “الحكيم”.. ما حقيقة الأمر؟ 

كل ما تردد أمر عار تماما عن الصحة، والاعتزال بالنسبة لي أمر غير وارد، إلا في حالة واحدة وهي أن يتوفاني الله، فالممثل ليس له عمر إفتراضي في التمثيل أو أداء مهنته، وكلما كان قادرا على العطاء فعليه أن يعمل، ولا ينظر إلى الوراء، بالتأكيد تاريخي خلفي ولا يمكن أن أغامر به لمجرد التواجد في عمل دون دراسة متأنية، لكن في نفس الوقت هذا لا يعني إعلان إعتزالي التمثيل، فالتمثيل كل حياتي، وأنا أحب هذه المهنة التي قضيت فيها أوقاتا جميلة، وأليمة أيضا، لكن هذه هي الحياة أيضا، لذلك سأظل أعمل حتى النهاية الحتمية. 

 ماذا عن كواليس العمل فى ظل انتشار فيروس “كورونا”؟ 

كواليس العمل كان يسودها الحب والود بين فريق العمل، خاصة أن غالبية فريق العمل هو نفس فريق عمل فيلم “دمشق حلب”، لكن إذا تحدثت عن جائحة “كورونا” فهي أزمة ضمن الأزمات التي نعيشها في سوريا، ونحن أعتدنا على تصوير أعمالنا وسط الخطر، وفي ظل الأزمات، لذلك ليس هناك جديد سوى أننا نتخذ كافة الإجراءات الاحترازية الخاصة بهذا الأمر حتى لا يصاب أحد من فريق العمل بالفيروس اللعين، وهون علينا هذا الأمر التصوير في جمال الطبيعة بمنطقتي طرطوس وحمص وبعض الأماكن الريفية.        

 على من تطلق اسم “الحكيم” في سوريا حاليا وسط كل الظروف والتفاصيل التي يعيشها الشعب السوري؟ 

على نفسي، وأتمنى أن يكون هناك حكماء بسوريا حتى تعود لنا، ونحاول أن نبنيها بعد أن هدمها الخراب والدمار بسبب الحرب. 

تردد أيضا في الفترة الأخيرة كثير من الشائعات حول مرضك والتي وصلت إلى حد الوفاة.. كيف كان رد فعلك؟ 

أننى لا أهتم بالرد على مثل هذه الشائعات التى أعتبرها تساهم فى زعر وخوف المقربين لى، وأعتبر مواقع التواصل الاجتماعى التى تروج لمثل هذه الشائعات هى مجرد مواقع التخريب الاجتماعى، كونها تسببت فى كثير من الأزمات سواء على مستوى الأفراد أو الأمم، فنحن العرب نتعامل مع هذه التكنولوجيا كمصدر للأذى، لا نستخدمها في الأشياء التي تفيد المجتمع. 

 هل مازلت عند رأيك بأنك لا تفضل تقديم سيرتك الذاتية في عمل فني؟ 

بالتأكيد، وأرى أن أعمال السيرة الذاتية التي تقدم على الشاشة مليئة بالجوانب الإيجابية، وتظهر جانب أحادي من الشخصية، وهو أمر لا أفضله أن يتم تنفيذه معي، فأنا لست ملاكا، وكل إنسان له إيجابياته وسلبياته، وأتصور أن لابد أن تقدم أعمال السيرة الذاتية من هذا المنظور، بعيدا عن مدى حب أو كرة الشخصية من جانب الجمهور، لكن ربما أقدم سيرتي في كتاب، أو أقوم بتسجيلها بطريقة الفيديو، وأطلق عليها اسم “المنتمي”، وإذا قدمت سيرتي الذاتية في عمل فنى متكامل أحب أن يجسد شخصيتي أبني الأكبر.

 من يمكن أن يكون خليفتك فنيا في الوطن العربي؟ 

ليس هناك سوى دريد واحد، وأرى أن مسألة الخليفة أمر غير محبوب في الفن، فكل ممثل له مذاقه الخاص وأسلوبه الذي يتبعه بعيدا عن الآخر ولا يمكن أن نقول فلان إمتداد فلان، أو خليفته، ويمكن أن يظهر ممثل آخر أفضل من دريد، وهو الأمر الذي أتمنى أن يتحقق، فليس من المعقول أن نقول هناك خليفة لعادل إمام مثلا، أو إمتداد له، فكل ممثل لديه الشكل والأسلوب الخاص به.    

 هل عرضت عليك الإقامة الذهبية الإماراتية مثلما حصل عليها العديد من النجوم العرب؟ 

لم يعرض علي، وحال عرضها سأرفضها، لإني أعتز كثيرا بهويتي السورية، ولا أسعى لمثل هذه الأمور، وكل شخص له تفكيره المستقل، فأنني لا أرغب الابتعاد عن سوريا.   

 لماذا رفضت عديد من المناصب السياسية التي عرضت عليك رغم أنك تحرص على تقديم أعمال ذات صبغة سياسية فضلا عن أرائك المعروفة؟ 

أنا فنان وطني، لدي قضية أؤمن بها، وأدافع عنها من خلال أعمالي، لكن أكره السياسة والسياسيين، ولا أحب أن أكون جزء منها، وعلى أي فنان بدوره أن يقدم رسالته بشكل أقوى من أي سياسي وبدون مناصب. 

 كيف ترى الأزمة السورية حاليا؟ 

مازلنا في النفق المظلم، وليس هناك جديد، على الرغم من التغيرات التي تطرأت في المنطقة العربية، والتي أعطت إحساس للبعض أن هناك إنفراجة قريبة، لكن في تصورى أنه لابد للعرب أن يتحدوا على أن تعود الدول العربية إلى سابق عهدها، لكن ما يحدث حاليا من اتفاقيات سلام مع إسرائيل دون مقابل، يذهب بنا إلى التطبيع دون عائد، وهو أمر لا أرفضه، لكن شرط أن يستند للمبادرة السلام العربية التي أعلنت عام 2002، وأن يضمن حقوق الفلسطينيين مقابل السلام، ولابد أن تكون هناك مكتسبات للدول العربية، مثل عودة الحقوق لشعب فلسطين.