ورقه وقلم

هل تعرفون هذا البطل..؟!

ياسر رزق
ياسر رزق

أطارت دانة دبابة ساقه، كتم النزيف برمال سيناء، وحمل ساقه المبتورة يهتف فى رجاله: «تحيا مصر»، ثم دفنهــا بيديه، وواصل القتال ٨ ساعات كاملة

 

■اللواء أركان حرب عادل يسرى مرتدياً نجمة سيناء

كأنى أراه أمامى الآن وأنا أكتب.
هامة رجل، سمت رجل، نبرات رجل، صلابة رجل.
الرجولة معنى، وهو خلاصة هذا المعنى.
كأنى أسمعه يتحدث وأنا أنصت، يروى وأنا أكتب.
أقلل من شأنه إذا وصفته بأنه بطل، فلقد ابتذلت الكلمة من فرط نسبتها إلى غير مستحقين.
لكنه بكل المقاييس رمز للبطولة، بكل الرونق والألق والعظمة التى توحى بها روعة الكلمة.
فى براءة وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، الذى كان اسمه هو الأول فى قائمة من حصلوا عليه من غير الشهداء، قيل عنه إنه اثبت بطولة خارقة واستثنائية فى ميدان القتال.
نعم.. بطولة خارقة واستثنائية، كأنه «سوبر مان» جاء من الفضاء. غير أنه رجل مصرى أتى من طين هذه الأرض، ارتوى بنيلها، وروى ثراها بدمائه.
فى عمرى هذا.. تقل أعداد الأشياء بمضى السنين، لاسيما أعداد الرجال..!
لكنه برغم رحيله منذ ثمانى سنوات مضت، يبقى هو فى قلبى أحد أغلى وأشرف وأعظم من عرفت ومن خبرت، وحتى من سمعت عنهم من رجال.
عرفته أنا، لكن معظمكم لا يعرفونه، وليتكم عرفتموه..!
شرف لى أن أكتب عنه، ومتعة ما بعدها متعة، لكن القلم ينحنى فى يدى إجلالاً وإكباراً، والحبر يجفف دمعاته على الورق، اشتياقاً لرجل عظيم وبطل حقيقى.
***

ذات مساء من شتاء نهاية الثمانينيات، استدعانى أستاذى أمير الصحافة العربية سعيد سنبل وكان رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير الأخبار إلى مكتبه بالطابق الثامن، وقال لى بأسلوبه الراقى المعهود عنه: «ياعزيزى، أريدك أن تلتقى هذه الشخصية، وتكتب قصة إخبارية عن إنجازه فى تحويل تراب القمح إلى علف».
ثم سلمنى الأستاذ سعيد ورقة باسم الشخصية ورقم تليفون منزله.
طالعت بسرعة الاسم، وسرحت بخيالى بعيداً ولم أنتبه إلا والأستاذ سعيد يغلق سماعة التليفون وهو يقول لمحدثه: «زميلنا ياسر سيكلمك، حدد معه الموعد الذى يناسبك».
قلت للأستاذ سعيد : هل رئيس شركة المطاحن الذى سأقابله، واسمه اللواء عادل يسرى هو نفسه اللواء البطل عادل يسرى صاحب كتاب «رحلة الساق المعلقة»؟!
لمعت عينا الأستاذ سعيد سنبل، وقال لى: لا أدرى .. ربما يكون هو نفس البطل.. لكن ما علاقته بشركة المطاحن؟!
ثم أضاف: على كل حال.. إذا كان هو، فالقصة الإخبارية ستكون على صفحة كاملة.
اتصلت باللواء عادل يسري، وحددت معه موعد اللقاء فى اليوم التالى بمنزله، وكبحت لسانى حرجاً من أن أسأله عما إذا كان هو نفس البطل..!
فى طريقى إلى منزله، كنت أفكر فى قصة رئيس شركة المطاحن، الذى ابتكر تكنيكاً لشفط تراب القمح المتخلف عن عملية الطحن، والذى يلوث البيئة إذا تصاعد من المداخن، أو يهدد باشتعال المطحن إذا تم كتمه. وكانت فكرته ببساطة تقوم على ضخ تراب القمح عبر شفاطات ومواسير إلى معدات تخلطه بالمولاس، وتحوله إلى علف للماشية.
غير أن أفكارى، كانت تقطعها أمنية بأن يكون هو نفس البطل الذى طالعت سيرته الذاتية، قبلها بعشر سنوات، فى كتابه «رحلة الساق المعلقة من رأس العش الى رأس الكوبرى»، الذى سطره بأسلوب سلس جذاب يستعصى على كبار الكتاب، وتصدر صفحاته خطاب بخط يد المشير أحمد إسماعيل على يصف الكتاب بأنه واحد من أهم المؤلفات عن حرب أكتوبر.
وكتب مقدمته العظيم الراحل على أمين، الذى كان أول من التقى مع البطل عادل يسرى، بطلب من السيدة جيهان السادات التى قالت له: «كفى كتابة عن الرئيس اكتبوا عن أبطال مصر الشبان الذين حققوا المعجزات فى أرض العبور.. اكتب أنت القصة الأولى «قصة البطل عادل يسرى»..!
...
فى الموعد المحدد.. طرقت الجرس، وانفتح الباب، ووجدت أمامى البطل عادل يسرى، الذى أحفظ صورته منذ رأيتها على الغلاف الأخير لكتابه.
استقبلنى بابتسامة بشوش وترحاب كريم، لم أتمالك نفسى، فاحتضنته بعنف كأنى أعرفه ويعرفنى، وقبلت رأسه بحب.
بدا أنه فوجئ بتصرف غير متوقع من شاب لا يعرفه ويلتقيه لأول مرة.. لكنى بددت دهشته عندما قلت: أنا أعرفك يابطل..!
4 ساعات تقريبًا، استغرقها اللقاء، بلا ذرة ملل منى، ولا أدنى تململ من البطل.
كان متحفظاً كثيراً فى أن يتحدث عن نفسه، وكان يوجه مجرى الحديث إلى رجاله الذين يصفهم بأنهم هم الأبطال الحقيقيون.
كنت أستمع إليه فى روايته عن رفاق السلاح، ثم أعود لسؤاله عن كل تفصيلة فى حياته هو.
لم ينطلق الرجل المتواضع، المقاتل العنيد، القائد الذى يؤثر رجاله على نفسه، إلا عندما قلت له: نحن نبحث عن قدوة، نفتش عن بطولة، لعلها تكون هادياً لنا أو لأبنائنا فى وقت ما، إذا دعا الداعى، وكان القتال فريضة.
خرجت من منزله، أحمل كنزاً من قصص بطولة وفداء، أشد الحرام أن تبقى حبيسة فى الصدور.
ومن يومها ، ظللت معه على اتصال من وقت لآخر، ولقاء بين مناسبة وأخرى، وحوارات ألح عليه فى إجرائها معى أو مع زملاء لى فى مجلة الإذاعة والتليفزيون وجريدة «الأخبار»، حتى داهمنى مساء يوم 14 أكتوبر 2013 وكنت رئيساً لتحرير «المصرى اليوم»، النبأ الحزين برحيله.
...
مشوار حياة اللواء أركان حرب عادل يسرى، فى قواتنا المسلحة، منذ تخرجه فى الكلية الحربية بعد عام من حرب 1948، وحتى تقاعده فى منصب رئيس هيئة البحوث العسكرية، هو سلسلة بطولات، كل منها يستحق أرفع وسام عسكرى.
بعد تخرجه، اشترك الملازم أول عادل يسرى فى مفاوضات الهدنة التى أعقبت حرب 1948.
ثم تدرج فى المناصب بوحدات القوات المسلحة، وقاتل فى حرب 1956 ببسالة، وفى أعقاب الوحدة مع سوريا، انتقل إلى هناك قائداً لإحدى وحدات المشاة فى الجيش الأول بالإقليم الشمالى، وبعد الانفصال عاد ضابطاً بالحرس الجمهورى.
لم يشارك الرائد عادل يسرى فى حرب 1967 حيث كان يدرس أركان الحرب فى روسيا، لكنه اختير فى أعقاب النكسة قائداً للكتيبة السابعة مشاة، وحقق بها فى منتصف عام 1968 أحد أهم العلامات على طريق كسر أسطورة الجيش الذى لا يقهر، عندما استطاع التحرك بالكتيبة شرق بورسعيد، وأن يستولى على منطقة رأس العش شمال شرق القناة والمنطقة الحرام جنوبها ذات الطبيعة بالغة الصعوبة. وأن يدمر الدبابات المعادية فى المنطقة، ويحرم العدو من مواقع كان يقصف منها بورسعيد بالمدفعية أثناء حرب الاستنزاف.
وبذلك صار لقواتنا المسلحة موطئ قدم على أرض سيناء.
****

فى أعقاب هذه المعركة المظفرة، جاء الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة لزيارة الكتيبة السابعة فى حدها الأمامى، وأمسك بيد المقدم عادل يسرى وقال له : «أنت المقدم الفاقد عادل يسرى». وكان يقصد أنه المقدم ذو القلب الميت الذى لايهاب نيران العدو، ويتقدم بنفسه وهو قائد الكتيبة إلى الحد الأمامى لها عند نقط الاتصال مع العدو، وألح عليه المقدم عادل أن يكلفه بمهمة جديدة، وكان رد الفريق رياض عليه: حاضر يا عادل!
بعدها بشهور، كلفت الكتيبة السابعة بقيادة المقدم عادل بالاستيلاء على جزيرة البلاح فى قلب قناة السويس على مسافة ٥٠ كيلو متراً جنوب بورسعيد واستطاعت الكتيبة فى مطلع عام ١٩٦٩، تحرير الجزيرة التى يبلغ طولها ١١ كيلو متراً، وصارت قواتنا تطل على مواقع العدو من أضيق شريحة عبر القناة، وتصب عليها حمم النيران.
وفى إحدى الهجمات التى شنتها الكتيبة على النقاط القوية للعدو رفض أحد رجال المقدم عادل وهو صف الضابط الوزيرى أن يعود إلا ومعه العلم الإسرائيلى المرفوع على الموقع، لكنه اصطدم بلغم أدى إلى بتر ساقه، ومع ذلك لم يفقد روحه المعنوية، فقد عاد بعلم العدو تدوسه أقدام الرجال.
...
مضت الأيام والأسابيع والشهور ثقيلة على قلوب الرجال انتظاراً ليوم موعود، تأهبوا له بتدريبات شاقة على اقتحام قناة السويس واجتياز الساتر الترابى الذى كان يرتفع ٢٠ متراً على طول الشاطئ الشرقى للقناة بزاوية ميل ٨٠ درجة، وتدمير حصون العدو، وأعدوا له بما استطاعوا من معدات وسلاح وذخائر وخطط على أعلى مستوى.
تسلم العقيد أركان حرب عادل يسرى قيادة اللواء ١١٢ مشاة فى عام ١٩٧١، أقام إقامة كاملة فى مقر اللواء، تقريباً دون إجازات، لم يكن يعرف بيتاً له إلا اللواء ١١٢، ولا أبناء إلا رجال هذا اللواء.
قبل المعركة المنتظرة بثلاثة شهور أى فى شهر يوليو ١٩٧٣، اختيرت عناصر الاستطلاع باللواء ١١٢ مشاة، لعبور القناة على الجمال متخفين فى جنح الليل لاستقاء المعلومات عن أوضاع العدو وخط بارليف شرق بحيرة التمساح. وهى منطقة بالغة الصعوبة ومتسعة، لا يظن العدو أن أحداً سيتجاسر على القيام بأعمال استطلاع عبرها.
...
فجر يوم السادس من أكتوبر، تلقى العقيد أركان حرب عادل يسرى أمر القتال وموعد ساعة الصفر التى تحددت فى الساعة الثانية و٢٠ دقيقة.
فى الساعة الثامنة صباحاً أخطر قادة الوحدات بساعة الصفر، وفى الساعة الثانية عشرة ظهراً تم إبلاغ جميع الجنود.
وفى ساعة الصفر، اقتحمت قوات اللواء ١١٢ المشاة القناة ضمن تشكيلات الفرقة ١٦ المشاة بقيادة العميد أركان حرب عبدرب النبى حافظ، من جنوب بحيرة التمساح إلى شمال الدفرسوار.
اقتحم رجال اللواء القناة ومعهم وحدات وتشكيلات خمس فرق مشاة واجتازوا الساتر الترابى وبدأوا فى تدمير حصون خط بارليف بأسلحة المشاة والمقذوفات المضادة للدبابات، لحين عبور الدبابات ومركبات القتال على الكبارى.
بعد ١٥ دقيقة من ساعة الصفر، انتقل العقيد أركان حرب عادل يسرى بمركز قيادته إلى شرق القناة من منطقة الشيخ حنيدق وهو زمن قياسى.
قاتل العقيد عادل ورجاله الأبطال بشراسة، ومنهم اللغم البشرى الجندى سعيد خطاب الذى حمل عدة ألغام وقفز أسفل دبابة مقدمة معادية ليدمرها ويوقف «قول» الدبابات، ليتعامل معها حاملو قاذفات (الآر . بى . جيه) باللواء ومنهم الرقيب عبد العاطى الذى اشتهر بلقب «صائد الدبابات»، حيث قنص خلال المعارك ٢٦ دبابة.
تقدمت قوات اللواء ١١٢ تقاتل ببسالة، برغم قصف طائرات العدو ومدفعيته، وتحطمت هجمات العدو المضادة على صخرة اللواء ومعه لواء المشاة فى ميمنته بقيادة العقيد شفيق مترى سدراك الذى استشهد فى المعارك.
استطاع اللواء ١١٢ المشاة، أن يحقق أعمق توغل لتشكيلات القوات المسلحة عند منطقة «كثيب الخيل» فى قلب سيناء، بعدما دمر مدرعات العدو فى معركة «الطالية».
...
فى الرابعة عصر يوم الثامن من أكتوبر، تقدم العقيد عادل يسرى ذو القلب الميت إلى الخطوط الأمامية لوحداته، يدير أعمال القتال دون أن يهدأ، لتنظيم احتياطاته المدرعة لمواجهة دبابات العدو، حتى استطاع احتواءها واصطيادها فى منطقة «قتل».
فجأة.. وفى أثناء تقدمه، سمع العقيد عادل صوت انفجار عنيف، ثم شاهد ضوءاً مبهراً، وجد نفسه يطير فى الهواء ثم يسقط على الأرض وسط عاصفة ترابية، تحسس رجله اليمنى، فوجد ساقه قد طارت، ونزيف دماء ينهمر ما تبقى منها.
كانت دانة دبابة من نوع «سابو» المضادة للدروع قد أصابت ساقه إصابة مباشرة وبترتها من أسفل الركبة.
غلالة من السكينة نزلت من السماء، تحتضن فؤاد العقيد عادل، وبرغم الألم العاصف، خاطب رجاله الذين تجمعوا حوله، هاتفاً فيهم وهو يرفع مسدسة: «اللى يحبنى.. يجيب تارى».
وانهمرت صواريخ الرجال تدمر الدبابة التى أصابت قائدهم وجعلوها هيكلاً محترقاً من حطام ذائب.
كتم العقيد عادل يسرى ما تبقى من رجله النازفة، بالرمال لوقف تدفق الدماء.
جاء إليه بعض رجاله بساقه المبتورة، أملاً فى أن يستطيع الأطباء وصلها، لكنه حملها عالياً وهتف: تحيا مصر، ثم دفنها بيديه فى الرمال.
وواصل القتال.
هل تعرفون كم ظل يقاتل البطل عادل يسرى بساق مبتورة؟!
ثمانى ساعات كاملة..!
ظل يقود رجاله طوال تلك الساعات حتى ضعفت قواه بسبب النزيف وتم إخلاؤه فى سيارة إسعاف إلى المستشفى العسكرى غرب القناة، وفى السيارة وجد بجانبه ساقه المبتورة فقد استخرجها رجاله من الرمال، لعل وعسى..!
تلوث الجرح بفعل الرمال، وسافر القائد البطل إلى الخارج، وأجريت له ٩ جراحات لبتر أجزاء فأجزاء من رجله، وصار من الصعب أن يتم تصنيع طرف صناعى يتصل بالركبة، لكنه هو من قام بتصميم طرف صناعى مبتكر يصلح لحالته الصعبة، وسط دهشة الأطباء الاسكتلنديين وخبراء الأطراف الصناعية، الذين وضعوا فصلاً لهذا التصميم فى كتاب عن أحدث مبتكرات تلك الأطراف، واسموا التصميم الجديد باسمه..!
...
فى المستشفى العسكرى بالقاهرة، زارته السيدة جيهان السادات (أم الأبطال) أكثر من مرة، وهى منبهرة ببطولته.
وزاره المشير أحمد إسماعيل على القائد العام للجيش المظفر، وقال له عبارة لابد أن يسجلها التاريخ: «لقد هزمتنا إسرائيل عام ١٩٦٧ بجنرال ذى عين واحدة (يقصد موشيه ديان)، لكننا انتصرنا عليها فى حرب ١٩٧٣ بكولونيل ذى ساق واحدة.. هو عادل يسرى»..!
...
فى أحد لقاءاتى الأخيرة مع اللواء أركان حرب عادل يسرى، كنا فى برنامج تليفزيونى مع الإعلامى والكاتب الكبير الراحل عمرو عبد السميع بحضور الأديب الشاعر الصديق الدكتور مدحت العدل، كان ذلك فى أكتوبر عام ٢٠١٠.
يومها.. قلت له: دانة دبابة كاملة أصابت ساقك يا سيادة اللواء، لكنها لم تمس صلابتك ولا شجاعتك ولا إقدامك.
رد علىّ مداعباً وهو يقول بكبرياء المقاتل البطل الجسور: «الناس مقامات.. طلقة المسدس تقتل رجلاً، لكن دانة الدبابة لم تنل منى إلا ساقى»..!
أين السينما والدراما والمسرح من سيرة بطل الأبطال عادل يسرى؟!
...
كم كنت أتمنى لو امتد العمر بهذا البطل، الذى تحل ذكراه الثامنة يوم الخميس المقبل، ليعبر القناة هذه المرة فيجدها قد صارت قناتين، وينتقل إلى سيناء حيثما أراد شمالاً أو جنوباً، عن طريق أنفاق تربطها بالوادى، ويطل على خط بارليف، فلا يجده وإنما يرى مكانه مدينة الاسماعيلية الجديدة، تنهض بهية شامخة، تترقب وصول ساكنيها.
كنت أتمنى لو شاهد أبناءه وأحفاده يروون ثرى سيناء عرقاً، ينبت مزارع ومصانع ومدناً وموانئ ومطارات، ليطمئن بأن أرواح ودماء عشرات الآلاف من رفقاء السلاح لم تذهب سُدى، وأن تضحيات ذلك الجيل العظيم من رجالات مصر لن تكون قبض الريح.