وحى القلم

نصر أكتوبر المجيد

صالح الصالحى
صالح الصالحى

سيظل نصر حرب أكتوبر مجيدا على مر العصور والأزمان فلاتزال العسكريات العالمية تدرس وتبحث فى هذا النصر العظيم الذى غير وجه منطقة الشرق الأوسط بأكملها وغيَّرً فى نفس الوقت النظرة فى المحارب العربى وفى المقابل المحارب الإسرائيلى.. فلم يعد ينظر للتفوق العسكرى فى العدة والعتاد على أنه الأفضل، ولكن أدخلت الإرادة العسكرية للمقاتل ضمن مقومات التفوق.. فأصبح نصرا فريدا بإرادة أمة وتماسك شعب.. ليعبر عن نموذج فريد للخداع الاستراتيجى ومن ورائه وحدة الأمة العربية بأكملها التى اجتمعت على مؤازرة مصر فى الصراع العربى الإسرائيلى الذى انتهك الأرض العربية فى سيناء والجولان والأردن.. فأصبح لا مفر من دخول حرب لتطهير الأرض العربية التى فقدت فى نكسة ١٩٦٧ وشعر معها العرب بالمهانة والمذلة.

لتكون حرب أكتوبر كما أكدت كافة الوثائق والندوات الدولية متعلقة بالدرجة الأولى بالرجال وقدرتهم أكثر مما تتعلق بالآلات الحربية التى يقومون بتشغيلها، فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر رغم أنها تمت تحت بصره، وأتمها الجنود المصريون بروح معنوية عالية وجرأة كانت من قبل فى عداد المستحيل.. فى مقابل أزمات نفسية للجنود الإسرائيليين بشهادة الوثائق الإسرائيلية التى أكدت انهم أصيبوا بأمراض نفسية وعصبية احتاجت معها للعلاج لفترات طويلة أقلها فقدانهم لأسمائهم!!

إنه الزلزال الذى أصاب إسرائيل على حد تعبير القادة الإسرائيليين فى مذكراتهم.

وكما كانت مصر عظيمة فى حروبها فهى أيضا عظيمة فى سلامها الذى كان فرضا من منطلق القوة والنصر والهيمنة.. سلام مهد لوضع جديد فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها وفتح الباب للتفاوض لاسترداد باقى الأراضى المحتلة.

كانت حربا حققت سلاما فاسترداداً لأرض مغتصبة. أية عظمة كانت لحرب شريفة مثل نصر أكتوبر المجيد فكل ما نراه من حروب فى كافة الأزمنة تكون متوالية عددية أو هندسية لسلاسل من الثأر والتصدى لا تنتهى أبدا لكن الإرادة المصرية فرضت واقعا فهى لم تعرف الاعتداء ولم تعرف التفريط فى أرضها وشرفها.

ولكن قدرك يا مصر أن تعيشى فى حروب وإن اختلفت الأزمنة ولكن النصر حليف المؤمن لأنه نصر الله فى حرب مصر ضد الإرهاب وتطهير أرض الفيروز وتعميرها وتنميتها ليأتى اليوم الذى يحصل أبناء سيناء منه على ثمار التنمية كما عاهد الرئيس عبد الفتاح السيسى كل أبناء سيناء لتتوافر لهم الحياة الكريمة فى كافة المجالات، فلا عيد بدون إنجازات فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤسس مصر الجديدة.