استطاع مختطف الطائرة صاحب الملف الملوث جنائيا.. أن يجري أكبر عملية تزوير لصورة مصر علي المستوي العالمي.. نعم كانت هي عمليته الكبري في التزوير، والتي ظن بخياله المريض أنها ستكون هي القاضية علي سمعة مصر.. وقد يكون قد قبض ثمنها مقدما، ولكنه سيدفعه بإذن الله مضاعفا مؤخرا..
ومع هذا فإن هناك إصرارا من جانب كل المصريين في ألا يمرّ أمر هذا المجرم العاتي، في دروب العدالة البطيئة، كما حدث ويحدث مع جرائم تكدير أمان الوطن.. بما تشمله من أعمال إجرامية إرهابية، يتم التحضير لها بعناية من جانب أفراد في الداخل والخارج لا يريدون لمصر أن تقف علي قدميها..
وفي هذا الشأن فإننا لنا عدة مطالبات، من قياداتنا المصرية..
أهمها.. أنه لا يمكن القبول بأن هذا الشخص مختل نفسيا.. فالقادر علي التزوير يحمل مهارات الذكاء والاحترافية.. لذا فإننا نطالب بأن تتم محاكمته أمام المحاكم العسكرية.. كما أننا كمصريين نرفض بشدة التفسيرات التي تصف ما حدث بالعبث أو» بالمزاح الثقيل» فما حدث هو طعنة في جسد كل من ينتمون لهذا الوطن العظيم.. فقد أنهكنا هذا الفعل الإجرامي نفسيا وتسبب في إهدار كل الجهود الوطنية التي بُذلت لمحو الآثار السلبية لسقوط الطائرة الروسية.. كما كلفنا اقتصاديا بسبب ضرب القطاع السياحي بأكمله، وبدلا من أن نبرأ، من تبعات حادث الطائرة، فإذا بنا نعود لنفس مربع الخسارة الاقتصادية، بالإضافة إلي خسارة كل الجهود التي بذلت لاستعادة وتحسين صورة وواجهة مصر السياحية أمام العالم.
وللأسف فإن هذا «السفيه» قد منح لمن يترصدون بمصر في الداخل والخارج.. الخيط لمواصلة ضرب صورة الاستقرار في مصر.. وبالفعل فقد اشتغلوا بهمة منقطعة النظير أثناء الحدث، للتشهير ولضرب الاستقرار المصري في مقتل.
ورغم نجاحنا في الانتصارعلي كل هذا التحامل الدولي الفاضح ضد مصر، فإننا كمصريين ندرك أننا أمام مؤامرة تريد تركيع بلادنا وحصارنا الأمني والاقتصادي والنفسي، وهو ما لن ينجحوا فيه.. فنحن كشعب صامدون ولن نستسلم أو يصيبنا الإحباط، بل سنخرج من هذه الكوارث بعزيمة أكبر علي الحفاظ علي سلامة بلادنا، وسيحمل كل منا سلاحه علي كتفه في مجال عمله، جنبا إلي جنب مع جيشنا وشرطتنا وقائدنا، وسنخرج من هذه الحادثة، مدركين أنه رغم كل المكائد كنا علي مستوي المسئولية.. كما أننا نفخر بآداء شركتنا الوطنية « مصر للطيران» وبأبنائها من النساء والرجال.. وبقدرتهم علي تحمل المسئولية الصعبة وإيثارهم لسلامة الركاب علي سلامتهم الشخصية.. وسنفخر بكل من يؤدي واجبه للحفاظ علي أمن كل شبر من أرض مصر.
>> مسك الكلام..
مصر بكل مسئوليها نجحت في امتحان «فن إدارة الأزمات» بحزم وقوة قراراتها السياسية والسيادية الرشيدة.