من الأعماق

الطرف الثالث.. وكشف المستور

جمال حسين
جمال حسين

بالتأكيد لم تبح أحداث 25 يناير بكل أسرارها بعد.. وبالتأكيد سيأتى اليوم الذى يرفع فيه الستار عن الأحداث والمخططات التى حيكت بليل ضد مصر داخلياً وخارجياً والتى يشيب من هولها الولدان لإسقاط مصر، لكن قواتنا المسلحة الباسلة وقادتها العظام حالوا دون ذلك وهو ما أصاب هؤلاء بالجنون لفشل مخططهم الذى أسقطوا به دولاً مجاورة.
وخلال نعيه للمشير حسين طنطاوى الذى وافته المنية، تحدث الرئيس السيسى عن الدور التاريخى الذى أداه الراحل العظيم للعبور بمصرنا الحبيبة إلى بر الأمان.. برأ الرئيس المشير طنطاوى من سقوط أى دماء فى أحداث محمد محمود واستاد بورسعيد والمجمع العلمى ومن تسليم مصر لجماعة الإخوان مؤكدا أن ما كان يؤلمه فهمه للأضرار التى ستمس مصر نتيجة وصول الإخوان للحكم. ونتذكر أنه عندما طالب الإخوان خلال فترة الانفلات الأمنى بعودة الجيش لثكناته وتسليم المجلس العسكرى السلطة لهم أنه قال : نحتكم للشعب ويومها خرج الملايين من أبناء الشعب المصرى لمطالبة المشير بالبقاء وعدم ترك مصر للإخوان
اللواء منصور العيسوى وزير داخلية مصر خلال أحداث 25 يناير أكد أن المشير طنطاوى حمى مصر والوطن العربى من فتنة كادت تقضى على الوطن العربى بأكمله وأدى دوراً لن يتكرر فى تاريخ مصر خلال أسوأ فترة فى تاريخ مصر وكان حائط الصد أثناء حالة الانفلات الأمنى والأخلاقى التى سيطرت على البلاد عقب أحداث 25 يناير.
وقال وزير الداخلية الأسبق فى شهادته للتاريخ إن المشير طنطاوى وجه بعدم إطلاق الرصاص تجاه المتظاهرين أثناء فض المظاهرات وإنه كان يتصل به ويقول له «اوعى حد يطلق الرصاص على المتظاهرين».
أعتقد أن جميع المصريين وأنا منهم نوقن تماماً أن مصر تعرضت لمؤامرة كادت تعصف بوجودها خلال أحداث 25 يناير وأن هذه المؤامرة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمخطط الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة الذى استهدف إسقاط مصر عن طريق تفتيت الكيانات الوطنية وإثارة النعرات الطائفية والعرقية وأستطيع أن أجزم أن الطرف الثالث الذى كان حريصاً على إسالة دماء المتظاهرين تابع لهذا التنظيم الدموى وشركائه من التنظيمات الدولية والإقليمية وأجهزة استخباراتية الذين دفعوا بعدد كبير من المسلحين والقناصة لتنفيذ عمليات القنص التى شاهدناها فى ميدان التحرير وفى شارع محمد محمود لإسالة الدماء ليقينهم أن الدماء هى من تعقد الأمور وتشعل الأوضاع أكثر وأكثر وإيجاد مبرر لتدخل بعض الدول والحكومات والمنظمات الدولية لتنفيذ المخطط الذى تم إعداده وراء البحار والمحيطات وشارك فيه للأسف مصريون من مكتب الإرشاد وعدد من نشطاءالسبوبة وبعض رموز التيار المدني
أشهد الله وقد كنت معاصرا للأحداث عن قرب أن ميليشيات الإخوان والمسلحين القادمين من بعض الدول العربية والإقليمية هم من أحرقوا أقسام الشرطة واقتحموا السجون، وقتلوا ضباط الشرطة، وجنود الأمن، وهربوا السجناء.
لقد شاهدت بأم عينى عمليات القنص ورأيت عدداً من المتهمين من عدة جنسيات تم ضبطهم فوق أسطح عمارات التحرير والسيدة زينب ولاظوغلى ومعهم أسلحة قنص حديثة جداً
وخلال الأحداث التى تلت ثورة 30 يونيو سواء أمام الاتحادية وأمام مكتب الإرشاد وفى رابعة تأكدنا من هوية «الطرف الثالث» الذى ظهر أيضاً وهاجم الأقسام والكنائس والمنشآت الحيوية بنفس الطريقة وبنفس الأسلحة التى استخدمت من قبل وطالب من يرد التعرف على الكثير من الأسرار والخبايا بالاطلاع على أوراق قضية الهروب من وادى النطرون وقضية التخابر والتمويل الأجنبى وقضية التسلل والتى كشفت الكثير من أسرار ذلك المخطط الذى دبر لمصرنا الحبيبة.