بديع خيري أحد أشهر كتاب المسرح في القرن العشرين، وهو ابن حي المغربلين، الذي شارك في أولى الحركات المسرحية وأول من كتب للسينما المصرية، وكان فنانًا متعدد المواهب، فكان زجالاً وكاتبًا مَسْرَحِيًّا، وممثلاً.
كان بديع صديق العمر بالنسبة لنجيب الريحاني، كما شكلا معا أعظم دويتو مسرحي في الثلاثينات والأربعينيات، وظلت هذه العلاقة أكثر من ثلاثين عاما.
وقال الريحاني في مذكراته: «رأيت إذا افترقنا حل البؤس والشقاء بكلانا وإذا اجتمعنا كان الخير في ركابنا وضحكت الدنيا لنا».
كيف تعرف بديع خيري علي الريحاني؟
كان الريحاني في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوج عظمته واحتاج لمؤلف، وجرب الريحاني ثلاث من المؤلفين لكن لم يوفقوا في التعاون معا.
وكان جورج شفتشى صديق مشترك مع بديع والريحاني وكان شفتشى على علم بموهبة بديع في التأليف فأخذ شفتشى من بديع ثلاث مسرحيات وباعها للريحاني على أنها من تأليفه وقبض الثمن الذي أعطي منه جزءا لبديع الموظف الصغير في ذلك الوقت.
لكن الريحاني أحس بخيال ظل أن المسرحيات ليست من تأليف شيفتشي، وتحدث مع صديقه توفيق ميخائيل حول هذا، الذي أكد له أن المسرحيات من تأليف بديع.
طلب الريحاني من توفيق أن يحضر له بديع، حيث يصف بديع كيف قابلة الريحاني لأول مرة حسب ما تم نشره في جريدة الوفد بتاريخ 17 يونيو 1999.
اقرأ أيضًا| سر هروب إيمان الطوخي من أحمد مظهر
قال بديع: يوم قررت أن أذهب أخذت أتصور كيف ستكون هذه المقابلة، طبعا سأدخل على السكرتير أولا ثم سيدخلني على الريحاني.
ويكمل بديع حديثه قائلا فذهبت إلى مسرح الاجبسيانا ففوجئت أني فيما يشابه سوق العصر.. قوالح الذرة ومصاصة القصب تملأ الأرض، ثم قادوني إلى غرفة الريحاني بلا سكرتير وبلا أبواب مقفولة.
وتفاجأ بديع أنه يقف أمام الريحاني يستقبله بترحاب قائلا: أنا فهمت الحكاية وكنت شاكك من الأول في شفتشى، وبعد اتفاقهما كتبا العقد وكان ذلك يوم 18 أغسطس عام 1918.
ويضحك بديع قائلا والغريب إنه ليس فقط يوم مولدي الفني إنما هو أيضا اليوم الذي ولدت فيه فأنا ولدت في 18 أغسطس 1893. وظلت هذه العلاقة أكثر من ثلاثين عاما حتى وفاة الريحاني في 1949.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
