نحن والعالم

كارثة مؤجلة 

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

أحد ما أثبتته تجربة العالم المريرة مع فيروس كورونا هو قدرة الدول على حشد مواردها وتوظيف كافة امكانياتها بسرعة وكفاءة عندما تواجه تهديدًا وجوديًا. لكن الغريب ان العالم، وخاصة الدول المتقدمة، رغم وعيها التام لخطورة التغيرات المناخية على كل مناحى الحياة، لا تستطيع التعامل بنفس الطريقة لمواجهة هذه الظاهرة التى تزداد خطورة يوماً بعد يوم.  
فوفقاً للدراسات، درجة حرارة الكوكب آخذة فى الازدياد لتصل الى 1.5 درجة مئوية خلال 5 سنوات. هذا الارتفاع سيزيد معدلات ذوبان الجليد، ويرفع مستويات سطح البحر متسببا فى فيضانات ستغرق اراضى ومدنا بالكامل، كذلك ستتسبب موجات الحر الشديد فى المزيد من الحرائق، فيما ستكون لهذا الطقس المتطرف، آثار سلبية وخيمة على الأمن الغذائي، والصحة، والبيئة على مستوى العالم.  
احتواء تلك الكوارث المؤجلة يتطلب تخفيضا سريعا وواسع النطاق لانبعاثات الكربون لتصل الى «صفر». ووفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولى ستتكلف هذه المهمة ما بين  6الى 10٪ من الناتج المحلى الإجمالى العالمي. هذا المبلغ الضخم لا تستطيع الدول الفقيرة تحمل نسبتها فيها، فيما تتقاعس الدول الكبرى عن تحمل العبء، رغم انها المسئول الأكبر عن تلك الانبعاثات الكربونية.  
وفقاً للدراسات لدينا أقل من 10 سنوات لضبط توازن الأرض، وبعدها ستتوالى الكوارث. وأخشى ما أخشاه ان التعامل بنفس المنطق «الأنانى» الذى تعاملت به الدول الكبرى مع لقاحات كورونا لن يكون مجدياً، لأن موجات الهجرة والنزوح التى ستفرزها هذه التغيرات واحتمالات اندلاع حروب الماء والغذاء ستطال نيرانيها الجميع. ولذا وجب التحذير.