أما قبل

صناعة البهجة

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

لعله من طيب المفارقة أن يأتى احتفال النادى الأهلى المبهج بتدشين النجمة العاشرة على شعاره فى إنجاز لم يسبقه إليه عالميا غير ريال مدريد الإسبانى فيما يتعلق بالتتويج ببطولة دورى أبطال القارة لكل منهما؛ متواكبا مع إعلان الدولة المصرية عن اعتبار عام ٢٠٢٢ هو عام المجتمع المدنى الذى يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتماما كبيرا لدوره المهم كإحدى ركائز الحركة التنموية الشاملة التى تشهدها البلاد على نحو شامل وبكفاءة وإيقاع غير مسبوقين..

ليس جديدا القول بأهمية الأندية ودورها ضمن صنوف المجتمع المدنى وما يمكن أن تلعبه الأندية خصوصا الشعبية والجماهيرية منها فى تفعيل وتعظيم الناتج العام فى عملية تطوير الفكر الإنسانى وتخليصه من كثير من المكبلات لحركة نموه وتقدمه، من هنا لزم على وزارة الشباب والرياضة التنبه للقيام بدورها المحورى فى استقبال عام المجتمع المدنى بفكر مختلف.. ولعل ما لمسه وأكد عليه غير مرة وزير الشباب والرياضة د.أشرف صبحى وهو يشارك النادى الأهلى احتفالاته وتتويجاته من دور فعال فى إسعاد الملايين من الجماهير يضع على هذه الأندية مسئولية أكبر فى صناعة البهجة وهو الذى اهتم وهو يهنئ الأهلى بالنجمة العاشرة قاريا أن يشير إلى قرب احتفال شقيقه الزمالك بتتويجه ببطولة الدورى الكروى وبطولات الألعاب الأخرى على نحو استهدف بالأساس، هنا وهناك، فرحة الجماهير وإسعادها..

ولأنه يصعب تخيل مسار حياة شعب يفتقد البهجة والسعادة فى قدرته على البناء والتقدم، فإن دور الأندية الجماهيرية الكبيرة فى صناعة البهجة وتعزيز قيم الرياضة السمحة وتدريب هذه الجماهير الغفيرة على تقبل الآخر والتحلى بروح وإرادة الانتصار والسعى بدأب للتفوق والتميز ثم التحلى بالتواضع عند النصر والرغبة فى النهوض عند الهزيمة كلها تمثل منظومة قيم إنسانية يحتاجها المجتمع ولن يجدها بمثل هذه الدرجة من التأثير الفكرى والنفسى والاجتماعى بأفضل مما يمكن أن تقدمه الملاعب والأندية الشعبية الكبيرة بالخصوص..

ولعل ما قدمته احتفالية الأهلى المبهرة من رسائل كثيرة وبارزة كفيل بتكثيف الضوء على دور الأندية الكبيرة فى تعزيز قيم الوفاء والعرفان لمن يجزل العطاء بإخلاص، سواء من بقى على قيد الحياة أو رحل، مع السعى بعلم وفكر لتطوير العمل الاستثمارى وتعظيم الموارد والنتائج وتقديم التجارب الجادة والتأكيد على فكر التتابع وتواصل البناء والتضافر مع جهود الدولة وتوجهاتها بل وإيقاع إنجازاتها ووضع الرياضة المصرية فى المكانة العالمية المستحقة؛ فيه ما يؤكد على أهمية صناعة البهجة.

 من فضلك افرح.. وكفاية نكد وتشاؤم لمجرد الضحكة.. وخير اللهم اجعله خيرًا!!