انتباه

سمكرى البنى آدمين!!

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

منتهى المهانة أن يتعامل مع جسد الإنسان سمكرى، بل إن يباهى بصفته المهنية: وسمكرى البنى آدمين!!
وجه آخر للمأساة يتمثل فى إقبال مستفز على دكانة هذا السمكرى من جانب عدد كبير من مشاهير الفن، فى حملة دعائية لدجال ينتحل صفة طبيب أو إخصائى علاج طبيعى، لا يسعى إليه الجهلة أو أنصاف المتعلمين، أو البسطاء والغلابة، وإنما للأسف الشديد فإن زبائنه من أهل الفن الذين يقتدى بهم طوابير طويلة من كل الأعمار والمستويات!

وجه ثالث للأمر المرير يتجلى فى غياب غير مبرر لجهات كان من واجبها التصدى الحاسم والصارم والسريع، لهذا السمكرى، ومن على شاكلته من الدجالين والنصابين، قبل استفحال خطرهم، وتفشى الظاهرة، تحت مسميات متعددة، ووسط حضور إعلامى إعلانى واسع النطاق والتأثير.

سقوط أحدهم لايعنى القضاء على الظاهرة فالمسألة تتطلب جهوداً مكثفة متواصلة من الأجهزة المعنية بوزارتى الصحة والداخلية، لمواجهة أى نصاب يهدد صحة المصريين، بل وحياتهم، مع بداية انتحاله صفة طبيب، وقبل أن يسقط تحت يديه ضحايا بالعجز أو الموت، فضلاً عن استنزاف أموال هؤلاء الضحايا، فالحكاية مغرية لدرجة ظهور نصابة أطلقت على نفسها سمكرية البنى آدمين!

وإذا كانت هناك بعض قنوات تليفزيونية فضائية وأرضية، تنطلق من بير السلم! تروج لهؤلاء، وغيرهم ممن يدعون القدرة على معالجة وشفاء كل الأمراض! فإن من واجب الإعلام المحترم والمستنير أن يلعب دوراً مزدوجاً، بكشف زيف وإدعاء سمكرى البنى آدمين وأمثاله، ثم نشر الوعى الطبى وفق قواعده وأصوله العلمية، من خلال برامج تستضيف أطباء كباراً مشهوداً لهم بالعلم والأمانة يتقون الله فيما يقولون، ويتعاملون مع صحة المصريين باعتبارها أحد عناصر الأمن القومى بمفهومه الشامل، بعيداً عن شبهة الإعلان المباشر أو غير المباشر لبضاعتهم!

ثم أن تفعيل الضوابط التى أقرها المجلس الأعلى للإعلام بشأن الإعلان الطبى، ومتابعة الالتزام بها، وتطبيق العقوبات المنصوص عليها حال تجاوز أى قناة أو وسيلة إعلام القواعد المحددة، من شأنه حصار ظاهرة النصب الطبى، والحد من مظاهر الفوضى المستهدفة لصحة المصريين، وليكون الجزاء من جنس العمل، عملهم الأسود!