آخر كلام

محمود العربى..أسطورة الكفاح

أحمد هاشم
أحمد هاشم

حالة من الحزن سيطرت على قطاع عريض من المصريين، عقب سماعهم مساء أول أمس «الخميس»، نبأ وفاة أسطورة الكفاح رجل الأعمال الحاج محمود العربى، رغم أن غالبية هؤلاء المحزونين لم يقابلوا الحاج محمود العربى ولول مرة فى حياته، لكنهم جميعا يعرفون فضل هذا الرجل العصامى الذى بدأ كفاحه بقروش قليلة وهو طفل صغير فى قريته أبو رقبة بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، وعلى مدى سنوات طويلة من الكفاح والمثابرة والعمل بجد واتقان استطاع بناء إمبراطورية صناعية بلغت قيمتها مليارات الجنيهات، كما أصبحت منتجاتها محل ثقة لدى غالبية المصريين، لدرجة أنه لا يكاد يخلو بيت فى مصر من الأجهزة الكهربائية التى تنتجها المجموعة، كما انتشرت منتجاتها فى العديد من دول العالم بفضل الإتقان والجودة فى التصنيع، وهما سر النجاح الذى حافظ عليه الحاج محمود العربى طوال رحلة كفاحه، وأصر على تربية أبنائه عليهما، بخلاف حرصه على أن يغرس فى نفوسهم صفات الأمانة والتواضع وحب عمل الخير.
 كثيرون شعروا بالحزن لوفاة شهبندر التجار محمود العربى لأنهم سمعوا عن،  أو استفادوا من أعماله الخيرية التى اسهمت فى تحسين حياة عشرات الآلاف من المواطنين، حيث كانت مجموعة شركاته تمول وتنفذ مشروعات خيرية بعشرات القرى فى ربوع مصر، بخلاف حرصه على أكثر من 40 ألف موظف وعامل يعملون فى مجموعة شركاته، وكانت المجموعة حصن أمان لهم،حيث ترعاهم صحياً واجتماعياً، بل وكانت توفر لهم رحلات عمرة مجانية وغيرها من الخدمات، وأتذكر أنه رغم تراجع مبيعات المجموعة بسبب الانفلات الأمنى، عقب ثورة 25 يناير 2011، حرص الحاج محمود العربى على عدم تخفيض عدد العاملين مثلما فعل الكثيرون من أصحاب الأعمال، بل وحرص أيضاً على  صرف العلاوات السنوية للعاملين بالمجموعة، كما حرص على عدم إعلان ذلك حتى لا يحرج غيره من أصحاب الأعمال.  
الحاج محمود العربى سيظل أسطورة فى الكفاح لن يغيبها الموت، وسيبقى مثلاً أعلى للباحثين عن النجاح، ومصباحا منيرا لمحبى العمل الخيرى، فقد بدأ حياته العملية بائعاً بأحد المحلات، ثم شارك بمحل الأدوات مكتبية كان يضم أقل من ١٠ عمال،  ولم يكتف بذلك، بل واصل كفاحه على مدى يقترب من 60 عاماً حتى أصبح مالك مجموعة شركات ومصانع تضم أكتر من ٤٠ ألف عامل ومهندس وإدارى ينتجون ويصدرون لأكثر من ٦٠ دولة حول العالم.