في اليوم العالمي لمحو الأمية.. كيف تؤثر الزيادة السكانية على معدلات ضعف التعليم ؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بالعلم النافع تُشيد الحضارات، وترتقي الأمم، وتُصنع الأمجاد، فالقراءة والعلم في حياة الإنسانِ هو النور الذى يُضيء ظُلمة العقل والروح ، وهو أصل الأشياء ومفتاح تحرير العقول من الأوهام والقيود.

وفي اليوم العالمي لمحو الأمية لعام 2021 صرح الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان سابقا لـ"بوابة أخبار اليوم" أن الزيادة السكانية والأمية قضيتان متشابكتان إلى حد كبير.

وأوضح أن الزيادة السكانية تؤدى إلى زيادة الكثافة الطلابية فى المدارس ما يعيق التحصيل العلمى الجيد ويترتب على ذلك أغلب المشكلات المرتبطة بضعف مخرجات العملية التعليمية نتيجة إلقاء عبء ثقيل على المعلم لمقابلة الفروق الفردية والمتباينة لعدد كبير من الطلاب والذى قد لا تمكنه من توجيه اهتمام كافي لضعاف المستوى من جانب، والمتفوقين من جانب آخر، وأيضا كثافة الفصول تؤدى الى عدم القدرة على معالجة القضايا الخاصة بالتربية كالقيم والسلوك. هذا من ناحية تأثير الزيادة السكانية على جودة التعليم.

اقرأ أيضا| محو الأمية في مصر.. إنجاز على الأرض بشهادة اليونسكو 

 ومن ناحية أخرى نجد أن الأمية هي أكبر عائق للحد من الزيادة السكانية حيث ان الأمية وخصوصا بين النساء تعد من الأسباب الجوهرية للمشكلة السكانية، فارتفاع معدلات الأمية بين النساء، يؤدي إلى الزواج المبكر للإناث، وعلى هذا يمكن اعتـُــبار التعليـم اسـتثمارا طويل الأجـل ولكنه مثمر على كل الأصعدة التنموية والاقتصادية والاجتماعية وهو معيار تقدم الأمم.

 ومن المشكلات التى ترتبط ارتباطا وثيقا بالأمية والزيادة السكانية: التسرب من التعليم، عمالة الأطفال، وزواج الاطفال والثلاثة كل منها متشابك مع الآخر وكل منها سبب وكل منها نتيجة للأخر، فالتسرب من التعليم يؤدى إلى عمالة الأطفال والزواج المبكر.. والزواج المبكر تكون نتيجته التسرب من التعليم وايضا ممكن عمالة الأطفال.. والزواج المبكر خصوصا للفتيات يدفعهن الى هجر التعليم لوجود أعباء الأسرة. وبعد الزواج يبدأ إنجاب الأطفال فى سن مبكرة ومن ثم زيادة معدلات الإنجاب، حيث الفرصة أكبر للخصوبة فى السن الصغيرة، ومع زيادة معدلات الانجاب ترتفع الزيادة السكانية وفى الغالب يفشل الاستقرار الأسرى، وتتحمل الأم المسؤولية، وتظهر لنا مشكلات اخرى نتيجة لذلك مثل زيادة معدلات الطلاق واطفال الشوارع ، فالسلسلة متشابكة والنتيجة ضعف قوة الدولة الاقتصادية والتهام ثمار التنمية . 

ومواجهة هذه المشكلات تعتمد في المقام الأول على تغيير البيئة الثقافية وزيادة الوعى لدى بعض الفئات في المجتمع والتى تتعامل مع هذه المشكلات باعتبارها جزءا من عاداتهم وتقاليدهم فلابد من توعية الأسر بضرورة تعليم الفتيات ومنع تسرب الأبناء من التعليم لغرض الزواج أو العمل في سن مبكرة ، وايضا  تفعيل العقوبات التي أقرها البرلمان المصري فى هذا الشأن أصبح ضرورة ملحة ، وايضا لابد من تحسين وضع المدارس وتقديم خدمة تعليمية جيدة .

وتابع: نستطيع ان نقول ان تعزيز حقوق المرأة مع تحسين التعليم للفتيات هى نقطة انطلاق جيدة لان الدور الذي يمكن أن تلعبه النساء والفتيات في معالجة مشكلة الزيادة السكانية هو دور استراتيجى هام و مؤثر لأن النساء اللاتى يتمتعن بقوة اجتماعية وعلمية وقدرة على اتخاذ قرار ذاتي واختيار حقيقي هن أكثر قدرة على السيطرة على النمو السكانى المتسارع.

  وبالنظر إلى الأرقام ووضع المرأة المصرية نجد أن الأمية خصوصا بين النساء ، تعد من الأسباب الجوهرية للمشكلة السكانية، وطبقا لبيانات الهيئة العامة لتعليم الكبار في اغسطس ۲۰٢١ للشريحة العمرية ١٥ سنة فأكثر بإضافة التسرب ،  نجد ان نسبة الأمية بين الإناث ترتفع عن الذكور ، حيث بلغت أعدادهن 10.1 مليون نسمة بمعدل 31.2 ٪ ، مقابل 7.3 مليون نسمة للذكور بمعدل 21.3 % ، و هناك ٥ محافظات مصرية ، تتجاوز الامية بين البنات و السيدات 40 % : المنيا 45.8 % ،اسيوط 42.4 % ، البحيرة 41.6 % ، سوهاج 41.1 % و الفيوم 41 %وارتفاع معدلات الأمية بين النساء، يؤدي إلى عدم تأهيلهن بصورة مناسبة للنزول إلى سوق العمل ، فضلاً عن انتشار النمط الثقافي الذي يحد من دور المرأة في المجتمع ، وبالتالي تصبح الحياة المنزلية وإنجاب وتربية الأطفال محل الإهتمام الأساسي لغالبية النساء 

 كما وجه د عمرو حسن رسالة إلى المجتمع أن التعليم يساوى مجتمع أكثر وعيا وصحة واستقرارا، ووطن أكثر رفعة وتقدم.