حكايات| إحياء صور الموتى.. «الورداني» يسعد القلوب بملامح أحبابهم المفقودة

 إحياء صور الموتى.. «الورداني» يسعد القلوب بملامح أحبابهم المفقودة
إحياء صور الموتى.. «الورداني» يسعد القلوب بملامح أحبابهم المفقودة

جبر الخواطر وصُنع السعادة على الوجوه وإدخال السرورعلى القلوب، هدفه الأول دون مقابل بل تطوع لجبر خواطر أناس زارهم الموت في أغلى ما لديهم، شاب قرر أن يقوم بإحياء الصور القديمة والعتيقة والتى راحت ملامحها واسترجاعها بطريقة محترفه ليدخل السرور على فاقدين أحبابهم.

 

مساعدة الناس ليست بالمال فقط وإنما هناك طرق أخرى للمساعدة والمواساة للغير، وهناك من يتميز بمجال أو موهبة ويساعد به غيره، وبالفعل قام «محمد حافظ الورداني - 20 عاما»، ابن كفر الزيات بمحافظة الغربية، طالب بكلية التجارة ويعمل مصمما ويعشق التصوير، يجبر خواطر كل من يرسل له صورة قديمة أو ضاعت ملامحها، بإعادة جودتها وبناء هيكلها مرة أخرى بطريقة احترافية وبعمل تطوعي.

 

الشاب المتطوع بإحياء الصور الميتة، ليروي رحلة تطوعة لجبر الخواطر منذ 4 سنوات، قائلاً: «أعشق التصوير وبدأت منذ 4 سنوات أخوض تجربة تعديل الصور، وأعجب بها الجميع وهذا شجعني أن استمر في هذا المجال، ومنذ 3 سنوات التقيت بشاب سوري الجنسية فقد والده ووالدته ويمتلك لهم صورة وحيدة متهالكة وغير مكتملة الملامح، وبدأ الشاب يمسك صورة والديه بحزن شديد وكأنه يحتضنها خوفاً من أن يفقدها كما فقدهم».

 

اقرأ أيضًا|  كريم الفيشاوي.. «بيزنس» الحفر على الخشب بمنشار آركت

 

هنا عرض الورداني على الشاب السوري المساعدة في استرجاع وإحياء الصورة وملامح والدته مرة أخرى، فرحب بالفكرة وقام بتعديل الصورة المتهالكة، حيث يقول: «لم أكن أتوقع أن يسعد بها بهذه الطريقة ويعجب بها وفي ذلك الوقت رأيت في عينيه الفرح وكأنه رأى والديه من جديد».

 

 

ويكمل: «وبعد فترة رأيت هذه الصورة متداولة على الصفحات بمصر وصفحات بالدول العربية يطلقون على اسم أحد محترفي الفوتوشوب، وهذه كانت مفاجئة لي وقررت أن أجبر بخواطر كل من يبعث لي صور قديمة يريد أن يعدلها وبالفعل أرسل لي أناس صور لفاقدينهم، وبدأت أعدلها وأبعثها لهم مرة أخرى وكنت أشعر بفرحتهم دائمًا وهذا كان أعظم إحساس أشعر به، وأرفض أي مقابل مادي بل كان ربحي هو سعادة وجبر الآخرين».

 

ويمضي في حديثه: «من أكثر المواقف التي تأثرت بها عندما أرسلت لي فتاة صورة لأبيها وصورة لها وهي تقول لي: (توفي والدي ولم تجمعني به أي صورة وحرمت من أبي وسعادتي بصورة بجواره، فقمت بجمعهما سويا في صورة واحدة، وعندما رأتها أرسلت لي ريكورد وهي تبكي من سعادتها وجعلت والدتها تكلمني وبكيا من فرحتهما بالصورة، وفي هذه الليلة لم تر عيني النوم من السعادة بجبر خاطر فتاة حرمت من أبيها وهي تدعو لي».

 

 

ويروي كذلك: «بدأت أشرح على السوشيال ميديا لمن يريد أن يتعلم الفوتوشوب من خلال الهاتف بطريقة سهلة واحترافية، وكان الجميع يستغرب أني لا آخذ مقابل مادي، وأن هذا عمل تطوعي، وبالفعل أشخاص كثيرة تعلمت ونشروا فكرتي في معظم صفحات السوشيال ميديا».

 

ويختتم الورداني حديثه بقوله: «كان هدف من أهدافي أن أعلم الناس فوتوشوب بأبسط الإمكانيات بالموبايل، والحمد لله حققت هدفي، وأوجه رسالة للجميع أن ينشروا السعادة ويرسموها على الوجوه ويجبروا خواطر كل من يتألم من الحزن».