حكايات| «صالح أبو حديد».. صاحب المقام الذي تنبأ للخديوي إسماعيل بالحكم

صاحب المقام الذي تنبأ للخديوي إسماعيل بالحكم
صاحب المقام الذي تنبأ للخديوي إسماعيل بالحكم

على مشارف القاهرة التاريخية وبمئذنة يتخللها طراز أثري إسلامي قديم وباب قديم بني اللون يحمل بين طياته تاريخًا كبيرًا يمتد لسنوات طويلة.. هذا ما تراه عند دخولك مسجد صالح أبو حديد في حي السيدة زينب.

يقع مسجد «صالح أبو حديد» بواجهته الغربية الرئيسية في شارع الشيخ صالح أبو حديد، حيث كان الشيخ صالح من أهل الصالحين ولديه كرامات، لذلك أمر الخديوي إسماعيل بإنشاء هذا المسجد إحياءً لذكراه.

 

يحتوي المسجد على 4 واجهات، المدخل الغربي الرئيسي «مستطيل الشكل» ويمكن الوصول إليه من البوابة الرئيسية على الواجهة الشمالية الغربية، وبيت الصلاة له شكل مربع، ويتخذ الجانبان الاتجاهات الأربعة الأصلية، مقسمة إلى 4 صفوف من رواق من 3 صفوف مع قوس مدبب.

صنع محراب المسجد مصنوع من الرخام الأبيض ويحتوي على نصف دائرة مزينة بأسلوب روكوكو العثماني، المحكمة ذات شكل مستطيل يمكن الوصول إليها من داخل المسجد من قبل بوابتين وتحتوي على محراب حجري ، والنافورة في الوسط، وهي مصنوعة من الرخام، وفوقها قبة خشبية.

◄ اقرأ أيضًا | أصل الحكاية | «قصر الزعفرانة» ذو الطراز المعماري الرائع في عهد الخديوي إسماعيل

تتزين القبة من الداخل بالطراز العثماني على شكل مستطيل، والمقام يحتوي على نص قرآني باللون الذهبي، كما صنعت القبة من الخارج من خشب مطلي بالرصاص ومقصورة المقام مصنوعة من النحاس بلون أصفر.

صنعت الدكة من الخشب وتقع في الركن الشمالي الغربي، وتقع المئذنة في الجانب الأيسر من البوابة الرئيسية وتتكون من قاعدة مكعبة الشكل، بينما المئذنة عبارة عن تيجان مخروطية الشكل مصنوعة من الخشب، مصفحة بالرصاص وفوقها الهلال وحامله.

من جانبه، تحدث الشيخ أحمد رزق خادم المسجد لـ«بوابة أخبار اليوم»، قائلا: «صالح أبوحديد هو أحد الأولياء الصالحين، الذي يأتي إليه الناس من مختلف المحافظات داخل مصر ومختلف البلاد الأخرى خارج مصر تبركًا به».

تابع قائلا: "بناه الخديوي إسماعيل إهداءً للشيخ صالح أبوحديد، فعمر المسجد يبلغ 200 عام".

يروي رزق أن «صالح أبوحديد» كان يخصص معظم وقته للصلاة والصوم وذكر الله، وأصبحت خاتمته مسك، مضيفا: "الخديوي إسماعيل قرر إنشاء مسجدًا للشيخ صالح، هدية له بعد التنبؤ للخديوي بتوليه حكم مصر، وفي نفس اليوم، أمسك إسماعيل بزمام الأمور في مصر".

يضيف رزق، قائلًا: "عاد الخديوي إسماعيل بعدها بعدة أيام للشيخ صالح، وسأله ماذا تتمنى من هذه الدنيا؟.. وذلك كنوع من المكأفاة له، فلم يطلب الشيخ صالح أموالًا أو شقة أو مأوى ولا أي شي آخر سوى مسجد يحمل اسمه ويكون على طراز معماري جيد، وبالفعل بناه له الخديوي ودفن به عندما وافته المنية". 

على الجانب الأيمن من الباب الرئيسي للمسجد، ضريح الشيخ صالح أبو حديد، عبارة عن مقصورة فوق المقبرة التي دفن بها والضريح ملفوف حول المقبرة تكسوه الألوان الذهبية بالطراز الإسلامي لجدار الإطار، ويمتلئ المسجد بالمصلين عن آخره في الشهر الكريم.