«اسكندريات صغيرة»

من الفسيخ شربات.. مشروع تحويل مخلفات الشواطئ إلى قطع زينة

رودينا موسى، ابنة محافظة الإسكندرية
رودينا موسى، ابنة محافظة الإسكندرية

«شط إسكندرية يا شط الهوى، رُحنا إسكندرية رمانا الهوى، يا دنيا هنيّة وليالى رضيّة، أحملها بعينيّ شط اسكندرية» كلمات غنتها جارة القمر الفنانة فيروز، تتغزل فى جمال المدينة وفى شواطئها، فبحر اسكندرية هو رمز للعطاء والخير والجمال ومتنزه أهلها بل وكل من يزورها، ولعل حتى أن ما يلفظه من بعض البقايا البحرية والمخلفات البشرية هو رزق لهم من نوع خاص، هبة لمن يقدرها ولمن يملك الموهبة، كى يحول تلك القطع الزائدة التى يلفظها على شاطئه إلى ديكور وزينة بل ويصبح بداية مشروع وتجربة تستحق الإعجاب والالتفات إليها.

تشارك بمنتجاتها فى معرض بولاية «إلينوى» الأمريكية

رودينا موسى، ابنة محافظة الإسكندرية، والتى رأت البحر وفهمت لغاته وعرفت أن ما يلفظه هو خير حتى الفائض منه، واستغلت أخشاب المراكب التى تجلبها الأمواج للشاطئ وبعض الزجاج، وكذلك بعض المواد البلاستيكية وغيرها لتصنع «اسكندريات صغيرة» كما تحب أن تسميها رودينا، وهى قطع زينة ولوحات مجسمة يحمل كل منها جزءا معبرا عن اسكندرية.

تقول رودينا أنها بدأت فى جمع الأخشاب الخاصة بالمراكب الزائدة والمكسرة وبدأت بالصدفة البحتة ترتيبها وتنظيمها جوار بعضها البعض، فوجدت أنه يكون شكل بيوت وبدأت بتلوين بعضها بالأحمر والأبيض وكونت شكلا آخر شكل الفنار، وكذلك أطواق النجاة المعتاد رؤيتها بألوانها المبهجة على الشواطئ، وغيرها من الأشكال والمجموعات، حيث بدأت بجمع قطع خشبية بكمية أكبر وأفكار أخرى معظمها تحمل معالم وروح اسكندرية ولاقت رواجًا وضجة كبيرة وبيعت سريًعا حين قامت بعرضها على صفحتها على «فيس بوك».

«مفيش قطعة تشبه الثانية.. كل قطعة معمولة برزق مختلف من البحر قطع جمعتها بصدفتها وبالحظ» هكذا أكدت رودينا أن أهم ما يميز أعمالها أنها كلها يدوية من الألف إلى الياء، وأنها تسير على الشواطئ تجمع القطع الخشبية بحسب أشكالها كما وجدتها وتعمل على توظيفها بتناغم شديد لتصبح قطعا فريدة من نوعها تصلح للمنازل والمطاعم والمحلات ولأى مكان.

لم تكتف رودينا بذلك، بل إنها لا تحب الثبات على نوع واحد من الفنون وتحب تجربة فنون مختلفة فهى أيضًا تصنع إكسسوارات من النحاس والزجاج وكذلك تعمل فى التطريز وصنع ألعاب للأطفال فهناك أكثر من مشروع تعمل فيها فى نفس الوقت.

وحصلت على منحة للدراسة فى أمريكا، وبالطبع حملت معها قطعا يدوية مما صنعت ولاقت رواجًا هائلا وحصلت على إعجاب كبير منهم، حيث اهتمامهم بإعادة التدوير، وحاليا ومع دراستها للماجستير، تعمل بالصلصال الحرارى وتقوم بصنع أعمال كثيرة يدوية من خلاله مثل الأكواب وقطع ديكور منزلية وإكسسوارات ايضًا، ومن المقرر أن تقيم معرضا فى شهر أكتوبر المقبل فى ولاية «إلينوي» وهو معرض فنى وهى تعتز كثيرًا بمشغولاتها وأعمالها الفنية. «جدتى ووالدتى أكتر اللى بيشجعوني» هكذا أكدت رودينا موسى أنها تعلمت الكثير من جدتها حيث هى أول من علمتها العمل على ماكينة الخياطة ومازالت تستخدمها حتى الآن فى صنع ألعاب الأطفال، حيث إنها احيانًا تحب الألعاب القديمة اليدوية بعيدا عن الألعاب المعتادة الجاهزة المنضبطة بالمللي، فأحيانا الألعاب المصنوعة منزليًا والبسيطة تكون مختلفة ومميزة عن المتكررة ومازالت تعتز بألعابها التى صنعتها لها جدتها منذ صغرها، وترى فيما تصنعه اليد أصالة وعودة للجذور.