ورقه وقلم

ثورة خضراء.. فى قلب الصحراء

ياسر رزق
ياسر رزق

بعد عامين من الآن.. سيضاف إلى أرض مصر الزراعية مساحة فى حدود 4 ملايين فدان، بدأ استصلاحها منذ سبع سنوات، تعادل قرابة نصف الأراضى المزروعة على مدار التاريخ

إذا مددت بصرك يميناً ويساراً فى مجال الرؤية، لن تستطيع أن ترى كل ما يحيط بك بدائرة ٣٦٠ درجة.
يبقى دائما نصف الدائرة الخلفى غير مرئى لك، فتظن أنه غير موجود.
حتى فيما تنظر إليه أمامك، قد تجد مناطق غير مضاءة، لا تراها بسبب الظلام، ومن ثم لا تستطيع إدراك صورة المشهد، أو حقيقة ما يجرى بالضبط مهما أمعنت النظر.
جانب كبير مما يدور على أرض هذا البلد، ينطبق عليه ما قلته، بالأخص فى مجال استصلاح الصحراء.
ثمة نقص فى تسليط الأضواء كما ينبغى على الانجازات الزراعية الجبارة، ليس المسئول عنه وسائل الإعلام بالدرجة الأولى، إنما شح المعلومات أو غياب شمولية عرض هذه المشروعات وحجمها فى مجمل متكامل، غير مجتزأ، لا يكتنفه غموض الخلط.
لذا نجد قطاعات واسعة من المواطنين لا تعرف بالضبط حجم ما يجرى استصلاحه وزراعته وقيمة ما تحقق ويتحقق بسواعد أبنائهم.
بعضها يظن أن ما يتم هو كله فى إطار مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، وبعضها يخلط بينه وبين مشروع الدلتا الجديدة، وبعضها لا يدرى شيئا عن مشروع الصوبات أو الزراعات المحمية الضخم.
< < <
المعرفة بتفاصيل البرنامج القومى لزراعة الصحراء الذى اتحدث عنه، هو الطريق إلى وعى المواطن بالهدف الشامل المتكامل المنشود من هذه المشروعات.
أتكلم هنا عن توفير الغذاء وضبط الأسعار، عن التشغيل وزيادة الصادرات الزراعية، وعن تشجيع الصناعات المرتبطة بالزراعة كمعدات الرى وآلات الميكنة والأسمدة وتعبئة وتغليف الحاصلات وتصنيعها.
أتكلم عن زيادة فى الناتج القومى، ورفع لمعدلات النمو، بما يمكن الدولة من توفير الموارد لتحسين كفاءة المرافق والخدمات والارتقاء بمعيشة الأسرة.
أتكلم عن توسع عمرانى فى الصحراء بإنشاء مجتمعات زراعية صناعية مزودة بخدمات راقية، تجذب الشباب للعمل والسكنى، وتخلخل التكدس السكانى فى الدلتا والوادى، ومن جانب آخر تزيد من فعالية مشروعات تطوير الحضر والريف المصرى.
أتكلم عن قضية أمن قومى.
فمن لا يملك قوته، لا يملك قراره.
وقد كنت أتحدث مع خبير مصرى عالمى فى مجال الزراعة هو الدكتور سعد نصار، وقال لى إن مصر واحدة من دول معدودة لم تعان من أى نقص فى الإمدادات الغذائية من الحاصلات والخضر والفاكهة على مدار ٣٠ شهراً منذ تفشى جائحة كورونا، ولم ترتفع أسعارها بل انخفض بعضها عن سنوات مضت، برغم أن دولاً متقدمة غنية عانت بشدة من نقص فى إمدادات الغذاء، بل إن بعض الدول المصدرة وضعت قيوداً على صادراتها حتى تفى باحتياجاتها المحلية من الأغذية.
بينما قال لى المحاسب السيد القصير وزير الزراعة إنه مع وفرة المعروض من الحاصلات والخضر والفاكهة، صدرنا فى العام الماضى فى ذروة جائحة كورونا ما قيمته ٢٫٢ مليار دولار أى ما يقرب من ٣٣ مليار جنيه من نحو ٣٦٠ صنفاً زراعياً إلى ١٥٠ دولة، والمؤشرات تقول إن هناك زيادة فى هذا العام عن نفس الفترة من العام الماضى بنحو ٦٥٠ ألف طن من الصادرات الزراعية.
.. إذن لم يتعرض المواطن لنقص فى المعروض من الحاصلات والخضر والفاكهة، ولم يجأر بشكوى من غلاء برغم أزمة كورونا.
لكنه فى نفس الوقت لم يتساءل عن السبب، ولم يعرفه..!
السبب واحد وحيد، هو انطلاق المشروع القومى العملاق الذى يستهدف استصلاح وزراعة ٤ ملايين فدان.. وأكثر!
< < <
بإنصاف وبموضوعية ودون تزيد.. أرى أن ما حدث وما يتم هو ثورة خضراء حقيقية.
تعبير الثورة الخضراء «ليس مستحدثاً. فقد طالعته منذ تعلمت قراءة الصحف قبل سنوات طويلة مضت.
لكن بصراحة لم أجد ما يعبر عنه على الأرض، برغم ضجيج وصخب ودعايات هائلة.
منذ قيام الثورة وحتى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، استصلحت الدولة بمعرفة الجهات العامة والقطاع الخاص والأفراد نحو ٦٠٠ ألف فدان.
فى سنوات حكم الرئيس الراحل أنور السادات، جرى استصلاح مليون و٣٠٠ ألف فدان.
وفى الأعوام الثلاثين لحكم الرئيس الراحل حسنى مبارك، تم استصلاح مليون فدان، بمتوسط يزيد قليلاً على ٣٣ ألف فدان سنوياً.
أى أننا استصلحنا فى غضون ٦٠ عاما نحو ٣ ملايين فدان.
بينما استصلحنا وزرعنا وحصدنا فعلاً ثمار مليون فدان فى أقل من ٦ سنوات، من بين ٤ ملايين فدان يجرى استصلاحها وتجهيزها وزراعتها، لتكتمل تماماً بنهاية عام ٢٠٢٣.
< < <
المشروع القومى لزراعة الصحراء، أو ثورتنا الخضراء الحقيقية، هو نموذج لهذه الدولة الحديثة، فى تكامل رؤية القائد والإرادة السياسية، مع علم خبراء الزراعة والرى، ودراسات رجال التخطيط العمرانى والمرافق والخدمات، وحسن الإدارة، وهمة التنفيذ.
هو أيضاً دليل على تناغم الأداء وتنسيق المهام بين جهات الدولة المختلفة ممثلة فى وزارات الزراعة والرى والمجتمعات العمرانية، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى منظومة متكاملة لتحقيق الهدف المنشود.
مسألة استصلاح الصحراء، ليست تقسيم قطع أراض وتوزيعها، أو مجرد بذر حبوب فى الأرض.
إنما هى قضية بالغة التشابك والتعقيد، لاسيما إذا كنت تريد إنشاء مجتمعات زراعية صناعية حديثة، وإذا كنت تريد زراعة ناجحة مستدامة.
فلابد من انتقاء الأرض القابلة للاستصلاح أولاً -كما يقول السيد القصير وزير الزراعة- وإجراء دراسات استكشافية عليها، ثم دراسات تفصيلية لنوع التربة، وتوافر مياه الرى السطحية أو العميقة، ودرجة ملوحة الآبار، وتحديد ما إذا كانت صالحة وكافية أم لا، ثم تحديد التركيب المحصولى.
لابد من إنشاء محطات معالجة للمياه، وشبكات رى حديث، وشبكات طرق للوصول إلى الأرض ونقل الحصاد، ومد شبكات الكهرباء والاتصالات ومحطات الوقود.
لابد من إنشاء مساكن راقية، ومدارس ومستشفيات، وأقسام شرطة، والخدمات الأخرى.
 لابد من تحديد أماكن مصانع التعبئة والتغليف ومجمعات التصنيع الزراعى، ومواقع تربية وتسمين رءوس الماشية والدواجن.
ثم.. البدء فى الاستصلاح وتحديد نوعية الزراعات الأنسب لكل منطقة، وتوفير خدمات الارشاد الزراعى.
< < <
حتى الآن.. يضم المشروع القومى لزراعة الصحراء مساحة 4 ملايين فدان، وقد تزيد.
الموعد الذى حدده الرئيس للانتهاء منها تماما هو عامان من الآن، أو بنهاية عام ٢٠٢٣ على الأكثر.
قوام المشروع كالآتى:
- استصلاح وزراعة نصف مليون فدان بوسط وشمال سيناء على مياه ترعة السلام، بعد إنشاء محطة معالجة سرابيوم ومع قرب الانتهاء من محطة المعالجة الضخمة فى بحر البقر.
- استصلاح وزراعة مليون فدان فى نطاق شركة الريف المصرى ضمن مشروع المليون ونصف مليون فدان على أن تستغل باقى المساحة فى إنشاء مزارع ماشية ودواجن ومزارع سمكية.
- استصلاح وزراعة نصف مليون فدان فى توشكى.
- زراعة ١٠٠ ألف فدان بالصوب أو الزراعات المحمية، تعطى انتاجية من الخضر والفاكهة تعادل انتاج ٨٠٠ ألف فدان من الزراعات التقليدية، وانتهى منها بالفعل ٢٦ ألف فدان بإنتاجية تساوى أكثر من ٢٠٠ ألف فدان من الأرض القديمة.
- استصلاح وزراعة مليون فدان كمرحلة أولى فى مشروع الدلتا الجديدة على جانبى محور الضبعة، ضمن ٢٫٢ مليون فدان يضمها هذا المشروع.
بجانب مساحات أخرى يجرى استصلاحها وزراعتها فى نفس الوقت بمناطق متفرقة على امتداد الجمهورية.
< < <
أتحدث عن مشروع الدلتا الجديدة.
لعل الإعلان عن هذا المشروع، يكشف للرأى العام، لماذا قرر الرئيس السيسى إنشاء طريق الضبعة.
الغرض الأساسى من هذا الطريق هو خدمة هذا المشروع الزراعى الضخم، وتيسير الانتقال من وإلى المشروع وسرعة تجهيزه بالبنية الأساسية والمرافق والخدمات.
فى عهود سابقة، كان المشروع يقام أولاً، قبل مد الطرق وادخال البنية الأساسية فيتحول إلى استثمار معطل، ويبقى سنوات طويلة متعثراً.
من أجل توفير مياه الرى لهذا المشروع الضخم انشئت محطة منطقة الحمام بطاقة ٧٫٥ مليون متر مكعب يوميا، لمعالجة مياه الصرف الزراعى.
انتهى بالفعل زراعة ٢٠٠ ألف فدان بالدلتا الجديدة، وستصل المساحة المزروعة بحلول نهاية هذا العام إلى ٤٥٠ ألف فدان.
مساحة مشروع الدلتا الجديدة تعادل ٨٠٪ من مساحة دلتا النيل بمحافظاتها الخمس التى يقطنها ٢٢ مليون نسمة، وتساوى مساحة الأرض المزروعة بالدلتا القديمة، أى أن مساحة المرحلة الأولى لمشروع الدلتا الجديدة «مليون فدان»، تبلغ ٤٠٪ من مساحة الأرض المزروعة بدلتا النيل منذ فجر التاريخ.
هذا المشروع الزراعى الصناعى المتكامل يضم أيضاً مزارع للإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكى، والدراسات تبشر بإمكان امتداده والتوسع فيه.
< < <
أميز ما فى مشروع الريف المصرى لاستصلاح مليون ونصف مليون فدان، هو تخصيص ٢٥٠ ألف فدان، يتم تمليكها للشباب، عن طريق قيام مجموعات تتراوح بين ١٠ و٢٣ فرداً منهم باستصلاح قطع تصل مساحة كل منها إلى ٢٣٨ فداناً، مع تقديم تسهيلات فى السداد بمقدم ١٠٪ من قيمة الفدان الذى تصل قيمته إلى ٢٠ ألف جنيه للفدان بمنطقة المغرة على مساحة ٨٠ كيلو متراً جنوب العلمين، و٤٠ ألف جنيه فى منطقة امتداد غرب المنيا المجهزة بشبكات الرى.
باقى قيمة الأرض وفق ما قاله لى اللواء مهندس عمرو عبدالوهاب رئيس شركة الريف المصرى، يتم سداده بعد فترة سماح مدتها 5 سنوات بدون فوائد، وبأقساط على ١٠ سنوات. وتم تقديم تسهيلات لإجراءات تخارج وضم الشباب فى شركات صغار المزارعين، للتيسير على الجادين من زملائهم فى سرعة انجاز مشروعاتهم وعدم توقفها.
بالفعل.. اكتملت زراعة مساحة ١٥٠ ألف فدان فى المشروع، وستصل المساحة بنهاية ٢٠٢٣ إلى نصف مليون فدان، ليتم التوسع فيها عام ٢٠٢٥، لتبلغ مليون فدان. أما باقى مساحة المشروع فى الأراضى الأقل جودة، فسوف تستغل فى إقامة مشروعات لتسمين الماشية والدواجن والاستزراع السمكى وإنشاء وحدات التصنيع الزراعى. وقد انتهى مد شبكات الاتصالات فى بعض المناطق، واستكمال الطرق والمدقات.
عدد المستفيدين من مساحة مشروع شركة الريف المصرى يبلغ ١٦٦٧ شركة، معظمها من شركات صغار المزارعين الشبان، وبعضها لصغار المستثمرين حتى مساحة ٤٥٠ فداناً، وبعضها لكبار المستثمرين حتى 5 آلاف فدان قابلة للزيادة، وقد تم تقنين أوضاع شركة واضعى اليد وتخطيط أراضيهم ومتابعة استخدامهم أنظمة الرى الحديثة، مقابل دفع قيمة الأرض بنفس شروط السداد الميسرة.
الأعمال الجارية فى المشروع -كما يقول اللواء عمرو عبدالوهاب- تستهدف الانتهاء من ادخال البنية الأساسية والمرافق، وتقديم الارشاد للشركات بشأن التركيب المحصولى، بالاستعانة بخبرات أكاديمية البحث العلمى ومركز البحوث الزراعية.
والمحاصيل التى تمت زراعتها والمستهدف زراعتها، تشمل الزيتون والنخيل وبنجر السكر والجوجوبا والخضراوات والشعير.
ويطمح رئيس الشركة بعد الانتهاء من انجاز مشروع الريف المصرى فى العام المالى ٢٠٢٣/٢٠٢٤، فى أن يتم التوسع فيه ليصل إلى 4 ملايين فدان بحلول عام ٢٠٣٠.
< < <
غير الأهداف المرجوة من المشروع العملاق لزراعة الصحراء، ثمة قيمة معنوية للثورة الخضراء التى فجرتها دولة ٣٠ يونيو وجمهوريتها الجديدة، هى أننا بنهاية عام ٢٠٢٣، سنكون قد أضفنا فى غضون تسع سنوات فقط ٤ ملايين فدان إلى أرض مصر الزراعية، تعادل ما يقرب من نصف مساحة الأرض القديمة والجديدة التى جرت زراعتها منذ فجر التاريخ والبالغ اجماليها حتى عام ٢٠١٤ نحو ٨٫٤ مليون فدان.
لذا أقول ان القضية، ليست مجرد مقال أكتبه أو يكتبه غيرى.
وليست مجرد معلومات خام وأرقام صماء ومشاهد تبث دون أن تشرح مدلولاتها.
الذى أتمناه تسهيل تنظيم زيارات ميدانية إلى مواقع العمل والانجاز فى المشروع القومى لزراعة وتعمير الصحراء (وبالقطع غيره من المشروعات العملاقة)، للصحفيين ومراسلى التليفزيون وكبار مقدمى البرامج، لنقل الصورة على الطبيعة إلى الجماهير المصرية.
أتمنى لو تشمل هذه الزيارات أدباء كبارا وشعراء وموسيقيين وكتاب سينما ودراما وفنانين.
هؤلاء هم جسور المواطنين إلى المعرفة بما يدور على أرضهم، وهم الأضواء التى تكشف للشعب عما يصنعه أبناؤهم من إنجازات معجزة فى بلادهم، فنرى مصر التى لا نراها، ولعلنا نجد من أدبائنا وفنانينا إبداعا نفتقده ونتوق إليه يعبر عن إنجاز جيل ودولة ونظام، يظلمه مثقفوه..!

سن القلم

< شاهدت على موقع السفير الهُمام بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية على «فيس بوك» فيلم فيديو يصور مشروعا هائلا باسم «حدائق الفسطاط»، يستهدف تطوير أقدم عواصم مصر الإسلامية، وتحويلها إلى منطقة حضارية ومزار سياحى على مساحة ٥٠٠ فدان أى أكثر من ٢ كيلو متر مربع.

 بسام راضى


فهمت من اللواء خالد عبدالعال  محافظ القاهرة، أن العمل سيبدأ فى نقل عشوائية «أبوقرن» بهذه المنطقة، بعد ما تم إخلاء عشوائية «بطن البقرة»، على أن ينتهى من تعويض أصحاب المحال بها خلال هذا الأسبوع.
وقال لى إن هذا المشروع الضخم يشرف عليه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بنفسه، وتوقع الانتهاء من «حدائق الفسطاط»، وافتتاحها فى غضون ١٨ شهرا، لتصبح ملتقى حضاريا ليس له مثيل للزوار المصريين والعرب والأجانب.

< شهادة «الدكتوراه الفخرية» التى حصل عليها الممثل والمؤدى محمد رمضان، من جمعية لبنانية أطلقت على نفسها اسم «المركز الثقافى الألمانى الدولى»، وتبرأت منها كل الجهات الرسمية والنقابية فى بيروت وسحبها المركز نفسه، أثارت مسألة فوضى توزيع الشهادات والألقاب على كل من هب ودب من جانب جمعيات ومراكز ومؤسسات مصرية حاصلة على تراخيص من الشئون الاجتماعية.
فنجد أن فلاناً يحمل لقب «سفير»، وعلاناً يطلق على نفسه لقب «مستشار»، وترتاناً يسبق اسمه بلقب «دكتور»، دون أى مسوغات علمية أو وظيفية، فى عملية أشبه بالاحتيال على الرأى العام، تباشرها تلك الجمعيات والمؤسسات فى مقابل رسوم سنوية وأموال من تحت «الطاولة».
أثق فى أن الوزيرة المحترمة نيڤين القباج وزيرة الشئون الاجتماعية، سوف تتصدى لهذه الظاهرة التى تستهدف الحط من قيمة من يحملون بعلمهم أو عبر مشوارهم المهنى تلك الألقاب المحترمة، وأنها سوف تغلق تلك الجمعيات المخالفة.

نيڤين القباج

< مع بداية الأسبوع الثالث فى الموسم الجديد للدورى الممتاز الإنجليزى «البرمييرليج» كنا نلعب الاسبوع الأخير فى الموسم الماضى للدورى المصرى..!
هناك لديهم نظام وجدول محترم للمباريات، ونحن لدينا هرجلة.
لا يوجد أى مبرر مقنع لما شهدناه من تأجيلات فى أطول موسم كروى على الاطلاق.
بالعكس فى الموسم المنقضي، شاركت انجلترا فى بطولة الأمم الأوروبية، بينما لم تكن هناك أى بطولات قارية أو دولية شارك فيها منتخبنا باستثناء أوليمبياد طوكيو، أو أى منافسات قارية استثنائية للأندية، تستوجب هذه التأجيلات.
دوريات العالم بدأت منافساتها، ونحن لم نقرر بعد، ما إذا كان دورى الموسم الجديد سيكون من مجموعة أو من مجموعتين برغم فشل تجربة دورى المجموعتين منذ عقود.
إذا لم نكن نستطيع تنظيم دورى محترم وتحديد مواعيد المباريات بدقة وأوقات توقف المنافسات للالتزامات الدولية الخاصة بالمنتخب، فلنستعن بخبرات لجان المسابقات فى انجلترا أو إسبانيا أو ألمانيا، أو غيرها.

 أحمد مجاهد

 فقدنا برحيل الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى، أبرز الأصوات الإذاعية التى ارتبطت بحرب أكتوبر، ونقلت نبض معارك النصر إلى جماهير المستمعين فى كل مكان، عبر برنامجيه «صوت المعركة»، و«يوميات مراسل حربي»، وفقدت شخصيا برحيل خبير الإعلام والوطنى البارز حمدى الكنيسى، أخا أكبر وصديقا عزيزا.

حمدى الكنيسى


عرفت الأستاذ حمدى الكنيسى. منذ كنت فى سن صغيرة، أذهب مع والدى المراسل الحربى الراحل فتحى رزق وأصدقائه محمد صلاح قبضايا وفاروق الشاذلى وجمال الغيطانى وغيرهم  ممن غطوا وقائع المعارك للصحف المصرية، إلى دار الإذاعة بشارع الشريفين، أتابع بالسماعات، من خلف الزجاج المانع للصوت، تسجيلاتهم مع الإعلامى حمدى الكنيسى، عن بطولات الرجال على خط النار. وكنت معجبا بالكنيسى الذى كان يرتدى أوفرول القتال، ويضع الطبنجة على جانب خصره، وهو لتوه مع زملائه الصحفيين، قادم من ميدان المعركة. وتوثقت علاقتى بالأستاذ الراحل، بعدما ترك رئاسة الإذاعة المصرية، ومعها رئاسة مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتليفزيون، حينما توليت رئاسة تحرير المجلة (٢٠٠٥- ٢٠١١)، وظللنا منذ ذلك الحين على تواصل باللقاء أو عبر الهاتف.
وفى عام حكم المرشد وجدت الكنيسى الذى كان صوتا هادئا فى معركة دحر قوات الاحتلال الإسرائيلى، قلما مدويا بطلقات «حبر من لهب»، فى معركة طرد الاحتلال الإخوانى.
رحم الله الأستاذ حمدى الكنيسى، وأتمنى ونحن نقترب من الذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، أن يلقى التكريم الذى يستحق.