فى الصميم

قمة عنوانها: العراق يستعيد عافيته

جلال عارف
جلال عارف

انعقاد قمة بغداد للتعاون والشراكة فى هذا التوقيت يحمل الكثير من الدلالات المهمة.
>> إنها اشارة لافتة إلى بدء تعافى العراق الشقيق واستعادته لدوره المفتقد فى المنطقة. فرغم كل الصعوبات والتحديات التى ما زال يواجهها العراق فإنه يمضى بخطى ثابتة فى استعادة فاعلية الدولة ووحدتها والتعامل مع الميراث الثقيل لسنوات الاحتلال والحروب الأهلية واستباحة أرض العراق وتحويلها الى ميدان لصراع القوى الخارجية وعصابات التطرف والإرهاب المتاجرة بالدين.
انعقاد القمة يعنى أن الدولة تستعيد عافيتها وأنها قد قطعت شوطا كبيرا فى هذا الطريق، وتريد من الجميع ـ وخاصة دول الجوارـ أن تتفهم أن العراق المستقر الموحد هو وحده القادر على أن يكون جزءا أساسيا فى أمن واستقرار المنطقة كلها.
>> من ناحية أخرى.. فإن الحضور العربى يعنى عودة للمسار الصحيح بعد سنوات تحمل فيها العراق فواتير كل الأخطاء وتحول فيها لساحة صراعات النفوذ التى أرادت له أن يظل بعيدا عن عالمه العربى.. ولا شك أن الخطوات التى تمت لترسيخ التعاون الثلاثى بين العراق والاردن ومصر كانت نقطة حاسمة فى تصحيح الأوضاع، وهو ما ينبغى الحفاظ عليه وتأكيده بالمزيد من التعاون المثمر الذى يركز على البناء ولا يستهدف إلا مصلحة الشعوب.
>> ولاشك أن مشاركة دول الجوار غير العربية «إيران وتركيا» يعنى حرص العراق على أن يؤكد دوره بعيدا عن الاستقطاب، وأمله فى فتح أبواب للحوار لإنهاء العديد من الصراعات بين دول المنطقة التى لابد أنها تدرك الآن حجم المخاطر التى سببها الانسياق وراء أوهام التوسع ومد النفوذ، أو الرهان الآثم على دعم الإرهاب.
وتبقى مشاركة الرئيس الفرنسى تأكيدا على اهتمام عالمى وعلى دور فرنسى أوربى يعرف أن ما يجرى فى المنطقة سيترك آثاره على أوربا سلبا وإيجابيا.
ويظل الأهم فى هذه القمة هو أن نرى العراق الشقيق يستعيد عافيته.