حكايات| طائفة الأميش.. بشر يرفضون التكنولوجيا ونساؤهم محرومات من العبادات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هل تستطيع التنازل عن التكنولوجيا؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة على أذهان أغلب الأشخاص.. كيف تكون الحياة بلا سيارات وهواتف محمولة ورفاهيات التكنولوجية؟.. هذا ما حققته بالفعل طائفة تسمى «الأميش» في بنسلفانيا. 

 

و«الأميش» هي طائفة مسيحيَة تجديدية تتبع للكنيسة المنيونية، ونشأت الطائفة في العصور الوسطى، وهي فترة شهدت بروز حركات إصلاحية مسيحية كثيرة، منها الطائفة التي كانت تعرف حينذاك باسم المسيحيين الجدد التي يعتبر الأميش جزءًا منها.

 

يبلغ عدد الأميش 249 ألف شخص موزعين على 22 منطقة مأهولة في الولايات المتحدة وولاية أونتاريو في كندا، يؤمنون بالانعزال عن العالم الخارجي وعن أي محاولات لدمجهم أو خلطهم بمجتمعات وتعاليم أخرى.

 

اقرأ أيضًا|  بـ151 طعنة.. فتاة تقتل والدتها والسبب «جنون العظمة»

 

وتعيش أقدم جماعة من الأميش في مقاطعة لانكستر، وهي منطقة زراعية نائية استوطنها الأميشيون في أوائل العشرينات من القرن الثامن عشر، ويقدر عدد أفرادها بـ16 ألفا، وكان الكثير من الآميش قد لجأوا إلى تلك المقاطعة هربا من الاضطهاد الديني في أوروبا.

 

 

ويتوزع أفراد طائفة الأميش على عشرات المستوطنات التي تعيش كل منها باستقلالية تامة وفقا لقوانينها الخاصة غير المكتوبة والمعروفة باسم «أوردنانج»، ويتسم أفراد طائفة الأميش بنبذهم للتكنولوجيا وانعزالهم عن العالم.

 

يتحدث معظم الأميش ثلاث لغات: لغة قريبة من الألمانيَّة تسمى «بنسلفانيا داتش» في المنزل، ولغة قريبة أيضا من الألمانية تدعى «هاي جيرمان» في صلواتهم، والإنجليزية في المدارس.

 

 

يتزوج الأميش بين سن 19 و25 عاما، و90٪ من البالغين مُتزوجون، أما الطلاق فهو مقيت ويؤدي إلى الانفصال عن المجتمع؛ كما أن الاختلافات في السكن نادرة أيضا، وتلد المرأة بمعدل 7 أطفال في سن 45، و10 في المائة من العائلات لديها ما لا يقل عن عشرة أطفال، ومع ذلك فقد انخفض حجم العائلات بشكل طفيف في السنوات الأخيرة في بعض المجتمعات.

 

تعتبر تربية الأطفال رخيصة في مُجتمع لا توجد فيه هوايات باهظة الثمن حيث يشارك الأطفال في الأعمال المنزليَّة منذ سن مبكرة.

 

 

يدين مجتمع الأميش استخدام وسائل منع الحمل، ولكن كان هناك تراجُع في المجتمعات الأكثر ليبراليَّة، حيث أن إيقاع حياة الأميش بطيء في كل شيء إنّهم يُقدرون السُلوك المُقيد من الكلام إلى المصافحة.

 

ومن ناحية الملبس فتعتبر فساتين الأميش متواضعة وتقليديَّة، من خلال لباسهم، لا يُعبرون عن تواضعهم فحسب، بل يُعبرون أيضًا عن تكاتفهم والمُساواة المُتبادلة. ويرتدي الأطفال أيضًا ملابس مثل والديهم عندما يكونون صغارًا. غالبًا ما تُصنع الملابس في المنزل، ولكن يتم شراء الملابس الداخلية والسترات الرجالية.

 

 

أما عن طُقوس الأميش تعتبر تقليديَّة ولا تتغيّر: فحفلات الزفاف والتعميد والجنازات تتبع بروتوكول صارم ومعروف. ويحتفل الأميش بأكثر الأعياد الأمريكية شيوعًا مثل عيد الفصح وعيد الميلاد وعيد الشكر ورأس السنة الجديدة، بالإضافة إلى بعض الأعياد السويسريَّة القديمة. ولا يوجد عمل ولا مال يوم الأحد.

 

تُقام خدمات العبادة صباح كل يومين في منزل شخص ما؛ حيث يدخل الرجال والنساء من أبواب مُختلفة ويجلسون على مقاعد مُختلفة، والمرأة ليس لها نصيب من العبادة، لكنها تقوم بإعداد الوجبات. 

 

 

يقام العُرس بعد موسم الحصاد يومي الثلاثاء والخميس من شهر نوفمبر، ووتُقام مراسم مُتواضعة لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة من الخارج في منزل العروس. 

 

وبعد ليلة الزفاف، يعيش الزوجان بعيدًا عن والديهما حتى الربيع، عندما يؤسسان منزلًا مشتركًا، ولا يوجد شهر عسل، لكن الزوجين يقضيان عطلة نهاية الأسبوع معًا بالتناوب مع أقاربهما المختلفين.

 

تعتمد طائفة الأميش بشكل انتقائي على التكنولوجيا الحديثة، حيث إنهم يرفضون التلفزيون تمامًا، لكنهم يسمحون بالكهرباء، كما أن استخدام الهاتف مسموح به ولكن ليس بالملكية.

 

ولا تحتوي المنازل على أجهزة كهربائية، وغالبًا ما يستخدم الغاز للإضاءة والتدفئة. ومع ذلك، توجد أسوار كهربائية على المراعي وأضواء كهربائية على عربة تجرها الخيول. تستخدم المصابيح التي تعمل بالبطاريات كمصابيح قراءة وتستخدم المناشير الجنزيرية.

 

 

العديد من عائلات الأميش تستأجر ثلاجة خارج منازلها، ولايركب الأميش الخيل علي ظهورها، حيث يُحظر أيضًا ركوب السَّيارات وامتلاك الدراجات في بعض المُجتمعات.

 

تمتلك عائلة أميش العادية كلبًا أو اثنين من الكلاب الألمانيَّة و6-8 حصان عمل، ويعتبر الحصان جزءًا مهمًا من هوية أميش وثقافتها وفولكلورها.

 

 

هناك مجموعة متنوعة من العربات التي تجرها الخيول الأميش، وبعض العربات المفتوحة والبعض الآخر العربات المغطاة التي يمكن أن تستوعب جميع أفراد الأسرة. اليوم، يجب أن تحتوي مركبات الخيل على أضواء وعاكسات.

 

تعتبر العربات متواضعة وموحدة من الخارج، ولكن تستخدم أحيانًا مجموعة متنوعة من الملحقات والديكورات داخل العربات. لا يشترط أن يكون لدى الأميش رخصة قيادة أو اختبارات الجدارة على الطريق، والأضرار التي تلحق بك بسبب الخيول يتم تمويلها عمليًا من عائدات السياحة التي يولدها الخطأ للبلديات.

 

يمكن للأميش السفر في السيارات والمواصلات العامة، ولكن ليس على متن الطائرات، لأنه غير ضروري بالنسبة لهم ويتطلب منهم الذهاب إلى مناطق حضرية كبيرة، وكانت قيادة الجرار مثيرة للجدل؛ حيث أنه محظور حاليا، لكن محرك الجرار، على سبيل المثال، يمكن استخدامه كمصدر للطاقة.