زمن «عمر كمال»!

محمد وهدان
محمد وهدان

أهلًا بكم فى قمة الزيف.. عصر اللقطة والسعادة المصنعة والنجاح الوهمى.. حيث المادة هى تمثال الحرية والعدالة.. والقيم والمبادئ قمة التخلف والرجعية، مرحبًا بكم فى هذا العصر الموحش الذى أصبح النشاز فيه طربا، وركوب التريند فهلوة، والفقر عيب؛ والعرى والابتذال قمة الأناقة، هنا بات التحشم والاحترام قمة التخلف.. والمظهر هو عامل الجذب الأوحد..

وأصبح فقدان اللايك والفولورز أكثر ألما من فقدان الضمير والكرامة، إنه بالفعل زمن «عمر كمال»؛ فمطرب المهرجانات افتعل حالة من الجدل، بعد تدوينته عن نتيجة الثانوية العامة عبر حسابه «فيسبوك»، والتى قال فيها: «جبت 90% جبت 70% جبت 40%.. الشاطر اللى يعرف يجيب فلوس فى الآخر»، هذا الشاب الذى يرى الحياة من منظور واحد فقط وهو المال، أكد لطلاب الثانوية العامة أن الدرجات لن تجدى نفعا فى مستقبلهم؛ فى تقليل واضح من أهمية العلم والتعليم؛ لا يا عمر بيه.. النجاح عمره ما كان بالفلوس.. ولا إنك متصدر التريند أو عندك متابعين بالملايين؛ فستظل القيمة والعمل النافع والعلم المثمر لخدمة البشرية أفضل نتاج وسبب سعادة حقيقية وليست سعادة مصطنعه.. تجار السلاح وبائعو المخدرات يحصلون أموالا كثيرة.. هل معنى هذا أنهم قدوة لنا.. ما تقوم به الدولة من تأهيل لصناعة القدوة من أفلام ومسلسلات كالاختيار وهجمة مرتدة والممر وغيرها يضيع فى بوست لك أو تغريدة لحسن شاكوش ولايف لحمو بيكا؛ علينا أن نعلم أولادنا أن المال وسيلة وليست غاية؛ ليفهموا عندما يكبرون قيمة الأشياء، وليس تكلفة الأشياء.

- الخلاصة: «مش مهم فعلا تجيب مجموع كبير.. المهم تتعلم المجال اللى بتحبه وهتنجح فيه.. بعد كده الفلوس تيجى ما تيجيش ده رزق انت فقط عليك السعى.. وتذكر أن الناجح الحقيقى هو الذى يستطيع أن يكسب محبة أهل السماء قبل أهل الأرض».

- عجيب موقع تويتر سمح لعناصر من طالبان بإرسال تويتات عامة عن تقدم الحركة بأفغانستان؛ بينما لايزال رئيس الولايات المتحدة السابق الذى كان لديه مئات الملايين من الناس محظورا وممنوعا من التغريد.. «الدنيا غدارة يابو إيفانكا».