عطر السنين

عندما تغضب الطبيعة

ميرفت شعيب
ميرفت شعيب

غضب الطبيعة يمتد من حرائق كبيرة فى الغابات باليونان وتركيا وأمريكا وتونس تلك الحرائق التى تزيدها الرياح اشتعالا وتصعب السيطرة عليها وتسببت فى تشريد السكان هربا من الاختناق والحريق ..أما الفيضانات فلم تسلم منها البلدان الاوروبية فنزلت كميات كبيرة من السيول على ألمانيا فأغرقت مدنًا كاملة وشاهدنا فى نشرات الأخبار مأساة دولة متقدمة وأجهزتها الحكومية عاجزة عن التصرف وحماية مواطنيها والمنازل والسيارات من الغرق حتى ان مناطق كاملة قد اندثرت تحت المياه ووجهت اتهامات للمستشارة ميركل بالتقصير فى استيعاب تداعيات هذه الكارثة الطبيعية التى تواجهها اوروبا لأول مرة حيث لم يمنع التقدم التكنولوجى المعروف عنهم فى منع الكوارث الطبيعية أو التخفيف من حدتها كما أغرق فيضان نهر النيل مساحات واسعة من جنوب السودان وقد يصل الى العاصمة الخرطوم وأحدث خسائر كبيرة فى القرى التى تأثرت به بالإضافة الى العديد من الدول الاخرى التى ضربتها الحرائق أو السيول أو الفيضانات..إن ثورة الطبيعة أقوى من ان تواجهها دولة واحدة بمفردها مهما كانت متقدمة ولهذا أرسلت مصر طائرتين للمساعدة فى اطفاء الحرائق باليونان فتلك أخلاق مصر وهذا قدرها ان تكون دائما الدولة المعطاءة التى تقف مع الدول الصديقة فى محنتها وكوارثها ..تأتى هذه الكوارث الطبيعية والعالم يلهث وراء الكورونا والمصابين بها الذين تعدوا الملايين  
وملايين الوفيات فى جميع انحاء العالم والرعب يسود القلوب من فيروس صغير غامض لكنه قاتل انهى حياة الابرياء دون رحمة ولازال العلماء يحاولون دراسته لمعرفة تكوينه وتسابقت الشركات العالمية فى ابتكار التطعيمات التى توفر وقاية لفترة غير معروفة لينقسم العالم الى قسمين قسم أخذ التطعيم وقسم لازال منتظرا دوره واستأثرت الدول الكبرى بأكبر كمية من التطعيمات لتضمن لمواطنيها البعد عن الكورونا بينما تعانى الدول الاخرى من نقص التطعيمات فى تقسيم غير انسانى ..وعلى الانسان ان يواجه الكورونا والكوارث الطبيعية معا فهل يتعظ ويعلم أن حياته قصيرة مهما طالت ليعود إلى الله -عز وجل- ويعمل لآخرته