طالبان تسيطر على مدينة «فراح».. وتحذيرات من جرائم حرب محتملة

عائلة أفغانية نازحة من مدينة قندوز بعد اشتباكات بين الجيش وطالبان
عائلة أفغانية نازحة من مدينة قندوز بعد اشتباكات بين الجيش وطالبان

سيطر مقاتلو طالبان على مدينة فراح فى غرب أفغانستان أمس، وفق ما أفادت نائبة محلية ومقاتلو طالبان لوكالة فرانس برس، لتصبح بذلك سابع عاصمة ولاية تسقط منذ يوم الجمعة الماضي، فيما ضيق المقاتلون الخناق على مدينة مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان، تزامنا مع بدء اجتماع بين ممثلين للمجتمع الدولى بينهم المبعوث الأمريكي زلماى خليل زاد، فى الدوحة أمس لصياغة استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور بسرعة فى أفغانستان. 

 

وقالت شهلا أبوبار من مجلس ولاية فراح إن عناصر طالبان دخلوا بعد ظهر أمس مدينة فراح بعد قتال استمر لمدة وجيزة مع قوات الأمن وسيطروا على مكتب حاكم الولاية ومقر الشرطة.

 

أما فيما يتعلق بمدينة مزار الشريف عاصمة ولاية بلخ فقد تضاربت الأنباء، فبينما أعلنت طالبان أن مقاتليها هاجموا مدينة مزار الشريف عاصمة ولاية بلخ، قال سكان ومسئولون إن عناصر الحركة لم تصل إلى المدينة بعد.

 

وتعد مزار الشريف واحدة من الدعائم  التى تستند إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد، وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جداً للسلطات.  وقالت الشرطة فى ولاية بلخ إن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومترا على الأقل منها، متهمة طالبان بأنها تستخدم «الدعاية لترويع السكان».

 

وقال مرويس ستانيكزاى المتحدث باسم وزارة الداخلية فى رسالة إلى وسائل الاعلام إن «العدو يتحرك الآن باتجاه مزار الشريف لكن لحسن الحظ أحزمة الأمان (حول المدينة) قوية وتم صد العدو». 

 

فى غضون ذلك، ذكرت الخارجية الأمريكية أن المبعوث الأمريكى زلماى خليل زاد الذى يحضر مؤتمرا دوليا حول أفغانستان، يحض طالبان على وقف هجومها العسكرى والتفاوض على اتفاق سياسي، على أساس أنه السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية فى أفغانستان. وقالت الخارجية الأمريكية فى بيان «إن الوتيرة المتزايدة للعمل العسكرى لطالبان الذى نتج عنه سقوط إصابات فى صفوف المدنيين فى هذا النزاع المسلح بين الطرفين، والفظائع المزعومة لانتهاكات حقوق الإنسان، يشكلان مصدر قلق بالغ» ، وأكدت أن «التفاوض على حل سلمى هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب».

 

من جانبها، حضت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه  أمس على وقف هجوم حركة طالبان ضد المدن الأفغانية قائلة إن مكتبها تلقى تقارير عن وقوع جرائم حرب محتملة. ودعت باشليه الأطراف المتنازعة إلى وقف القتال وطالبت طالبان بإنهاء العمليات العسكرية فى المدن. وقالت فى بيان «إذا لم تعد جميع الأطراف إلى طاولة الحوار وتتوصل إلى تسوية سلمية، فإن الوضع المتردى أصلاً للعديد من الأفغان سيزداد سوءاً».

 

وأشارت إلى أن سيطرة طالبان على العديد من المدن «زرعت الخوف والرعب» لكنها حذرت من أن انتشار الميليشيات الموالية للحكومة قد يعرض أيضاً المدنيين للخطر.

 

فى تطور آخر، قال وزير الدفاع البريطانى بن والاس إن بلاده حاولت تشكيل تحالف من دول تكتل الناتو للحفاظ على وجود عسكرى فى أفغانستان بعد إعلان واشنطن سحب قواتها من البلاد بحلول نهاية أغطس الجاري، ونقلت صحيفة «ديلى ميل» عن والاس قوله: «حاولت مناقشة هذا الموضوع مع دول الناتو، لكنهم لم يكونوا مهتمين ... سرعان ما أصبح واضحاً أنه بدون الولايات المتحدة كدولة منسقة، صارت هذه الخيارات مستبعدة».