نظرة يا مصر

ثرثرة

عبدالجليل محمد
عبدالجليل محمد

بقلم/ عبدالجليل محمد

محدثكم هنا، «أنا» ذلك الشخص الوحيد، المعزول،  .. أخوض حربا ساكنة، أرجوك، لا تدع خيالك يذهب بك الى ـ تلك ـ والتى يصاحبها أسلحة عابرة للقارات أو حتى صاحبت الأصوات العالية .. لكنها يمكن أن نطلق عليها «حربا من أجل الحياة »  أجلس خلالها على ذلك المقعد الذى غالبا ما يكون لونه، أبيض، .
دعنا ـ عزيزى  من تلك الثرثرة الصماء.

 

الأهم، كان هاتفى المحمول بين أصابعى، الثائرة، لا أعرف سبب ثورتها ولكن غالبا ما قتلها، الملل، ـ كما قتل صاحبها ـ «اقسم لك عزيزى أنى لا أسترسل» ولكن ما أقوله هو مشهد مفزع نعيشه كلانا.


حاولت بيدى اليسرى أبحث بين محتويات هاتفى على، أنشودة، جميلة علها تكون عجالة لصبرى الذى بدأ ينفد.


عدت ـ وأنا جالس ـ فى أسبوع عايشته، بالتمام والكمال، لعل أهم حدث به تلك المائدة التى تناولت من خلالها «المحشى والفراخ ومعها الملوخية التى أحبها أكثر مما أحب نفسى».


وتذكرت معها أيضا أكلة « الحمام » الشهية التى تناولتها فى بلادى بالريف .. وما أدراك ما هو أكل الريف ! خيال آخر ولكنه، واقعى، سنتحدث عنه فيما بعد.

 

أتعرف يا صديقى ! سأبوح لك بسر «مضحك» ..
أثناء جلوسى شعرت بأن جسمى يخرج منه الماء من كل، مسامه، انتابنى فى لحظتها ابتسامة مهزومة وفرحة حزينة فقد ظننت أن الفرج أوشك على المجئ و أن انتظارى أصبح ميتا وهللت فى وجدانى و تحولت الجدران أشبه بفتاة معجبة بقوامها الممشوق وضفائرها البنية.. فهل هذا ظنى الذى أنتظره ـ
ولكن ..! ـ، يا عزيزى، أدركت فى توى أن هذا الماء هو، عرقى، الذى ولد من رحم الانتظار ومعه الجو، الحار والرطب.


أعرف أن الملل بدأ يتسرب الى، وجدانك، وبدأت تشك أنى أهمهم، دون جدوى، وكدت أن تترك كلماتى ولا تكملها .. ـ ولكن ـ أرجوك، انتظر، قد مللت أنت منى فى بضعة دقائق وأنت تقرأ سطورى .. ما بالك يا عزيزى بالذى جلس فى «الحمام» لأكثر من ٣٠ دقيقة فى انتظار القدوم المبارك للمياه ليتطهر بها .