نهار

الطيب العنيد ...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

كل هذا الوجع على رحيل الزميل «محمد أبو ذكري» الكاتب الصحفى بالأخبار، مديرمكتب الإسكندرية،الشاعر والسيناريست ومعد البرامج.
يعرفه الجميع بموداته ومجالسه الطيبة المرحة،سؤاله الدائم عن الزملاء،مد يد العون  وجبر الخواطر..مر أبوذكرى فى حياتنا جميعا «نحن الزملاء» فأخلف ظلا ،وبسمة ممزوجة بالأسي.
لا أعرف متى وكيف أصبح محمد أبو ذكرى صديقا...جلسات طويلة جمعتنا قبل سنوات، حوارات ممتدة تبادلنا فيها الآراء والحكايات والقصائد، والغضب أيضا...محارب عنيد واضح..خاض معارك شرسة عندما كان  عضوا فى الجمعية العمومية للأخبار لدورتين متتاليتين قبل سنوات بعيدة.
‏ منذ أكثر من ١٠ سنوات، لم التق به سافرإلى مكتب الأخبار بالإسكندرية ثم عاد إلى القاهرة..إلى الإسكندرية..إلى القاهرة، ليأتينا خبر موته هذا الأسبوع مفاجئا وصادما .. كان بشوشا ضاحكا دائما..الأدق كان ساخرا «يرن فى ذيل الضحكات بكاء» وحزن وغضب كان غاضبا متأسيا«ربما لم يحقق ما سعى لتحقيقه..ربما تكالبت الهزائم  والمحن» لكنه ظل محاربا لا يلين، لا يتأخر عن حق ولا عن واجب..المدهش أن غضبه لم يثقل به على أحد..فى كثير من الأحيان، كان غضبه يخص الجميع، وكان أساه من أجلنا....كان أبو ذكرى متمردا متناقضا مرتبكا..ربما يميل فى اتجاه اليسار، لكنه يربى لحيته، ويقيم على قطعة الأرض التى ورثها عن أبيه مسجدا..ويصبح درويشا!!.
كتب صديقه الزميل د. محمود عطية «كان طائرا حزينا رغم تظاهره بالمرح، تمكن من الاختفاء وراء الضحكة.. وراء الكلمة العصية على الوصف..غصة فى قلبه لم تلن، حلقت به بعيدا».
رحل محمد أبو ذكرى تاركا سيرته... سيرة رجل طيب وعنيد....إنسانيته كانت موهبته وحضوره.