بالعقل

العقلاء يمتنعون!

شوقى حامد
شوقى حامد

تصورت أن تتفاوت درجات التعقل وتتباين مستويات التوازن الانفعالى وتتعاظم المسئولية الوطنية وتخفت النعرات الفئوية واللونية بين القيادات القطبية درءًا للفتن ودحضا للتحرش وحفاظًا على الاستقرار والسلام الاجتماعيين.. لكن خاب ظنى بعد انجراف الغالبية خلف الصغار وتهافتنا على المصالح الانتخابية واستقطابا للأصوات الجماهيرية وانحيازا للمتربصين والمتحيزين الذين يهوون الهياج ويرغبون فى الصدام والصراع ويتغافلون عن المصالح الوطنية.. ولعلى أتعجب من هذا السخف وذاك الخرف الذى نتابعه فى ساحاتنا الرياضية الخربة التى باتت تخلو من العقلاء وتزخر بالبلهاء وتعج بالهوجاء والرهماء نتابع نحن معهم ومنهم بيانات خرفاء وتصرفات رعناء وشعارات جوفاء.. ولا نجد بينهم من يتفرد بالرغبة فى لم الشمل ونبذ الفرقة ورأب الصدع.. بل الكل يهرول وراء بعض الصغار الذين يسعون للصيد فى الماء العكر بلوغاً لمكتسبات مادية وأضواء إعلامية ونسبة من الشهرة والسيط الزائفة.. أليس بينكم رجل رشيد يحاول أن يوقف تلك المهزلة ويبطل هذا التصعيد الذى يظهر الجميع وهم يشمرون عن سواعدهم ويجهزون أسلحتهم ومعداتهم للصراع والاقتتال وكأننا فى ميدان حرب وليس مضماراً تنافسياً.. ويا حسرتنا على ساحتنا القفراء التى ابتعد عنها العقلاء حتى لا ينالهم نصيب من الشظايا المتطايرة.. وطالما أن العقلاء يبتعدون.. فقل على ساحتنا السلام.. وعليه العوض.
>> تذكرت ما قاله لى دكتور حسن مصطفى حينما كان يؤسس اليد المصرية لتقتحم الآفاق العالمية وأنا أشاهد الفوز الإعجازى على المنتخب الألمانى.. قال إن عدد اللاعبين المقيدين عندنا يساوى عدد الأندية الألمانية المتخصصة فى اليد.. حقا إنه إعجاز..