حوار| «مميش»: الرئيس السيسي صاحب فكرة اكتتاب شهادات قناة السويس الجديدة

الفريق مهاب مميش خلال حواره مع «الأخبار»
الفريق مهاب مميش خلال حواره مع «الأخبار»

مميش: أخفيت فكرة إنشاء قناة السويس الجديدة عن الإخوان لحديثهم عن بيعها لقطر

مميش: السيسي قال لي أنا منمتش من ساعة ما عرضت فكرة القناة الجديدة عليا

مميش: الرئيس أمر بتنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة في سنة واحدة بدلا من 3 سنوات

مهاب مميش: قناة السويس المصدر الأول للعملة الصعبة

مميش: قناة السويس الجديدة خفضت زمن الإبحار 50%

 

 

 

«التواضع والثقة في النفس في أبهى صورهما».. كان هذا عنوان لقائنا مع الفريق مهاب مميش مستشار رئيس الجمهورية لشئون هيئة قناة السويس والموانئ،  فالرجل عندما تتحدث إليه تشعر وكأنك بصدد محاضرة علمية فى شئون قناة السويس وعالم البحار والموانئ ولم لا؟، والرجل كان  قائدا للقوات البحرية ورئيس هيئة قناة السويس فى يوم ما.

 

 استعدنا مع الفريق مهاب مميش ذكريات حفر قناة السويس الجديدة في حوارنا بمناسبة مرور 6 أعوام على افتتاح القناة الجديدة وصال بنا الرجل وجال فى تصريحات كشف عنها النقاب لأول مرة فيما يخص القناة وفكرة إنشائها وفكرة اكتتاب الشهادات الخاصة بها، وتحدث عن رأيه فى القنوات البديلة لقناة السويس وكيف أنها لا تمثل أي تنافسية معنا.

 

كما تحدث عن الموانئ وكبارى قناة السويس وكيف أن قناة السويس الجديدة تمثل شريان حياة جديدا لأهالينا فى سيناء كما تحدث عن رأيه فى أزمة السفينة الجانحة إيفرجيفن وكيف أدارت مصر باحترافية شديدة تلك الأزمة وكيف استفادت منها على المستوى الدولى.

 وإلى نص الحوار:

أ

- فى البداية.. كيف جاءت فكرة إنشاء القناة الجديدة؟


فكرة إنشاء قناة السويس الجديدة جاءت بسبب جنوح إحدى السفن بالمجرى الرئيسى لقناة السويس، وذلك بعد قيامى بتولي رئاسة الهيئة بثلاثة أيام فقط، وجنوح سفينة واحدة بالمجرى الملاحى يعطل باقى حركة السفن، مما يؤثر سلبا على وضع القناة كممر آمن، لذلك كانت هناك ضرورة لوجود قناة جديدة موازية للقناة الأصلية ورفع كفاءتها فى التعامل مع حالات الطوارئ.

 

- لماذا أخفيت فكرة إنشاء القناة الجديدة في زمن الإخوان رغم شغلك منصب رئيس هيئة قناة السويس في عهد مرسي؟


شغلت منصب رئيس هيئة قناة السويس في وقت تولى الرئيس المعزول محمد مرسي، ونتيجه لإعلان جهات رسمية وقتها عن قانون خاص بفصل منطقة القناة عن باقى الجمهورية والحديث عن بيع القناة لقطر، فقد قررت الاحتفاظ بالفكرة، آملا أن أحققها فى يوم ما.

 

- ما هو رد فعل الرئيس السيسي عندما عرضت عليه فكرة إنشاء القناة الجديدة؟

طلبت مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالفعل تقابلت معه وذهبت إلى لقائه في فندق الماسة وعرضت عليه فكرة ازدواج القناة من خلال إنشاء قناة موازية جديدة واستمع إلى الأمر ولم يعقب وقال سندرس الأمر، وخرجت من عند سيادة الرئيس والحزن يسيطر على بسبب عدم تجاوب الرئيس للفكرة ومناقشته لى وفوجئت فى صباح اليوم التالي وكانت الساعة السادسة صباحا بتليفون من رئاسة الجمهورية يخبرنى بأن الرئيس السيسى سيتحدث معى الآن وهو ما تم بالفعل، حيث قال لي الرئيس بالحرف «أنت نمت إزاى.. أنا منمتش من ساعة ما عرضت فكرة القناة الجديدة عليا»، الأمر الذى جعلنى أشعر بالفخر الشديد وطلب الرئيس منى تقديم كافة الدراسات الخاصة بهذا الموضوع إليه، وتم تحديد مجموعة عمل من مديرى هيئة القناة ورؤساء الأقسام وعدد من شباب إدارة التخطيط والبحوث لمناقشة الفكرة والاستماع إلى كل الآراء المتخصصة ودراسة المشروع من جميع الجوانب والتكاليف والنتائج، وإذا بسيادته يطلب منى تنفيذ المشروع الجديد فى سنة واحدة بدلا من 3 سنوات.

 

- لماذا تفوقت القناة الجديدة على أفكار القنوات البديلة الأخرى؟


تلك المرحلة شهدت الإعلان بقوة عن القنوات البديلة على مستوى العالم، وعلى رأسها القناة الإسرائيلية التى تربط إيلات على البحر الأحمر بميناء أشدود على البحر المتوسط، بطول 320 كيلومترا، وقد ألغت إسرائيل مشروعها لارتفاع تكاليفه مما يجعل من المستحيل تحقيق عائد مناسب، كما أنه ضعف طول قناة السويس ويزيد من زمن عبور السفن وتكاليف عبورها مقارنة بتقليص زمن رحلة العبور بقناة السويس من 18 إلى 11 ساعة، وكان أيضا من أهم الطرق المنافسة التى ظهرت بقوة خلال دراسة مشروع المجرى الجديد هو «ممر بحر الشمال» وعبور السفن باستخدام كسارات الثلج، مع عبور نحو 46 سفينة فى السنة، وذلك مقارنة بقناة السويس يمثل متوسط عبور يوم واحد فقط، مما زاد ثقة الهيئة فى بدء المشروع، ويمكن القول إن المجرى الجديد قضى على تنافسية الممرات الملاحية لتوفير زمن الرحلة ولأنه الأكثر أمانا، وبالنسبة للممر الإيرانى لا يمثل أى منافسة مع قناة السويس، خاصة أن عمليات الشحن والتفريغ مكلفة جدا وتستغرق وقتا أطول، بينما النقل البحرى يوفر الوقت وينقل حمولات كبيرة من البضائع مقارنة بنقلها بالسكك الحديدية أو براً. لذا يمكن القول أن نقل حمولة واحدة تعبر قناة السويس يتطلب المئات من القطارات والشاحنات فى الطرق البديلة.

 

- لماذا قلت في تصريح لك إن ميناء جوادر الباكستاني فرصة واعدة قادمة لحركة التجارة المارة بقناة السويس؟


ميناء «جوادر» الباكستانى سيربط التجارة خاصة بين جنوب وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، بجانب أنه محطة رئيسية ضمن مشروع الحزام والطريق مما سيدفع عبور التجارة نحو قناة السويس.

 

- لماذا يتم تطوير وتحسين أداء قناة السويس كل فترة من الزمن؟


تحسين المجرى الملاحى وتطويره يعد هدفا رئيسيا باعتبار القناة المصدر الأول للعملة الصعبة، وهذا ما ورثناه عن رؤساء الهيئة السابقين، وعندما تسلمت القناة كان عمقها 16 مترًا وكان لابد من تعميق المجرى الرئيسى إلى 24 مترًا ليتناسب مع الأجيال الجديدة للسفن.

وقناة السويس لا تعيش منفردة عن العالم لذلك يتم تطويرها وتحسينها بشكل مستمر لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للنقل البحرى العالمى وعلى الأخص فى مجال نقل الحاويات الذى تتزايد أهميته باستمرار.


- من أين جاءت فكرة اكتتاب شهادات قناة السويس الجديدة؟

فكرة الاكتتاب من خلال الشهادات ومشاركة المصريين فى ذلك المشروع هي فكرة الرئيس السيسى، وتم جمع 65 مليار جنيه، وبعد تصفية المبالغ وصلت إلى 60 مليار جنيه نتيجه لظروف متعلقة بالمواطنين بالخارج فى ظل ترويج شديد للشائعات من قبل الإخوان بضياع أموال الشعب. وتم سداد كوبونات الفوائد كل 3 أشهر لحائزى الشهادات حتى استرداد قيمتها فى سبتمير من 2019، وهو موعد استحقاقها.

 

- كيف رأيت أزمة سفينة إيفرجيفن الجانحة وتعامل مصر مع الأزمة؟
 

تعويم سفينة إيفر جيفن بكفاءة واحترافية وبدون خسائر معجزة تحسب لقناة السويس وقناة السويس الجديدة ساهمت فى تخفيض زمن الإبحار بنسبة 50%.

كما أن الملاحة العالمية لديها لائحة أسعار وتم الاستعانة بها فى المفاوضات مع مالك سفينة إيفر جيفن، وما حصلت مصر عليه معنويًا وسمعة حول العالم أهم من الأموال التى سنحصل عليها من أزمة السفينة إيفر جيفن.