العلاج بالحجامة يعاود الجدل من جديد.. مشاهير المصريين والعالم يعتمدونه بديلا للطب

العلاج بالحجامة
العلاج بالحجامة

خطفت البقع الحمراء الدائرية على ظهور الرياضيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو2020، أنظار الجماهير من جديد، فمجال الطب البديل موسوعة كبيرة تجعلك تتوه في أبوابها، وبالرغم من تقدم الطب والتكنولوجيا يظهر العديد من البدائل الطبيعية، أو اللجوء إلى ممارسات العلاج الطبيعية في الماضي، مثلما طرأ  العلاج بالحجامة على الساحة كالحجامة مرة أخرى. 

يقول الكيميائي محمد السيد صاحب أحد مراكز الحجامة إن الطب رغم تطوره قد يكون له أضرار جانبية أخرى على جسم الإنسان بسبب التأثير الجانبي للأدوية والعقاقير على أعضاء الجسم، بينما يختلف الحال في الحجامة والتي تعد أحد أنواع الطب البديل الذي لا يسبب أي أعراض جانبية أخرى. 

موضحاً إن الارتفاع الضخم في أسعار الأدوية وأسعار كشف الأطباء في ظل ارتفاع أسعار المعيشة جعلت الناس تنفر منهم ومن التكاليف المبالغ بها، فلا تستطيع الأسرة الذهاب إلي الدكتور والمتابعة معه  بشكل دوري، لذلك كان الطب البديل و الحجامة هو الحل الذي يلجؤون إليه لمعالجة مئات الأمراض وتحقيق نسب عالية في الشفاء.

 

وأضاف السيد أن أسعار جلسة الحجامة تتراوح مابين 200 إلى 500 جنيه وتختلف باختلاف عدد الكؤوس الموجودة على جسم الإنسان وباختلاف المنطقة فتزداد الأسعار في المناطق الراقية عن المناطق الشعبية.

وتابع، أن الحجامة لها العديد من الأنواع قد تصل إلي 40 نوع  مثل الحجامة الجافة التي تستخدم لمرضى السكر، وتتم بكؤوس الهواء وليس بها أي تشريط لإخراج الدم، والحجامة المنزلقة وتستخدم للتخسيس وتدليك، ففى كثير من الأحيان تتعرض عضلات الجسم إلى التيبس والشد، وعندها تحتاج إلى تدليك موضعي حتى تعود إلى طبيعتها بالإضافة إلى الحجامة الدموية لخروج الدم الفاسد عن طريق عمل خدوش بسيطة واستخراج الدم، حيث يتم استخدام كل نوع لعلاج مرض معين.

ويقول عبدالله حسين صاحب إحدى المراكز متخصص في الحجامة بمدينة نصر إلى اعتماد الحجامة على التشخيص الطبي للمريض والأشعة التي يقوم بها قبل اللجوء إلى عمل الحجامة، ووفق ذلك يتم تحديد مواضع المرض ومن ثم بداية رحلة العلاج عن طريق الأدوات كالكوز والشفاط على مواضع المرض والتي تسمى "خرائط علاجية"، مضيفا أن الحجامة ماهو إلا استكمال لدور الطبيب فهي كانت تدرس في مناهج الطب قديماً، فعندما يكون هناك خلفية طبية للحجامين تساعدهم بشكل كبير في طرق إتقان العلاج بالحجامة.

وينوه عبد الله، أن الحجامة تعني الشفط ويطلق عليها في الأوساط الشعبية «كابة» وفي الغرب تسمى"Cupping" وهي تعمل على شفط الدم الملوث من الجسم عن طريق خطوط الطاقة فى جسم الإنسان كالإبر الصينية، ولكنها تعطى نتائج أفضل بكثير كما تعمل على الأوعية الدموية وتنشيط خلايا المخ، وتنشط العمليات الحيوية فى طبقات الأنسجة تحت الجلد وبين العضلات.

مشيراً إلى مرجعها الديني حيث تكلم عنها الرسول في الإسلام "إِذَا هَاجَ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَلْيَحْتَجِمْ" كما تكلم عن فائدة عسل النحل وتم اكتشاف فوائده العديدة بعد التطور الطبي، فهي تعمل عن طريق الإخراج وعدم إدخال أي مواد كيميائية إلي الجسم وهذا ما يجعلها ليس لها أي أضرار جانبية، مشيرا إلي وجودها في لندن واندونيسيا وبعض الدول الغير عربية أو الغير إسلامية، ويتم ممارستها تحت قانون وبطريقة مقننة، على عكس الهجوم التي تواجهه في مصر.

ويوضح أن الأدوات الطبية المستخدمة في الحجامة يتم استخدامها لمرة واحدة فقط لأن التعامل يكون مع الدم مباشرة، وهذا قد يسبب كارثة إذا لم يتم التخلص منها بشكل سليم، حيث يتم التعاقد مع إحدى المستشفيات القريبة من مراكز الحجامة وجمع النفايات في أكياس الطبية المخصصة كـ" Safety box" وحرقها حتى يكون التخلص أمن. 

"أحنا بنشتغل من غير تقنين " هكذا وصف صاحب إحدى مراكز الحجامة وضع المهنة، موضحاً إلى عدم إعتراف نقابة الأطباء أو وزارة الصحة بها، وهذا ما يجعلها عرضة للنصابين حتى أصبحت مهنة لا مهنة له، والبعض الآخر الذي يعمل بها له علاقة بالطب كالتمريض أو كيميائي أو أخصائي بالإضافة إلي هناك من يأخذ دورات تدريبية كيفية الممارسة وأساسياتها لكي يتم تأهيله لمعرفة العلاج بالحجامة وقد لجأ البعض إلي بعض الحيل كمركز للمساج أو الچيم أو مراكز تجميل لممارسة الحجامة تحت شعارها.

ويرجع تاريخ الحجامة إلى العصور القديمة في الصين قبل نحو 3000 عام، كما كانت تستخدم من جانب المسلمين قبل أكثر من 1400 عام، ولم يعد استخدامها مقتصراً على منطقة الشرق الأوسط فقط أو مصر، بل لجأ إليها عدد من المشاهير العالميين بالرغم من عدم وجود أثبات علمي حاسم للعلاج بالحجامة، مثل الممثلة الأمريكية جينيفر آنستون، خضعت إلى جلسة حجامة في عام 2013،  بالأضافة إلى الممثلة الأمريكية، جوينيث بالترو، وعارضة الأزياء الأمريكية، فيكتوريا عام 2017، وشارك الممثل الأمريكي وبطل المصارعة دوين جونسون، المعروف بـ"ذا روك"، صورةً له على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر آثاراً للعلاج بالحجامة الذي تعرض له مؤخراً.

وفي فتوى للدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن حكم الحجامة في الشريعة الإسلام، يقول أن الحجامة من الأمور التي أجازها الشرع، ووقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينكرها، بل إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم احتجم، وتُسمى الفصد، وهي نوع من أنواع العلاج الذي كان مستعملًا إلى عهد قريب. ونصحت دار الإفتاء  في منشور لها مؤخراً عن اللجوء إلى الأطباء الثقات، وأخذ رأيهم والالتزام بمشورتهم قبل عمل الحجامة.