تاج

«بيزوس» وطلعة الساحل!

محمد وهدان
محمد وهدان

فى الوقت الذى عاد فيه  الملياردير الأمريكى «جيف بيزوس» إلى الأرض، بعد أن حقق حلمه فى السفر إلى الفضاء؛ كنت فى طريقى مع الأصحاب إلى الساحل الشمالى لقضاء يومين فى منطقة مارينا؛ الطريق كان عالميا حتى وصلت إلى زحام البوابات، ملايين من البشر جاءوا من كل حدب وصوب من أجل نفس السبب «الراحة والتقاط الأنفاس»؛ مرت ساعة كاملة وأنا لم أتحرك من مكانى شبرا؛ فأمسكت بهاتفى لأجده يعطينى إشعارا بمشاهدة فيديو هبوط «كبسولة بيزوس» إلى الأرض؛  شاهدته أنا والملايين عبر منصات السوشيال ميديا المختلفة، وبعد أن أمضى «بيزوس» دقائق معدودة على ارتفاع 107 كيلومترات؛ وصل إلى حافة الفضاء، وبدأت بعدها رحلة العودة لتهبط الكبسولة بسلاسة فى صحراء تكساس بعد رحلة استغرقت حوالى 11 دقيقة فى خطوة على طريق السياحة الفضائية، نعم 11 دقيقة فقط كانت كافية لقطع آلاف الكيلومترات من الفضاء وحتى الأرض؛ أما أنا فلازلت أقبع فى مكانى وشعرت بحالة انعدام وزن مثلما شعر بها الملياردير الشهير، وبينما هو يطالع تضاريس الأرض كنت أنا أتابع تضاريس السماء، وسمعت وكأن «بيزوس» ينظر إلىّ من الفضاء بنظرة سخرية ويقول لى: «مش كنت طلعت معايا وسبتك من طلعة الساحل»؛ زحام خانق ومرور مرتبك يحتاج إلى تنظيم؛ نعم كنت أتمنى مجاورة «بيزوس» فى رحلته ولكن سعر التذكرة الواحدة فى هذه الرحلة يصل لنحو 4 ملايين دولار.. و»العين بصيرة والإيد قصيرة» فاكتفيت بمشاهدة فيديوهات «بيزوس» واستسلمت لزحام «طلعة الساحل» ومناكفة الأصحاب.. وفى النهاية أتحدى «بيزوس» أن يصل للشاليه حتى ولو بمركبة فضائية.

- السوشيال ميديا هى الراعى الرسمى «للحسد ومد العين» وهى السبب الرئيسى فى تغيير القيم والعادات بعد ما أدخلتنا فى سلسلة من المقارنات المستمرة والخاسرة؛ ناقمين على حياتنا ولا نرضى إلا بالكثير؛ فقد صدق رب العزة حين قال فى كتابه العزيز: «ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى».