مع إحترامي

محلاها عيشة الفلاح

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

آن لقاطنى ريف مصر أن يهنأون ولا يمتعضون ولا يمصمصون الشفاه من رائعة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب «محلاها عيشة الفلاح» والتى ظهرت عام 1939 وأثارت ولاتزال تثير الكثير من الجدل كلما أذيعت فى أوساط أهل الريف.

وتجاوز الجدل حول تلك الأغنية أوساط الريف لتنتقد السيدة أم كلثوم سيدة الغناء العربى الموسيقار بقولها «وايش عرف عبد الوهاب بالريف» حيث كانت أم كلثوم منذ صغرها تجوب الأرياف مع والدها المنشد الشيخ إبراهيم.

آن لعبد الوهاب أن يفخر وآن لملك الشعر العامى بيرم التونسى مؤلف الأغنية أن يقول «ها أنا هنا فى كل زمان هقول وأعيد محلاها عيشة الفلاح».
أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسى- بتدشينه قبل أيام الجمهورية الجديدة بمشروع القرن من خلال مبادرة تطوير الريف المصرى التى تتجاوز تكلفتها 700 مليار جنيه وتستهدف تحسين جودة حياة 60 مليون مواطن- البسمة لكل ساكنى ريف مصر وكل أهل مصر الذين ينتمون فى معظمهم لريف مصر الأصيل فى بحرى والصعيد.

ذلك المشروع التنموى المتكامل والأضخم فى تاريخ مصر على الإطلاق يستحق بجدارة أن يسجل فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية وعلى الجهات المختصة السعى لهذا الهدف الذى يوثق لأحد أكبر الإنجازات الكبيرة التى حققتها مصر فى عصر السيسى مؤسس الجمهورية الجديدة والتى شهد لها العالم بأسره من أقصاه لأدناه.

بعيدا عن الهرى وأحاديث المشككين يعد المشروع نقلة نوعية حقيقية لأهالينا فى الريف الذين يستحقون الكثير والكثير فلم يعد هناك فرق فى الجمهورية الجديدة بين سكان الريف والحضر فى عهد لا يؤمن قائده سوى بالعمل والعمل ثم العمل.

لست بصدد الحديث عن مكونات ذلك المشروع الضخم الكبير غير المسبوق لكن يكفينى أهدافه الاستراتيجية المتمثلة فى تحسين المعيشة والاستثمار فى البشر من خلال الحماية والرعاية الاجتماعية وتحسين مستوى خدمات البنية الأساسية والعمرانية، صرف صحى، مياه شرب، رصف طرق، وتحسين جودة خدمات التنمية البشرية، التعليم، الصحة، الخدمات الرياضية والثقافية، فضلا عن التنمية الاقتصادية والتشغيل المتمثلة فى قروض للمشروعات الصغيرة وتدريب مهني.

نريد ريفا جميلا كما كان.. نمشى فيه على امتداد البصر على «الجسر والزراعية وشط الترعة».. نريده مليئا بالخضرة والمياه.. نريده منتجا لاحتياجاته بل موردا لاحتياجات أهل الحضر كما كان فى سابق عهده.. نريده منتجا للفكر والإبداع فكم أنجب ريف مصر علماء وأدباء ومبدعين فى جميع المجالات.. نريد ريفا نموذجيا جاذبا لزيارات أهل الحضر المبهورين بما فيه من خيرات وجو صاف خال من التلوث والدخان.. فكم كنت أستغرب وأنا صغير فى قريتنا الصغيرة التى كانت تزخر بالغرباء فى المناسبات لأفاجأ أنهم ليسوا غرباء بل هم أهل الريف الذين هجروا للحضر ويحنون للريف الجميل حبا فى الأهل والمكان.

المشروع الإعجاز لتطوير ريف مصر يغطى 4500 قرية وتوابعها من عزب وكفور ونجوع ومع استكماله بمشيئة الله تعالى وإرادة القيادة الرشيدة الحازمة سيعود ريفنا الجميل جميلا كما كان مليئا بالخيرات والأهم النفوس الطيبة الراضية المحبة للوطن والجيش والقيادة.. حفظ الله مصر وأهلها وجيشها وشرطتها وقيادتها من كل سوء.
ننتظر الدعوة

يا رب بحق تلك الأيام المباركة احفظ بلدنا وسدد خطانا لما فيه خيرنا وخير أمتنا العربية والعالم الإسلامى.. يا رب اغفر ذنوبنا وارفع درجاتنا واشملنا بمغفرتك ورحمتك.. واجعلنا من زوار بيتك الحرام بعد أن تنعم علينا بزوال جائحة الكورونا التى آلمت العالم أجمع.. اللهم اجعلنا من الفائزين العائدين.
لا أجد ختاما لمقالى سوى كلمات للعظيم بيرم التونسى فى رائعة: القلب يعشق كل جميل: كنت ابتعد عنه وكان يناديني.. ويقول مسيرك يوم تخضع لى وتجينى .. طاوعنى يا عبدى طاوعنى أنا وحدى ..ما لك حبيب غيرى قبلى ولا بعدى..