قلم «البنداري» يغازل موسيقار الأجيال!

جريدة « الأخبار» بريشة «مصطفى حسين» -  جليل البندارى - عبدالوهاب بريشة صاروخان
جريدة « الأخبار» بريشة «مصطفى حسين» - جليل البندارى - عبدالوهاب بريشة صاروخان

عرف عن قلم الكاتب الراحل الكبير جليل البندارى أنه قلم موجع .. سليط اللسان .. جرئ جدا .. مثير للمشاكل مع النجوم فى عموده الذى كان يكتبه بعنوان «أنا والنجوم» .. ولم يسلم جليل البندارى من الدعوى القضائية التى كانت تلاحقه فى المحاكم بسبب ذلك ، لكننا نقدم له مقالا قصيرا يغازل فيه موسيقار الأجيال على غير المعتاد عندما يقول:   


أصبحت أخاف على محمد عبد الوهاب من الهواء ! 


فعبد الوهاب يسرى فى دمى كما يسرى فى دمك . 


ويسرى فى دم أبنائى وأبنائك . 


أننا لا نستطيع أن نستغنى عن الماء والهواء والشمس وعبد الوهاب وأم كلثوم ! 


ولقد كنت أتابع لحظات مرضه دقيقة بدقيقة . 


ولم أحاول ان أطلبه بالتليفون لأنه لم يكن يستطيع الرد على التليفون . 


وكنت قد تلقيت منه خطابا من النمسا ، ولم يبعث إلى بعنوانه لأرد عليه . 


ومحمد عبد الوهاب يكتب بنفس الاسلوب الشائق الذى يتحدث به . 


لغته العربية سليمة . 


وهزاره خفيف على القلب ورأسه مليء بالنغم  


وهو لا يتناول من الطعام سوى النغم ، ولا يفكر أو يشغل باله بشيء سوى النغم ! 


وهو طباخ وسفرجى نغم لا نظير له فى العالم العربى .. وربما فى العالم كله . 


وألحان محمد عبد الوهاب تهضمها معدتنا بسرعة . 


وهو كمطرب استطاع أن ينفرد بالمجد وحده . 


ولو كنت من عشاق أصوات الرجال لكان محمد عبد الوهاب هو مطربى الأول .... والأخير أيضا . 


جليل البندارى 
« الأخبار « - 9 أكتوبر 1966