عاجل

كنوز | «اليزابيث» المتيمة بمصر القديمة أول ملكة تتفقد مقبرة «توت عنخ آمون»

الملكة اليزابيث فى وادى الملوك أثناء زيارتها لمقبرة توت عنخ آمون  - هوارد كارتر مكتشف المقبرة
الملكة اليزابيث فى وادى الملوك أثناء زيارتها لمقبرة توت عنخ آمون - هوارد كارتر مكتشف المقبرة

علمت الملكة اليزابيث ملكة بلجيكا بخبر اكتشاف «هاورد كارتر» لمقبرة الفرعون الذهبى توت عنخ آمون عام 1922 أثناء زيارتها لمعرض للآثار المصرية اقيم فى بروكسل احتفالا بالذكرى المئوية لفك « شامبليون» لرموز حجر رشيد.

ولأن الملكة متيمة بكل ما يمت لحضارة مصر القديمة ، قررت أن تأتى لمصر لزيارة المقبرة الملكية التى ظلت مغلقة لأكثر من ثلاثة الالآف عام وتكون شاهدة على أهم كشف أثرى تاريخى على الإطلاق، ملكة بلجيكا الشابة كانت واسعة الاطلاع ، ودائما ما تؤكد انها تعشق تاريخ وحضارة مصر القديمة ، ولهذا كتبت إلى  اللورد «كارنفون» الارستقراطى البريطانى الذى قام بتمويل رحلات البحث وبعثات استكشاف مقبرة «توت عنخ آمون» فى وادى الملوك بطيبة تخبره برغبتها الشديدة بأن تكون ضمن أول من يقومون بزيارة مقبرة الفرعون الذهبى ، فرحب برغبتها واخبر « هوارد كارتر « بهذه الرغبة الملكية.

وفى ذات الوقت أرسلت الملكة إليزابيث برسالة إلى جلالة الملك فؤاد الأول تخبره برغبتها فى زيارة مصر وزيارة مقبرة  توت عنخ آمون المكتشفة تحديدا، ورحب الملك فؤاد بطلبها وأمربتجهيز كل ما يتطلبه استقبالها من حفاوة وترحاب وتيسير كل ما تطلبه فور وصولها لمصر فأصبحت أول ملكة أجنبية يسمح لها بزيارة الكشف الأثرى الأهم فى التاريخ ، وتقول ملكة بلجيكا ان ارتباطها بالحضارة المصرية القديمة تشكل قصة حب عميقة وبليغة ، بعد أن زارت مصر لأول مرة عام 1911 فى بداية زواجها فى رحلة استغرقت شهرين ، وقبل ان تأتى لزيارة مقبرة « توت عنخ آمون « طلبت من خبير المصريات القديمة « جان كابارت « ان يرافقها فى تلك الزيارة التى ستصحب فيها ابنها الأكبر ليوبولد ، وعندما علم « هوارد كارتر» برغبة الملكة اليزابيث قال ان  زيارة ملكة بلجيكا شرف حقيقى ، وبعث إليها بأنها ستكون أول رأس متوج يدخل حجرة الدفن الأكثر سرية فى المقبرة . 

غادرت الملكة إليزابيث وابنها ليوبولد بروكسل فى 9 فبراير 1923 بالقطار إلى إيطاليا ، واستقلت من «جنوة» سفينة فاخرة وصلت بها إلى الإسكندرية ، واستقلت القطارً الذى خصصه الملك فؤاد لها ، وسافرت من القاهرة إلى الأقصر التى وصلتها فى 16 فبراير 1923 ، وأقامت فى فندق وينتر بالاس المطل على النيل وكان الفندق يعج بالصحفيين وعلماء الآثار، وفى 18 فبراير انتقلت بالسيارة إلى وادى الملوك عبر طرق متعرجة فى الجبال ، وكانت ترتدى فستاناً من الحرير الكريمى بتطريز وردى ، كان فى استقبالها « هوارد كارتر « مكتشف المقبرة ومندوب عن الملك فؤاد..

نزلت إليزابيث إلى حجرة الدفن، وتملكها الذهول عندما شاهدت صندوق مفتوح تستقر فيه مروحة سليمة ، مصنوعة من ريش النعام مربوطة بمقبض مفصلى من العاج المنحوت فقالت وهى فى ذهول : «  إنه أمر رائع حقًا! «، واطلعها « هوارد كارتر « على الغرفة التى تضم ضريح توت عنخ أمون، فشاهدت على جدران الغرفة رسوم رائعة تحكى على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات ، وروى لها كيف توصل إلى مومياء الفرعون الصغير كاملة المحتويات ،  والصندوق الخشبى المطعم  بنقوش مطعمة بالذهب فى وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق لاحظ أن الصندوق كان يغطى صندوقاً ثانياً مزخرفاً بنقوش مطعمة بالذهب، وعندما رفع الصندوق الثانى لاحظ أنه يغطى صندوقاً ثالثاً مطعماً بالذهب ، وعند رفع الصندوق الثالث وصل إلى التابوت الحجرى الذى كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون، وعند رفعه وصل إلى التابوت الذهبى الرئيسى الذى كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون ، وبهذا كانت ملكة بلجيكا أول شخصية ملكية أجنبية تهبط إلى مقبرة الفرعون الذهبى توت عنخ آمون مما زاد من عشقها وحبها وفتنتها بحضارة مصر القديمة . 

 

«المصور» -  فبراير 1923