عاجل

الطوابير تتحدى الطقس الحار.. معرض الكتاب في «الفرن»

معرض الكتاب فى «الفرن»
معرض الكتاب فى «الفرن»

كتب : حسن حافظ

انطلقت الدورة الـ 52 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب تحت شعار «فى القراءة حياة»، وسط حفاوة من جماهير المكتوب واستعدادات من وزارة الثقافة والجهات المعنية، فبدا العرس الثقافى الأكبر فى مصر، فى أبهى حلة، ورغم ارتفاع درجة الحرارة التى أثرت فى نسب الحضور خلال الأسبوع الأول من المعرض المستمر حتى منتصف الشهر الجاري، تظل الرسالة التى وصلت للجميع أنه بالإرادة وتكاتف الجهود يتم الانتصار على شبح الخوف من فيروس كورونا، فجاء انعقاد الدورة الحالية فى حد ذاته انتصاراً كبيراً ورسالة للجميع بأن مصر تستطيع.

مشهد الطوابير الطويلة أمام مركز مصر للمعارض الدولية، كان أحد المشاهد الأثيرة الملازمة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دوراته السابقة، تكرر هذا العام لكن بنسبة أقل، فقد شهدت أروقة قاعات المعرض تواجدا جماهيريا أقل، وهو أمر متوقع مع ارتفاع درجات الحرارة التى وصلت إلى 40 درجة مئوية، واستمرار امتحانات الجامعات التى انتهى معظمها مطلع الأسبوع، لذا فمن المتوقع أن يساعد تواجد طلاب الجامعات وهم شريحة كبيرة فى سوق شراء الكتب فى زيادة عدد الحضور، بينما اشتكى بعض الزوار من ارتفاع أسعار الكتب خصوصا فى دور النشر العربية التى تقيم أسعار الكتب بالدولار الأمريكي، لكن الجميع اتفق على حسن التنظيم فى المجمل، والمظهر الحضارى للمعرض الذى بات حقيقة منذ الانتقال إلى مركز مصر للمعارض الدولية، المجهز على أعلى المستويات العالمية. 

من جهتها، قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، إن معرض القاهرة الدولى للكتاب شهد نقلة حضارية فى دورته الحالية والدورة السابقة، على الرغم من التحديات التى واجهها فى الأعوام الماضية مثل انتقال مقره لمنطقة التجمع الخامس وجائحة كورونا العالمية، وأنه نظرا لما يشهده المعرض سنويا من إقبال كبير كان من الصعب الركون إلى خيار تأجيله كما حدث فى عدد من معارض الكتاب الدولية.

وأضافت عبد الدايم فى لقاء فكرى أدارته الإعلامية دينا فؤاد قنديل فى إحدى فعاليات معرض القاهرة للكتاب، أن الإصرار على إقامة الدورة الحالية من المعرض تكلل بالنجاح خاصة بعد الانفراجة التى تحققت على صعيد مواجهة تفشى فيروس كورونا، والالتزام بالإجراءات الاحترازية المعلنة، وأشارت إلى أن التفكير والدراسة الجيدين لفكرة إقامة المعرض سمحت لنا لعمل كثير من الإضافات، والأفكار الإبداعية الخلاقة، منها التفكير فى المنصة الرقمية للمعرض التى تعتبر خطوة فريدة.

وأكدت وزيرة الثقافة أن المعرض يقوم فى الأساس لصالح محبى القراءة تشجيعا عليها، وكذلك لدعم الناشرين وسوق النشر كهدف أساسي، وتوقعت أن البيع من خلال المنصة الإلكترونية للمعرض سيحقق انفراجة فى سوق النشر العربية والمصرية على وجه خاص، ورحبت بقرار إدارة المعرض معاملة الناشرين اللبنانيين مثل المصريين فى ظل الظروف التى تمر بها دولة لبنان الشقيقة، وأشارت إلى أن كافة المعنيين «سعداء بوجودهم خاصة أن الإقبال على المشاركة من الناشرين والموزعين اللبنانيين كان كبيرا»، لافتة إلى أن قرار مجانية التذاكر كان قرارا سليما، يتناسب مع الدورة الاستثنائية.

إلى ذلك تواصلت جهود إدارة معرض القاهرة الدولى للكتاب، لمكافحة ظاهرة تزوير الكتب، عبر منع مشاركة البائعين المتورطين فى هذه الجريمة، إذ أعلنت عن غلق جناح لبائع بسور الأزبكية «مكتبة محمد إبراهيم»، وجه له الاتهام فى قضية متداولة حاليا بتزوير 50 ألف نسخة كتاب، بحسب بيان إدارة المعرض، التى أكدت أنها أبلغت شرطة المصنفات الفنية عن وجود بائع بإحدى مكتبات سور الأزبكية متهم فى قضية تزوير، وأن الجناح ليس باسمه ولكنه يتبع مكتبة أخرى.

وأكدت إدارة المعرض أنه تم التأكد أن المكتبة لا تضم أى نسخ لكتب مزورة، لكنها قررت إغلاق جناح المكتبة لأن الشخص المكلف بعملية البيع فى الجناح الخاص بهذه المكتبة هو صاحب قضية تزوير الكتب، وأن قرار الإغلاق كان بهدف إيصال رسالتين إلى كل بائعى سور الأزبكية، أولاهما، أن إدارة معرض القاهرة الدولى للكتاب لا تسمح بعمل المزورين الذين يهددون صناعة النشر داخل المعرض، والرسالة الثانية، أنه فى حالة حدوث مثل هذه الواقعة مرة ثانية سيتم الغلق نهائيا.

وحول حفلات التوقيع التى تنظمها دور النشر فى أجنحة المعرض عادة لتنشيط المبيعات، قالت إدارة المعرض إن عددا من الكُتَاب الصادر لهم أعمال من دور النشر الخاصة قد تواجدوا بالفعل داخل المعرض خارج القاعات، الأمر الذى أوحى بحدوث نوع من تكدس الجمهور على دور النشر وأماكن تواجد هؤلاء الكتاب لحصول الجمهور على توقيعهم، وأن إدارة المعرض وجهت إنذارا لهذه الدور بعدم تكرار الواقعة مرة أخرى، كما تم وقف البيع فى هذه الأجنحة لمدة تتراوح ما بين ساعة أو ساعتين لحين انتهاء الازدحام الجماهيرى وخروج الكُتاب من أرض المعرض نهائيا، كما تم التنبيه على دور النشر أنه فى حالة تكرار مثل تلك الأفعال سيتم غلق الأجنحة نهائيا، وتناشد إدارة المعرض جميع العارضين ودور النشر المشاركة الالتزام التام بالتعميم المرسل لهم، والذى ينص على منع إقامة حفلات التوقيع داخل القاعات كإجراء احترازى ضد تفشى فيروس كورونا.

أما عن مبيعات الكتب، فأكد عدد من القراء والناشرين لـ«آخرساعة»، إن مبيعات الروايات تأتى فى مقدمة المبيعات فى المعرض، خصوصا فى دور النشر المصرية، التى قدمت وجبة دسمة من الروايات والمجموعات القصصية التى تغطى أجيالا أدبية مختلفة ومختلف أنواع الرواية بين الرواية التاريخية والرومانسية والواقعية والخيال العلمى والرعب، بينما تحولت أجنحة دور النشر الحكومية خاصة جناح الهيئة العامة للكتاب وقصور الثقافة والمركز القومى للترجمة فضلا عن جناح الأزهر الشريف إلى نقطة جذب حقيقية، وأكثر الأجنحة التى تستقبل زوارا على مدار اليوم، لما تقدمه من إصدارات مختلفة المشارب وتغطى اهتمامات مختلف القراء بأسعار مناسبة للجميع.

واحتفى الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، بالإقبال الكبير على جناح الهيئة، قائلا: إن الإقبال على إصدارات الهيئة وحجم المبيعات فاق التوقعات رغم تحديد أعداد الزائرين بـ 100 ألف زائر يوميا، تطبيقا للإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وكشف عن أن إجمالى مبيعات إصدارات هيئة الكتاب خلال اليوم الأول من الدورة الحالية وصل إلى 8556 نسخة، وضمت قائمة الأكثر مبيعا كتب «شخصية مصر»، و«هكــذا كانت الوحدة»، و«كتـــــاب الــــزنــــوج»، و«رسالة الغفران»، و«الذكريات الصغيرة»، و«المســـيح يصلـــب مـــن جـــديــــد»، و«الأخــــوة الأعـــداء»، و«الطاعــــون»، و«القــــوة والمجــــد»، و«أوقات عصيبة»، و«عالم تسكنه الحيوانات»، و«الحوت»، و«زهرة الكركدية الأرجوانية»، و«الأرض».

وأعلنت هيئة قصور الثقافة أن مبيعات الهيئة خلال أول يومين من دورة المعرض الحالية، بلغت 10 آلاف نسخة من إصدارات الهيئة، خاصة مع الإقبال الكبير من الزوار على سلاسل الذخائر، وذاكرة الكتابة، والهوية، وآفاق عالمية، والمسرح العالمي، والفلسفة، ومن أبرز الكتب الأكثر مبيعا فى جناح الهيئة كتب: «نهج البلاغة»، و«تهافت التهافت»، و«تهافت الفلاسفة»، و«مختار الصحاح»، و«تدهور الحضارة الغربية»، و«الثورة العرابية»، و«فجر الضمير»، وثلاثية المؤرخ عبد الرحمن الرافعى عن تاريخ الحركة القومية فى مصر.